CET 00:00:00 - 05/05/2009

المصري افندي

بقلم: عماد توماس
الذي زار دول أوروبية من قبل وخاصة الدول التي ينتشر فيها المسلمين مثل بريطانيا، ربما لا يندهش من وجود محلات ومطاعم عربية كثيرة خاصة في شارع "الإيجور رود" في قلب العاصمة اللندنية، التي تضع لافتة بخط عربي واضح تقول "حلال" وهي تعني أن اللحوم الموجودة ذُبحت بحسب الشريعة الإسلامية.

 والذي يسافر على خطوط الطيران الأجنبية، سيجد أن وجبة الطعام المقدمة له تحتوى على لحوم، يمتنع معظم المسافرين المسلمين من تناول لحومها خشية أن تكون من لحم الخنزير أو لحوم لم تذبح طبقاً للشريعة الإسلامية، وهو حق أصيل للمسافر المسلم أن يتناول اللحوم أو لا يتناولها فهذا شأنه ولا ضرر ولا ضرار!!

وفي الشريعة اليهودية يحرم أكل لحم الخنزير فكما جاء في التوراة في سفر اللاويين 11: 7و8 "والخنزير لأنه يشق ظًلفا فهو نجس لكم. من لحمها لا تأكلوا وجثتها لا تلمسوا. إنها نجسة لكم".

فقد اصطفى الله بني إسرائيل وفضلهم عن العالمين، وطلب منهم أن يبتعدوا عن كل الممارسات الوثنية التي كانت تتعبد لها الشعوب المجاورة، وأمرهم الله أن ينعزلوا ويكون مقدسين، ومن بين هذه الممارسات الوثنية التي أمرهم الله الابتعاد عنها كان ذبح الخنازير وأكل لحمها، والتي كانت تذبح للأوثان، بالإضافة لكونها حيوانات غير نظيفة تتغذّى على القمامة وتنقل العديد من الأمراض لأفراد الشعب لذلك كان أمر الله لبني إسرائيل بعدم الإختلاط بهذه الشعوب وأن يعزلوا أنفسهم عن هذه المؤثرات الوثنية.

وفي الشريعة الإسلامية يحرم أيضاً أكل لحوم الخنزير، ففي القرآن الكريم ما جاء في سورة البقرة 173 {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} بالإضافة إلى ما جاء في سورة المائدة 3 والأنعام 145 والنحل 105 من تحريم للمسلمين من أكل لحم الخنزير.

أما في المسيحية فقد اصطدم المسيح مع التقاليد اليهودية ورياء رجال الدين، الذين يظهرون ما لا يبطنون، ويبطنون ما لا يظهرون، فكانوا يبدون من الخارج أنقياء وطاهرين ومن الداخل كانت قلوبهم ممتلئة بالشهوة والطمع والرياء.
يركز الناس على المظهر الخارجي أما المسيح فكان تركيزه على الداخل فقال للجموع في إنجيل البشير متى 15- 17 "ألا تفهمون بعد، أن كل ما يدخل الفم، يمضي إلى الجوف، ويندفع إلى المخرج؟ وأما ما يخرج من الفم، فمن القلب يصدر. وذاك ينجِّس الإنسان. لأن من القلب تخرج أفكار شريرة: قتل، زنى، فسق، سرقة، شهادة زور، تجديف. هذه هي التي تنجِّس الإنسان. وأما الأكل بأيدٍ غير مغسولة، فلا ينجِّس الإنسان." (متى 7:15-20) فما الفائدة إذا اجتهدنا أن نظهر الخارج جميلاً ونقياً والداخل فاسد!!

وقد ذكر بولس الرسول في رسالته إلى تلميذه تيطس 1-15 "كل شيء طاهر للطاهرين وأما للنجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهراً بل قد تنجس ذهنهم أيضاً وضميرهم"

وفى رسالته إلى أهل كولوسى 2 : ، 16 قال بولس "فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد..." فـ "الطعام لا يُقدِّمنا إلى الله، لأننا إن أكلنا لا نزيد، وإن لم نأكل لا ننقص" (1كو 8: 8). ومن أجمل ما سجله الكتاب المقدس على فم بولس الرسول القول التالي "لذلك إن كان طعامٌ يُعثر أخي فلن آكل لحماً إلى الأبد لئلا أُعثر أخي" (1كو 8: 13)، وهو ما عبر عنه القديس يوحنا ذهبي الفم في شرحه لهذه الآية بقوله "هذا ما يجب أن يتحلَّى به المعلم الصالح، أن يُعلِّم بسلوكه ما ينطقه بفمه. فليس ما يعنيه أن يقول إن هذا الأمر عادل أو غير عادل، لكن بالأَوْلَى عليه أن يرفض أموراً أخرى تبدو مُباحة. فاللحوم المقدمة للأوثان، وإن كان غير مسموح بأكلها لأسباب أخرى، لكن حتى الأمور المباحة، والتي من الممكن أن تسبب عثرة، فسوف أمتنع عن هذه أيضاً، ليس ليوم وليومين، بل كل أيام حياتي"

لذلك فإذا كان لحم الخنزير يعثر المسلمين، فلن أكله إلى الأبد.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٤ صوت عدد التعليقات: ١٦ تعليق