CET 00:00:00 - 06/10/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس  
فجاء الرب ووقف ودعا كالمرات الأول صموئيل صموئيل , فقال صموئيل تكلم لأن عبدك سامع .. 1 صم 3 : 10
في ظل هذا التمييز الديني والذي يحدث في أمتنا مصر, من خلال وجود المادة الثانية من الدستور ... بالإضافة إلي تطبيق نظرية الكيل بالمكيالين ضد مسيحي مصر بجميع طوائفهم , نطلب من الله أن يجعل كل مسيحي بطلاً مثلما كان صموئيل من قبل ... تذكرت الصورة التي رسمها الرسام العظيم  رينولدز والتي تعتبر من أشهر الصور بين الناس بجميع توجهاتهم الدينية والتي تحوي علي صبي صغير راكعاً علي ركبتيه ورافعا رأسه إلي أعلي وأيديه مضمومتان تضرعا إلي الله ... ويقول تكلم لأن عبدك سامع.!
من هو هذا الصبي ... إنه صموئيل إبن رجل إفرامي إسمه  ألقانة بن يروحام بن تُوحُو بن صوف. وقد قصدت أن أذكر إسمه بالكامل لأنني أتمني أن يكون كل واحد فينا هو صموئيل الإفرامي ,ويعيش حياة هذا الرجل العظيم , لكي نستطيع أن نسترد كل حقوقنا وأن نزيح هذه الغشاوة التي تنغص حياتنا الطبيعية في مصــــر وكأننا نعيش في بلاد الغربـــــة.
نحن نريد أن نتخذ من خطوات صموئيل النبي مثالاً لنا في تحريرنا من الظلم والتعصب الواقع علينا , فلقد كانت معركة صموئيل الأولي هي ضد الخطية والشر قبل معركته مع الفلسطينيين ... فعلينا وعلي مثاله أن نحدد معركتنا الأولي ضد الخطية والشر ... وضد الأصنام التي تربطنا بالعالم وشهوته ... لم يتوقف صموئيل عند هذا الحد بل بدأ في (إعداد القلب ) لأن نزع أصنام الشهوة هو الجانب السلبي من موقف الإنسان من الخطية ... أما الإعداد القلبي فهو يُعتبر الجانب الإيجابي الذي يأتي بالعزم وإختيار الرب إلهـــاً له . وما يبهرني عندما أقرأ سفر صموئيل أنه يطالب الإسرائليين أن يعدوا قلوبهم للرب , ويعبدوه لوحده ... بدلا من أن نقرأ بعض التصريحات من رجال كهنوت كبار تشير إلي زرع الفتنـــة والتشتت بين أعضـــاء الكنيســـــة الواحــــــدة.

ثم يتجه البطل المنشود صموئيل الإفرامي أبعد من ذلك حيث كان يدعو وينادي إلي (الرابطة الروحية) , ففي صموئيل الأول الأصحاح السابع نقرأ عن صموئيل أنه جمع شعبه في المصفاة لتصلي أمام الله في وحدة روحية رائعة ... فالإصلاح الحقيقي هو الذي يتعدي الفرد والعائلة ليشمل أبناء المتفرقين ليجمع شملهم في وحــــدة واحـــــدة . وقاد هذا البطل الروحي  صموئيل شعبه في صلوات مصحوبة بالصوم .... نحن نريد بطلاً يفعل كما فعل صموئيل مع شعبه ... نريدُ قائداً يحثنا أولا علي ترك الخطية وثانيا علي السعي للوحــــدة ... نريد بطلاً يلم شملنا في المصفاة لكي نصلي ونصـــوم ... ثم يأتي الحل من عند الله .... فعندما نجتمع نحن المسيحيين بجميع طوائفنــــا , سوف يُدرك الآخرين أن هذا التجمع ما إلاّ ثورة وتمـــرد علي الأوضاع التي نعيش فيها من جراء وجــــود المادة الثانية في الدستور . سلاحنا الأول والأخير الصراخ إلي الله. نحن نريد بطلاً يرفع حملاً رضيعاً ويصعده مُحرقة بتمامه إلي الله دليل الخضوع التام للمشيئة الإلهية ... لكنني لا أقصد أن نفعل ما فعله صموئيل حرفياً ... بل علينا أن نرفع طلباتنا ومشاكلنا علي المذبح ونصلي ونصوم لكي يرشدنا الرب ويعطينا الحكمة في التعامل مع المسئولين لرفع الظلم ولحذف هذا الكابوس الذي يُسمي بالبند الثاني من الدستور وفصل الدين عن شئون الدولة.

بالعمل الواحد سوف يكون بمثابة ما حدث عندما صام وصلي الإسرائليون في أيام صموئيل ,فأرتعدت السما وصبت الصواعق علي رؤوس الفلسطينيين ليعلم الجميع أن النجاة والنصرة من الله , وليست جهد بشري ... هكذا علينا نحن أن نعمل بجدية بحكمة رب المجد حتي ترتعد السما وتسقط الصواعق علي البند الثاني من الدستور وتوجيه البلاد إلي سياسة العلمانية لكي يعلم الجميع مهما قمنا من مجهودات وإجتماعات وإتفاقيات ومعارك كلامية مع المسئولين ... ونجحنا في تحقيق طلباتنا فإن هذا النجاح سوف يكون من الله وليس بمجهودنا ... نحن ما إلا أدوات في يد الرب يستخدمها بمعرفته هو فقط ... فهو الذي يرشدنا ويقوينا ونعمل كل ما هو مثمر في رفع هذا البند من خريطة الدستور وجعل البلاد تعيش في حرية العلمانية.

نحن نريد بطلاُ بل أبطالاً لهم مميزات صموئيل الإفرايمي فقد عاش حياة النقاوة , حيث تربي علي يد أمه وأرضعته من لبن الحياة المقدسة ... كان البطل صموئيل من أذكي الناس , لأنه لا يمكن لأم أن تترك إبنها وهو صغير بعد إفطامه , وتهبه للرب جميع أيام حياته في شيلوه إلاّ انها واثقة من ذكائه وحسن تصرفاته بالرغم من صغره ... كما أنه عاش حياة الطاعة فقد لبي إرادة أمه بأن يتركها ويعيش في شيلوه مع عالي الكاهن , كما أنه أطاع أمر عالي الكاهن في أن يستجيب لنداء الرب له , نعم يارب لأني عبدك سامع .... كان يعيش حياة الوداعة حيث كان يعمل خادماً عند عالي الكاهن , لم يأنف من أبسط الخدمات وأقلها ... كان يحيا حياة الشجاعة حتي أنه عندما أصبح شابا لم يجاري هذا الفجور الذي دخل خيمة الإجتماع ذاتها , ويري أولاد الكاهن يضاجعون النساء المجتمعات في باب الخيمة؟؟! ... كان يعيش حياة الصبر حتي أنه ظل عشرين سنة يعد شعبه لمعركة التحرير ... كان رجل صلاة وكان يعتبر عدم الصلاة خطية , فالصلاة ليست فقط ملاذاً يلجأ إليه المتضايق كلما ضاقت به الحياة ... كان صموئيل رجلا عادلا , فقد كان قاضي الأمة لسنوات متعددة طويلة , وعندما شاخ قال للشعب ( هوذا أبنائي معكم , وأنا قد سرت أمامكم منذ صباي إلي هذا اليوم , هأنذا فأشهدوا عليّ قدام الرب وقدام مسيحه ثور من أخذت وحمار من أخذت ومن ظلمت ومن سحقت ومن يد من أخذت فدية لأغضي عيني عنه فأردَ لكم , فقالوا لم تظلمنا ولا سحقتنا ولاأخذت من يد أحد شيئاً.) .

نحن نسعي إلي فصل الدولة عن الدين ... وذلك بحذف البند الثاني من الدستور ... فهو مشوار طويل ولا نستطيع في يوم وليلة حذفه ... إلاّ لو كان كل واحد فينا صموئيل الإفرامي . يا تري هل يُوجد فينا علي الأقل عشرة مثل صموئيل ... هذا لا يتحقق إلاّ لو لم نكن واحــــد في الله ... هذه الوحـــــدة هي أمر من الرب يسوع ... كما أن المحبة بين الإخوة في الإيمان هي طبيعة المؤمنين ... فهي تتأني وترفق , المحبة لا تحسد, المحبة لا تتفاخر ولاتنتفخ, ولا تُقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء, ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق 1 كو 13: 4 -7 .
كل كنيسة عليها أن تلم شعبها ويعتبرون أنفسهم في المصفاة ويرفعون ذبيحة التسبيح والشكر والصلاة وأن نرفع أصواتنا عالياً حتي تسمعنا الحكومات والدول ومراكز الحقوق المدنية الداخلية ... كذلك أتمني من إخوتنا في الخارج أن يلموا شملهم أيضا في كنائسهم ويجعلوها المصفاة لهم , ويرفعون صلوات التسبيح حتي تصل إلي الله ومنه يردها إلي مراكز الحقوق الدولية , ويجعلوا منها مشكلة عامة وتصير مشاكلنا موضوع الساعة بين الأمم.
هذا هو صموئيل الذي لم ينفرد بهذه البطولة , لكن يُوجد الكثير غيره ذكرهم الكتاب المقدس , وما صموئيل إلاّ مثالاً فقط  تذكرته عندما لمحت صورته المشهورة المعلقة أمامي وهي لصبي راكع...... قائلاً : تكلم يارب لأني عبدك سامع.

ولما لا فنحن معنـــا إله حيّ لا ينام بل عينيه علينا ساهرة ...
هكــــــــذا يكـــــــون البطـــــل المنشـــــود مثلمــــــا كان صموئيـــــــــل الإفرامي. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت عدد التعليقات: ٢٩ تعليق