CET 00:00:00 - 04/09/2010

مساحة رأي

بقلم : شريف منصور
يتمتع الشعب القبطي العريق بمميزات كثيرة جدا ومنها ميزة معرفة الأخذ مجانا مترجمين خطأ وبأمزجتهم وعلي أهوتهم وصية الله مجانا أخذتم مجانا تعطوا. و في معيار البعض توازي لا تقربوا الصلاة...

يبحث المصري عامة في صفحات الانترنيت عن كل ماهو مجانا حتى ولو كان هذا المجانا يعني تنزيل برامج مضروبة المفاتيح لاستخدامها في أغراض من وجهة نظرهم أنها أغراض نبيلة. كما كتبنا سابقا في موضوع اوبريت علي بابا و الأربعين حرامي الذي لربما أراد منه الكاتب يكون موعظة في القناعة وتناسي الأخ الكاتب أنه أكد قناعة الرجل بسرقة أقل ما يكفيه من اللصوص. وكأن من يسرق اللص ليس لصا. و الغريب أن علي بابا بعد أن اخذ ماطاب له من جواهر قال أحمدك يارب ... الحمد الله الذي أرشده إلي كنز من مسروقات الناس لكي يسد به احتياجه. ونعمة الموعظة و التربية لكي نعلم  الشعب القناعة نقول لهم انهبوا مالم تتعبوا فيه ان أتيحت لكم الفرصة ولكن بحدود المعقول.

 ولا ننسي شخصية الأخ الغيور قاسم الذي ذهب وراء أخوة علي بابا لكي ينهل هو الأخر من نهر المسروقات. ومن جشعة نسي كلمة السر قال وهو يسرق أسوق عليك النبي افتح يا...... ، وكأن الجشع وهو أن تسرق وتستعين بالقوات الالهية لكي تهرب بالمسروقات .
 
وياليت الكاتب الهمام انتهي بهذه السقطات، بل جاء بقول رئيس العصابة نرتاح هنا الليلة و بأذن الله بكره نهجم علي قصر محمد البغدادي... وعطس الأخ قاسم هو مختبئ، ليقول شيخ اللصوص متنميا الرحمة لنائبة " يرحمكم الله يا أبو سريع". ونعم بالله لصوص لكن مؤمنين. 

من القصة السابقة أود أن اخرج بنقطة هامة توضح مدي الاختلاف بين الشرق و الغرب. الغرب اللصوص فيه لا يطلبون معونة الله في سرقاتهم و في الغرب لا يسرق الناس من اللصوص معتبرين أن سرقة اللصوص شيء مقبول . منطق الشرق منطق محمل بالضمائر المخدرة التي تجد العذر في فعل الخطأ بكل ضمير مستريح مهما كانت خطورة العمل و عدم قانونيته.

ولان الإصلاح يبدأ من الأقرب أود أن أناقش بعض النقاط التي لا تختلف كثيرا عن المنطق التربوي الناقص في اوبريت علي بابا.

يتصفح الأقباط صفحات المواقع القبطية مجانا ولو طلب أحد منهم المشاركة الفعالة بالتعليق نجدهم يخشون التعليق حتى لا يتربص بهم رجال الآمن في المطارات وهم عائدين في رحلة إلي مصر.  لو اقتصر الأمر علي هذا لقلنا يا سيدي مش نهاية العالم . ولكن عندما ينتقد أبو بلاش كثر منهم عمل العاملين الذين يعملون بكل ما يمتلكون من قوة ، ينتقدونهم وكأن لهم الحق في نقدهم. ويقولوا لماذا فعلتم ولماذا قلتم ونحن لم نوكلكم عنا ؟ و عندما يأتي الحل و الخير ليعم بسبب عمل القلة القليلة التي تعمل، نجدهم يسجدون أمام المذابح و يقبلون أيادي الكهنة شاكرين الله علي عطاياه الكثيرة.  ولكن كيف يقبل من لم يتعب أن يحصد  ما لم يزرعه.
 
الموقف الذي سأذكره لكم موقف حقيقي اطلب منكم التفكير فيه بدون تشنج و تعصب.
طلبت مني سيده لم يكن لي سابق معرفها بها من خلال حديث تليفوني أن أتدخل لحل مشكلة لدي الحكومة وقالت لي أن الأب فلان هو الذي أعطاني رقم تليفونك.
وفعلا لم أتأخر وقمت بعمل اللازم فورا لان الموضوع كان موضوع إنساني و تأكدت منه عن طريق المستندات الرسمية. أرسلت الرسالة للمسئول عن الحالات الإنسانية في مكتب احد الوزراء مشيرا إلي ان الموضوع يهم حالة إنسانيه لمريضه بالمرض اللعين من المكان الفلاني وبإرشاد من الأب فلان.

لم تمضي أكثر من 3 دقائق بعد إرسالي للرسالة ووجدت التليفون يدق و الأب فلان يتصل، وعلي غير اعتقادي في انه سيثني علي لسرعة المبادرة وجدته ثائر ثورة عارمة.. لماذا ذكرت اسمي في الموضوع ؟ فقلت له لان الموضوع موضوع إنساني جدا وودت أن أرد لك جميل اهتمامك بتوجيه من يحتاج للمساعدة لي شخصيا و لأنني لا ارغب في أن يظن من اخدمهم أنني ابحث عن مجد زائل. فقال لي بنبرة فيها توعد وتهديد وغضب أن لم تسحب هذه الرسالة فورا سوف أقوم بكذا وكذا وكذا... وبصراحة أنا لا اذكر شيء من كلمات التهديد ولا حتى أود لأنني كنت في حالة من الذهول بسبب طريقة الكلام و أسلوب التهديد و الوعيد. وفعلا سحبت الطلب من مكتب الوزير مشيرا إلي أن الأب لا يرغب في أن يتدخل في هذا الطلب و أن رأت الوزارة حسب المعلومات المقدمة أن تهتم بهذا الطلب سأكون شاكرا لهم. في المحصلة النتيجة لا تهم احد غير الأشخاص المعنيين فليس من حقي التعقيب عليها. ولكن صدقوني الحالات الإنسانية لا تعرف دين أو لون أو ملة أو جنس أو حتى جنسية في بلاد أول ما يتعلمه أطفالها الرحمة و معاملة الناس برفق و تواضع.
وعلي النقيض أري أباء يأتون من مدن بعيدة بحثا عن حل لمشكلة قد تكون أقل بكثير من المشكلة التي سردتها عليكم. وهؤلاء يطلبوا أن يظلوا في ظل النسيان و عدم الظهور لأنهم يخدمون سيدهم و أن طلب منه التقدم بشهادة لا يـتأخرون أيضا.

أرجو من أخواتي الأقباط في كل مكان أن يتكاتفوا معا في الخير وأن يساعدوا بعضهم بعض بكل ما يملكوا في خدمة مجتمعهم بإيجابية وبمحبه. لا تجعلوا سلبيات البعض توقفكم عن عمل الخير و تقديم يد المعونة لأنكم لا تقدموها لإنسان بل تقدموها نيابة عن من أعطي كم القدرة علي الخدمة وهو من يعطيكم لتعطوا، وان أعطاكم ولم تعطوا فلن يعطيكم مرة أخري لأنكم لا تستحقون.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق