CET 00:00:00 - 27/10/2009

مساحة رأي

بقلم: مجدى نجيب وهبة
خرجت علينا الصحف القومية والخاصة بتاريخ 25/10/2009 فى صدر صفحاتها الأولى بخبر إندلاع أعمال الشغب بمركز ديروط بأسيوط عقب صدور قرار المحكمة بتجديد حبس 4 " مسلمين " قتلوا فاروق هنرى والد الشاب القبطى رومانى إنتقاما من إبنه الذى قام بالإعتداء على إبنتهم وتصويرها وبث صورها عبر الإنترنت والتليفونات المحمولة ... حيث قام أهالى المتهمين برشق السيارات والمحلات والصيدليات الخاصة بالأقباط بالطوب والحجارة كما قاموا بإشعال النار فى مجمع الكنائس بالحلاجة ... وقد قاد المظاهرات طلاب المعهد الدينى الأزهرى – بديروط حيث خرجوا فى مظاهرة مطالبين الجهات الأمنية بالقصاص من الشاب الذى إعتدى على الفتاة وقام بتصويرها وتحريض الشارع لتحطيم كل ما تطوله أيديهم من ممتلكات وكنائس الأقباط !!!!( جريدة الأخبار ) ...
وفى المصرى اليوم تجدد أحداث الشغب بين مسلمين وأقباط فى أسيوط ... وفرض حظر التجول فى قريتين وذكر القمص إبرام سكرتير مطرانية أبنود فى إتصال هاتفى إن عدد من الكنائس تعرض لإعتداءات وتعرض بعضها للتلف موضحا أن أجهزة الأمن طلبت من المسيحيين عدم الخروج من منازلهم .
وبجريدة روز اليوسف " القبض على 100 شاب فى شغب طائفى بديروط حيث كتب إيهاب عمر : شهدت منطقة ديروط أمس أحداث عنف طائفية قام خلالها عدد من الشباب بتكسير السيارات والمحلات فى شارع المحكمة ومجلس المدينة ومنطقة أبو جبل وإشعال النيران فى مجمع كنائس الحلاجة والإعتداء بالضرب على التلاميذ المسيحيين على خلفية تجديد حبس 4 أشخاص متهمين بقتل مواطن قبطى يدعى فاروق هنرى عطاالله إثر قيام نجله " ملاك " الشهير بـ " رومانى " بتصوير فتاة مسلمة فى أوضاع مخلة وإرسال الصور عبر الإنترنت والهواتف المحمولة الأمر الذى أدى إلى إشتعال نار الفتنة الطائفية داخل المركز .

هكذا وجدنا أنفسنا أمام نموذج واحد للخبر تناقلته جميع الصحف دون أدنى تعليق فقد تحولت هذه الإتهامات المزعومة إلى دلائل وقرائن مؤكدة لا تقبل الشك أو الجدل ومن ثم فما يتم هو تنفيذ " قانون البلطجة " وتأديب الأقباط ؟ّّ!!!! وقتيل واحد لا يكفى ؟!!! ....... الخبر كما وجدنا أنفسنا أمامه ، علاقة بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة بصعيد مصر والتى قيل أن الشاب قام بتصويرها فى أوضاع مخلة ونشر صورها عبر الانترنت والتليفون المحمول ، وكما رويت القصة نقلت من طرف واحد إعتبر أنه المجنى عليه ولم نسمع من الجانى نفى أو تأكيد الواقعة ، ولأن المجنى عليها فتاة مسلمة والجانى قبطى فقد قامت القيامة وإنفتحت أبواب جهنم على أقباط ديروط لتفعيل قانون وفتاوى البلطجة ، علما بأننا نقرأ مثل هذه الحوادث عشرات بل ألاف الوقائع المماثلة وفيها يتم القبض على الجناة وسماع أقوالهم وتقديمهم للمحاكمة إذا ثبت صحة الإتهام ... قرأنا عن إتهام زوجة لزوجها بتصويرها أثناء ممارسة الجنس معها وتحريضها على ممارسة البغاء وحققت النيابة فى بلاغ الزوجة وأحيل الزوج للمحاكمة ووجهت إليه تهمة التحريض على الفسق .

-    أستاذ جامعى يحمل الدكتوراة فى علم النفس ويشغل وظيفة مدرس بكلية الأداب جامعة القاهرة يتهم بمحاولة إغتصاب طالبة فى السنة الدراسية الأولى مصابة بضمور فى الخلايا العصبية أى أن لها ظروف خاصة وذلك فى منتصف ديسمبر 1997 .

-    فتى لا يترواح عمره عن 14 سنة يعتدى على طفلة عمرها أربع سنوات ، ثم بعد ذلك يقوم بخنقها بيده ثم بسلك كهربائى ثم يقذفها فى منور البيت .

-    وتكررت هذه الأحداث عدة مرات ... وحول المتهمين إلى المحاكمة لتوقيع أقصى العقوبة عليهم بل لقد طالبنا بتطبيق عقوبة الإعدام العلنى فى ميدان عام ، وهو ما يناقش هذه الأيام وذلك بعد ثبوت الجريمة ... أما الإدعاءات وتلفيق التهم فهذا يقصد به أهداف مختلفة .

مثل الخبر الذى أفردت له جريدة " صوت الأمة " بإتهام البعض مدرس بأبو المطامير يدعى نبيل عدلى البالغ من العمر خمسين عاما بتنصير الفتيات المسلمات وقد نشر هذا الخبر بصورة إستفزازية مما دعا إلى خروج وتظاهر الغوغائيين والبلطجية لمحاولة الفتك بالمدرس وقتله هو وأسرته رغم تأكد الجهات الأمنية بأنها مجرد إشاعة أطلقها بعض الخبثاء ، والمفاجأة بدلا من تطبيق " القانون والدستور " يطلب جهاز الأمن من المواطن نبيل عدلى ترك منزله لدواعى أمنية ... فما كان من المواطن إلا أن نفذ الأمر وتشرد هو وأسرته وترك أعماله ولم يعد يعرف مصيره وسط زهو وإنتصار المتطرفين والإرهابيين وتغيب أمنى كامل ؟!!! ومئات من حوادث الإغتصاب ربما يصاحبها جريمة قتل يتم فيها القبض على الجناة وتأخذ مجراها الطبيعى وأخر هذه الجرائم هى إحالة عاملين بجريدة المصرى اليوم محبوسين على ذمة القضية حيث قاموا بتصوير زميلتهم صحفية بجريدة المصرى اليوم وهى بالملابس الداخلية وقاموا بإبتزازها وتهديدها بنشر صورها على المواقع مما دعا الأخيرة لتقديم بلاغ للنيابة التى قبضت عليهم فأمرت بحبسهم لتقديمهم للمحاكمة العاجلة .
جريمة إذا صحت بعد سماع أقوال المتهم أن يقدم للمحاكمة ولكن فتاوى البلطجة قررت القصاص من الأب ... ثم البحث عن الإبن ... ثم حرق كل أقباط ديروط وسط غيبة القانون وتفعيل قانون البلطجة ، لتشتعل القرية ويخرج الغوغائيين لحرق المحلات ومنازل الأقباط وتكسير السيارات وحرق الكنائس فى الوقت الذى سمعنا أن الجهات السياسية والأمنية تقوم بتهدئة الأهالى ... بدلا من القبض على الجناة الأصليين بجانب المتهمين بقتل " فاروق هنرى " والذي يجب أن توجه إليهم تهمة القتل مع سبق الأصرار والترصد ونتسائل ماذا تنتظرون بعد ذلك لتكرار هذه الأحداث الكريهة بزعم نشر قصص وهمية وإشاعات خبيثة ... يطلقها زعماء الإرهاب فى جميع قرى ونجوع المحروسة .

ماذا تنتظرون بعد توغل التطرف والإرهاب داخل القرى والنجوع ثم نتباكى على النسيج الواحد والوحدة الوطنية والمواطنة وشعارات " أكل عليها الدهر و ..... مثل "الدين لله والوطن للجميع " التى لم يعد لها وجود .
ماذا تنتظرون حينما يهل علينا الكاتب المتطرف " محمد عمارة " حينما يصدر كتاب " فتنة التكفير " ليتهم المسيحيين بالكفر وساواهم بالزنادقة والمجوس وعبدة الأوثان وحكم عليهم بأنهم مخلدون فى النار .
الكارثة أن يصرح وزير الأوقاف أنه لا يرى شيئا يستحق الإدانة فى كتاب المفكر الإسلامى محمد عمارة فقد تعامل الوزير مع الاقباط على طريقة " اللى يزعل يتفلق أو يخبط دماغه فى الحيطة "

إنها أحداث طائفية متكررة من " بنى والمس " و" دير مواس " إلى " بمها " وأحداث العياط حيث قام الإرهابيين بتعليق يافطة كبيرة من الخشب على جانبى الكنيسة كتب فيها بخط أبيض مستفز " يامحب رسول الله لا تهادن فى تكبيرة الإحرام " والتى علقت منها على جانبى مبنى الكنيسة ، بما لا يدع مجالا للشك بقصد التحرش على أن الجهل المتعمد بحقوق الأخر قد بلغ مداه . فما علاقة الإخوة المسيحيين بتكبيرة الإحرام وهل لم يجد الموتورين إلا حوائط الكنيسة حتى دفعت بـ " المطوعين الجدد " وصبية الإرهاب إلى تعليق يافطتهم الساذجة على الحائط التابع للكنيسة ولم يدفع الذين فعلوا ذلك عن عمد إعتقادات فاسدة بعيدة عن الإسلام مفداها أن عليهم هداية الفاسدين من أصحاب الديانات الأخرى ... ويتم ذلك مع صمت وترهل أمنى وتجاهل تام من أجهزة الشرطة والسادة المسئولين وأعضاء الحزب الحاكم " الوطنى " ، لكن السؤال ماذا لو قام مسيحى وعلق أية من الإنجيل على حائط مسجد ؟! أو حتى فى الطريق العام ؟! ... الإجابة معروفة ، ثم نتباكى على المواطنة ونطالب بتفعيل مواد الدستور !! ... أى دستور تتحدثون عنه وعن مستقبل أمة بل مستقبل شعب بأكمله يسود فى صعيده المصرى قانون جديد لم نسمع عنه حتى فى أشد الدول تخلفا إسمه " قانون فتاوى البلطجة " ، ماذا تنتظرون بعد أحداث بمها والعياط حيث نقل المصابون إلى مستشفى العياط المركزى والبعض كانت حالتهم حرجة بين الحياة والموت ، ولم يجدوا هؤلاء المصابين وقتها أى أطباء بالمستشفى مما إضطر بعض الشباب المسلم مع المسيحى بالذهاب إلى منازل الأطباء الأقباط لإحضارهم من منازلهم ... هل " هذه هى مصر " ؟!! وللأسف بعد إندلاع أى أحداث والتى يكون فيها الإرهاب والبلطجية هم أسياد المعركة فهى من طرف واحد وليس كما تزعم وسائل الإعلام إنها مشاحنات بين الأقباط والمسلمين إنها فى حقيقة الأمر إعتداء سافل من البلطجية والغوغائيين وهى فرصة للسرقة والنهب والسلب وفرض النفوذ والكلمة ... ثم عقب هذه الأحداث يتم الضغط على الطرف المجنى عليه للموافقة على الصلح بطعم الذل والمهانة فالجميع صامتون والمسئولين لا يحركون ساكنا وتعقد الجلسات الوهمية أو التى تسمى بالعرفية بعد أن يكونوا البلطجية والغوغائيين قد حققوا أهدافهم ، رغم أن الجروح لم تجف والبيوت التى إحترقت لم تطفئ بعد ...ودموع العجائز الذين نكل بهم الإرهابيين دون ذنب إقترفوه لم تجف وفزع الأطفال وهم يتساءلون من هؤلاء الذين يعتدون علينا هل هم مصريون أم إرهابيين أعوان بن لادن وإسماعيل هنية وحسن نصرالله .

-    ماذا تنتظرون من عمليات الشحن المستمر لإشتعال الأحداث القذرة حينما يصرح الشيخ يوسف البدرى فى إفطار مركز الكلمة سبتمبر 2007 : الإسلام هو اللى صح واللى يقول غير ذلك كافر مستندا للأية القرأنية التى تقول " أن الدين عند الله الإسلام " وهو إعلان واضح وصريح لتكفير الأقباط أمام الجميع ونحن نقول له إعتنق كما تشاء وأمن بمن تشاء وتحدث عن الإسلام ومناقبه كما تشاء ولكن لا تطعن فى الأخر ، وللأسف لم نجد أحد يتصدى له ممن أزعجونا وأطلقوا على أنفسهم منظمات حقوقية !!!! .

-    ماذا تنتظرون بعد فرض الحجاب أو النقاب وليس لنا شأن بذلك ولكن الهدف ليس هو الزى الإسلامى بقدر ما هو خلق حالة من التميز بين المسلمين والأقباط وذلك فى محاولة لفصل المجتمع وللأسف الجميع صامتون رغم أن اللعبة مكشوفة وعلينا أن نعترف أن الإرهاب توغل فى جميع أركان حياتنا وأصبح الجميع يستغلون الدين لإصدار الفتاوى .

لقد شارك البعض على زيادة الدعوة لإثارة البلبلة وخروج القراصنة من جحورهم لمواصلة هجماتهم لقطع الطريق إلى الإستقرار فهم يغلفون دعواهم بأيات من القرأن الكريم وتنفجر خطب تهييج المشاعر على ألسنة أنصاف المشايخ فى الزوايا والمساجد البعيدة عن رقابة وزارة الأوقاف فيتحول الهدوء إلى عواصف ويختفى العقل الذى يرجح ويفكر للخروج برؤية تفيد ، مقابل ظهور رغبة مريضة متوحشة لا تهدأ إلا مع التخريب والتدمير

 

-    لمصلحة من إشعال الحرائق بين أهالى الصعيد بصفة خاصة بعد أن ذاقوا حلاوة الهدوء والأمن بعد سنوات القلق والتوتر ، ففى سنوات الإرهاب الإسود تعطلت مصالحهم وأغلقوا محالهم وهجروا زراعتهم وهجم عليهم الفقر والخراب ... وعاشوا حياتهم فى ذعر وخوف خصوصا فى تلك المناطق التى أوت رموز التطرف والإرهاب وخصوصا محافظة المنيا بمراكزها الشهيرة ملوى وأبو قرقاص ودير مواس وديروط بأسيوط ... ومركز البرارى ومعظم القرى ونجوع صعيد مصر ... ونحن نتساءل " أين نحن الأن " ؟ أين نريد أن نذهب ؟! كيف نصل إلى بر الأمان ؟ .

-    وبدلا من أن نركز جهودنا فى المطالبة بضمانات جديدة لحقوق الإنسان وترسيخ الوحدة الوطنية وأن نقف جميعا يدا واحدة لنلفظ الإرهاب وتدعيم الحريات الدينية وإحترام العقائد السماوية وهى مواصفات رئيسية للأمم المتحضرة ... فوجئنا بمن يستدرجنا إلى مستنقع " الفتنة والإحتقان " تصاحبها ترسانة من الفوضى والتضليل والكذب تسرى كالنار فى الهثيم على العلاقات الطيبة بين عنصرى الأمة .

-    إنه من المؤسف أن تضيع هيبة وسيادة القانون وأن ينجح الإرهاب فى إستدراجنا إلى قاعات المحاكم ... لتسود اجواء التحفز والإحتقان .

-    إن الإرهاب أقرب إلينا من حبل الوريد ... إننا معتقلون داخل النصوص الرسمية ومعتقلون داخل التفسيرات الدينية ... التى تحض على كراهية الأخر وعدم قبوله يروجونها فى المدارس والزوايا وشرائط الكاسيت .. معتقلون داخل الخرافة فالشوارع والمكتبات عامرة بكتب تتحدث عن عذاب القبر والنار " والثعبان الأقرع " الذى يبلغ طوله مئات الأمتار ويتجاوز عمره ألف عام والدابة التى تتمتع بشكل يفك مفاصل القدمين ويصيب الدورة الدموية بالإرباك –هذا بالإضافة إلى " يأجوج ومأجوج " الذين يعودان لإفساد الأرض ومن عليها .

-    إن مصر بلد يتعايش فيها الأقباط مع إخوانهم المسلمين كل من الأخر يكن الحب لكل الأديان السماوية وليس هناك مجال للحاقدين الذين يحاولون أن يشعلوا الحرائق .

مجدى نجيب وهبة
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email: elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٦ تعليق