CET 00:00:00 - 04/09/2010

من الاخر

بقلم: أماني موسى
في بلاد هبل ستان الشرقية يقوم قاطنيها بحفل هبل جماعي من كل عام منادين وصارخين ومهللين لله حمدًا وشكرًا على الوحدة الوطنية التي يتمتعون بها.
وتتنوع وتختلف حفلات الهبل الجماعي من حيث المكان ولكنها ثابتة في الزمان حيث ارتبطت بشهر رمضان، والمدهش في تلك الحفلات أنها قاصرة فقط على علية القوم ويكون كلاً منهم حريص على ارتداء الحتة اللي عالحبل وتنظيف لحيته بذمة لأن دة من أهم طقوس حفل تقبيل اللحىَ!!
أما الناس العاديين دول اللي اسمهم مواطنين، دول ياي ريحتهم مش نضيفة ومش بيستحموا والطبيعي جدًا إن ميكونش ليهم مكان في الحفلات دي، رغم أنها معمولة على اسمهم وعلى حسهم لتأكيد وتعزيز وتثبيت وتوطيد علاقات المحبة المتعمقة التي يعيشها المسلم مع أخوه المسيحي.
طبعًا زي ما أنتوا عارفين بتكون الموائد دي فيها خير كدة بسيط على ما قسم، يا دوبك كم فرخة على طبقين رز وطبق سلطة وتفاحة لكل زاير وهو خارج في نهاية الإفطار، أما إشاعات المغرضين الحاقدين أنها بتكلف مئات الآلاف فدة كلام جرايد!!

اللي عاجبني أوي في الموضوع أن الحفلات دي فكرتها قايمة على تأكيد مدى حب المواطن العادي لأخوه المواطن العادي برضه، ومع أنهم رأس الحفلة إلا أنهم دايمًا غايبين عنها... فتلاقي الجماعة اللي فوق غرقانين في الأكل والبوس والأحضان والابتسامات العريضة في الصور والجماعة اللي تحت غرقانين في الضرب.
 دة مش كلامي على فكرة، لكن دة اللي حاصل بالفعل ..... في الوقت اللي كان فيه مائدة إفطار وحدة وطنية في الكاتدرائية خرجت مظاهرات من جامع النور بتقول كلمات تؤكد عمق الوحدة المهلبية بين المصريين.

السؤال اللي بيطرح نفسه من حوالي ترابناتشر سنة: هل الموائد دي هي فعلاً الحل وهي فعلاً اللي هتعمق شعور المحبة والوحدة بين المصريين وبعضهم؟ وهل مشكلة الاحتقان الطائفي في مصر هيكون علاجها إما أمني أو بموائد لا هدف منها ولا نفع إلا الشو الإعلامي؟؟ وهل المشكلة بالأساس بين الكبار والقيادات ولا بين الشعب اللي شغال طحن في بعض؟
لو كانت تلك الموائد حل حقيقي لكانت وضحت ثمارها الآن ولكن العكس هو الحادث.

يا سادة تلك الموائد لإشباع بطون الصفوة والعامة تحت بطونهم فارغة تشكو ألم الجوع والفقر والحاجة.
تلك الموائد لن تجدي طالما العنف والاحتقان متغلغل في الشارع المصري بشكل كبير وخطير. فلتكن تلك الموائد لعامة الشعب والجائعين، فليظهر قانون موحد لدور العبادة، وليعطى كل مظلوم حقه من خلال سيادة القانون دون اللجوء لجلسات عرب، فلنمحي من المدارس والإعلام والمنابر الدينية كل خطاب جاهل يدعو لنبذ وتعنيف الآخر، فلنواجه مظاهر التعصب الديني في الشارع ووسائل المواصلات العامة، فلنجمع من الأسواق كل كتاب يهين الآخر ومعتقده، وليعاقب كل مَن يحاول بث سمومه من خلال عمله لكره ونبذ الآخر.
باعتقادي أن وقتها لن نحتاج أبدًا لتلك الموائد الشكلية. 
 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق