CET 00:00:00 - 30/10/2009

مساحة رأي

بقلم: مجدى نجيب وهبة
أثناء الإجتماع الأسبوعى للقمص مكارى يونان بالكنيسة المرقسية بالأزبكية تلقى سؤالاً عن إمكانية الصلاة من أجل وصول منتخب مصر لنهائيات كأس العالم ، على إعتبار أن الأمر بحسب السؤال – يحتاج لمعجزة ورد القمص مكارى قائلا" أمين... نصلى من أجل مصر ، ومن أجل فوز المنتخب الكروى خاصة أن المباراة ستقام يوم 14 نوفمبر وهو يوم عيد جلوس البابا شنودة الثالث ، وأضاف "بصلوات البابا ... مصر هاتكسب " ورحب القمص صليب متى ساويرس بالمبادرة وقال " هذا ليس بجديد وسبق وقمنا بالصلاة خلال كأس الأمم الأفريقية وسنقوم بها قبل مباراة الجزائر حتى يستجيب الله وينصرنا وأوضح أن الإلتفاف حول الأهداف القومية هو أفضل وسيلة لمحاربة التعصب .

هكذا بدأ القمص مكارى يونان التعبير عن عمق مشاعره تجاه الوطن وذلك بالصلاة من أجل مصر ومن أجل فوز المنتخب وهو كما عودنا جناب القمص بالدعابة والتفاعل مع أحداث الوطن ، لم تخرج كلمات القس مكارى عن الدعاء لمصر وفوز المنتخب .
كانت صلاة القس مكارى من أجل مصر ... وهذا ما ذكرته جريدة المصرى اليوم فى العدد الصادر فى 29 أكتوبر 2009 وهو نفس ما ذكرته جريدة الشروق فى نفس اليوم .

لقد إستند القس مكارى يونان إلى المواطنة للدعاء لمصر وللفريق المصرى ، وليس على أساس طائفى وهوعكس ما تم نشره بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 28 يونيو 2009 حيث صرح الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق " هزيمة منتخبنا أمام أمريكا أضاعت فرصة الفوز المعنوى للأمة الإسلامية " وقال " الفوز على أمريكا فى كرة القدم لو قدره الله لنا كان سيعطى مردودا معنويا ليس على المصريين فقط بل على جميع أفراد الأمة الإسلامية فى شتى بقاع العالم هذا بجانب تصريح اللاعب أبو تريكة عقب فوز المنتخب بكأس الأمم الأفريقية "إن فوزنا على كوتفوار إنتصارا كبيرا أشبه بغزوة بدر بإعتباره نصر إلهى " . وهو ما يعنى أن الفوز ليس قرين التدريب والتخطيط والمهارة ، بل سيأتى كل هذا لاحقا على الإيمان والصلاة وماذا سيكون الوضع والحال حين لا قدر الله نخسر هل هذا يعنى أن إيماننا ضعيف ؟ .
شكرا لجانب القس مكارى يونان على مشاعره الجميلة وكلماته الرقيقة من أجل مصر ، ولكن حذارا من الذين يسعون لأسلمة الكورة – فقد نجد فى النهاية أن هناك إشتباك ربما نسمع عنه فى القريب العاجل بين مواطن مسيحى يضع علامة الصليب فى رسخه ومواطن مسلم يجلس بجانبه حيث يعلن الأخير أن هذه المباراة إسلامية ... اللهم إرحمنا من هذه البلوظة .

خبر أخر يقول " هناك مبادرة من بعض رجال الأعمال وعلى رأسهم سامح ساويرس للسفر إلى النمسا وأسبانيا وبعض الدول الأوروبية لتحسين صورة الإسلام وأنه ليس مرتبط بالإرهاب " ، أعتقد أن الإسلام ليس بحاجة إلى هذه المبادرة ولكنه بحاجة للقضاء على البلطجية والسفلة والمأجورين التى تغاضت الدولة عن ملاحقتهم وإنطلق البعض منهم يلتحون ويتكلمون بإسم الإسلام لشحن العامة وجميع المواطنون المسلمين ضد الاقباط لإحداث إشتباكات مستمرة بقرى ونجوع صعيد مصر وأخر هذه الأحداث المخجلة والمتكررة هى الإشتباكات التى حدثت فى دير مواس بقرية نزلة البدرمان حيث تجمهر نحو 200 من الشباب المسلمين فى القرية التابعة لمركز دير مواس بالمنيا إحتجاجا على إحلال وتبديد منارة كنيسة مارجرجس بسبب قيام الكنيسة بعد موافقة الأمن والجهاز التنفيذى حيث أنشئت هذه المنارة منذ أكثر من 50 سنة وهى أيلة للسقوط وأثناء عملية الترميم فوجئ العاملين ببعض الشباب من القرية يتقدمهم إحدى البلطجية ويدعى صبرة محمد صالح 26 عاما يعمل فرانا بالإشتباك مع عمال الكنيسة وتحريض أهل القرية بقذف الكنيسة والعمال بالحجارة بزعم أنها تستفز مشاعر مسلمى القرية ومن المدهش أن يتكرر نفس السيناريو فى جميع الأحداث المتشابهة ويتهم هؤلاء الصبية بأنهم " عيال عاطلين وفاشلين".

ونتسائل إلى متى تظل الدولة صامتة أمام هذه الأحداث وتقوم بعض الأجهزة الأمنية بالقبض على هؤلاء الصبية ثم إطلاق سراحهم ... إلى متى نظل صامتين حتى تنطلق إحدى الشائعات الخبيثة لتحريض البعض الأخر ضد الكنائس ليقوموا هؤلاء السفلة والمأجوين بدورهم المخطط له بالتنفيذ بحرق وسرقة أملاك الأقباط والإعتداء عليهم والإعتداء على الكنائس وفى كل مرة التبرير موجود وهو أن هناك إستنفار فهل أجراس الكنائس التى تقرع أصبحت تستنفر الإسلام فى مصر وماذا عن ميكروفونات المساجد اللى على البحرى وبالصوت العالى وكاسيتات شرائط التحريض على النصارى واليهود والكفرة فى جميع الميكروباصات وبعض أتوبيسات هيئة النقل العام والمحلات التى تفتح إذاعة القرأن الكريم منذ صباح الفجر وتعلية المذياع دون مراعاة للمرضى ولا للنائمين ..... هل كل هذه الأشياء لا تؤدى إلى الإستنفار ، ياريت قبل ما تذهبوا إلى البلاد لتحسين صورة الإسلام أمام الغرب أن تقضوا على هذا التطرف والإرهاب الذى أصبح سمة حياتنا اليومية . 

رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق