CET 00:00:00 - 05/09/2009

حوارات وتحقيقات

* ما يروجه البعض بأن المسلمين لا يأخذون حقوقهم بفرنسا هو نوع من العبث.
* الديمقراطية والحرية في مصر مقيدتان بضغوط أمنية ودينية.
* نحاول من خلال جمعية"الشباب القبطي بفرنسا" تحقيق المزيد من الاندماج للمهاجرين الجدد.
* الأقباط منذ زمن هم صناع الحياة بمصر.
* العالم الآن يعرف جيدًا مشكلات الأقباط بمصر.
* الأقباط لن يحصلوا على حقوقهم إلا بتفعيل قوانين المساواة في الدستور.
* الرئيس مبارك يملك حل كل المشكلات القبطية.
* الأقباط داخل مصر مندمجين في الحياة الاجتماعية ولكن نظام الدولة يقوم بإقصائهم.
* فرنسا من أكبر الدول العلمانية في العالم وتحترم حقوق الإنسان.
* الفكر السلفي هو الداعم الأول للفتن الطائفية.
حوار: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون

السيد /نسيم كامل شحاتة رئيس جمعية الشباب القبطي بفرنسا مع المحرربالقاهرة وأثناء أجازة قصيرة ألتقينا بالسيد /نسيم كامل شحاتة رئيس جمعية الشباب القبطي بفرنسا لنتحاور معه حول نشاط جمعيته بفرنسا ووضع المجموعة القبطية هناك والدور الذي تقوم به تلك المجموعة لدعم المشكلات القبطية هنا بمصر للمساعدة في حلها،فكان لنا حديث شيق......

* ما هو الدور الذي تقوم به جمعية الشباب القبطي بفرنسا والتي تترأسها سيادتك؟
الدور الأول هو الاهتمام بالشباب القبطي القادم من مصر حديثًا إضافة للموجودين فعليًا بفرنسا،وذلك من حيث البحث في مشاكلهم بالمجتمع الفرنسي ومحاولة حلها بشكل سلمي.
كما نسعى للتعريف بمشاكل الأقباط المصريين في فرنسا والتعاون مع المسؤولين في محاولة لحل هذه المشاكل ونعقد من أجل ذلك مؤتمرات وندوات للتعريف بالهموم الأقباط.

* الأقباط بفرنسا كيف تصفهم لنا؟
يمكنني القول أنهم كتلة متوافقة في كل شيء إلى حد كبير،ويظهر ذلك التوافق بوضوح  مجموعة متماسكة قوية ونحاول بقدر الإمكان حل أي مشاكل تطرأ على الساحة من حيث وضع الأقباط في فرنسا.

* هل هناك بالفعل اضطهاد للأقليات الإسلامية في فرنسا خاصة "المحجبات"؟
فرنسا من أكبر الدول العلمانية في العالم وتحترم حقوق الإنسان، والمسلمون هناك يأخذون حقوقهم مثل المواطن الفرنسي ولهم كل الحقوق لا تفرقة بينهم وبين أحد، بل كل الجاليات التي في فرنسا بغض النظر عن دينها تأخذ حقوقها، ومايروجه البعض بأن المسلمين لا يأخذون حقوقهم هو نوع من العبث ولا يعرفون ما هي فرنسا!

* ما رأيك في الوضع القبطي في مصر؟
وضع سيء للغاية.. لدرجة أنه وصل لوسائل الإعلام العالمية المختلفة من الإنترنت والصحف والمجلات والقنوات الأمريكية والأوروبية وغيرها، وهناك دراسات في أغلب بلدان أوروبا والمحافل الدولية تصف الحالة المتردية التي وصل لها وضع الأقباط في مصر والانتهاكات التي تحدث لهم في مصر وكل المطالب التي يريدونها، والمسؤولين المصريين يعرفون هذه المشاكل ويعرفون كيف يحلونها ولكنهم لا يرغبون، فالمشاكل معروفة ومحدده مثل إصدار قانون دور العبادة الموحد وتفعيل قوانين المساواة بين المواطنين وعدم التمييز الديني وتقلد الأقباط مناصب في الدولة بشكل طبيعي وتعامل الأمن بشكل عادل في أحداث الفتن الطائفية.

نسيم شحاتة: ما يروجه البعض بأن المسلمين لا يأخذون حقوقهم بفرنسا هو نوع من العبث* كيف يحصل الأقباط على حقوقهم؟
الأقباط خارج مصر يطالبون بحقوقهم بكل الطرق السلمية والمحترمة حسب القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية والتي صدقت عليها مصر، مثل المظاهرات وتقديم مذكرات للمسؤولين المصريين والأوروبيين المعنيين بحقوق الأقليات في مصر لمساواة الأقباط بالمسلمين وأخذ حقوقهم، ولا بد ليحصل الأقباط على حقوقهم ان يتم تفعيل قوانين المساواة بين المواطنين.

* هل الخطوة الأولى يجب أن تكون من الدولة أم ؟
الدولة في يدها كل شيء ولا بد وأن تتوافر رغبة وإرادة سياسية للتغيير ومساعدة الأقباط في الحصول على حقوقهم؛ وقد أوضحت ذلك من موقعي للجنة التي أرسلتها وزارة الداخلية للجمعيات والمنظمات القبطية في الخارج للجلوس معهم ومعرفة طلباتهم تمهيدًا لزيارة الرئيس مبارك، وأكدت ذلك مرة أخرى للجنة التي جاءت فرنسا وقلت أننا لنا قرون طويلة، وحتى بعد أن أصبحت مصر جمهورية جاء عبد الناصر والسادات ومبارك ولم نأخذ حقوقنا، حتى القوانين والقرارات الرئاسية التي صدرت على أرض الواقع لم يتم تنفيذها.. لذا فكل مشاكل الأقباط لن تُحل إلا بكلمة واحدة من شخص واحد وهو الرئيس مبارك فيستطيع حل المشاكل المتراكمة على مدار قرون.

* هل دور تلك اللجان هو إتمام عملية "تنويم مغناطيسي" للأقباط بالخارج وخاصة مع الزيارات الرئاسية للخارج؟
نعم وكل الناس عرفت ذلك وانكشف دورها لأنها أكثر من مره تأتي وتسمع طلباتنا وبعد انتهاء الزيارة لا يحدث شيء، فانكشف دورهم الحقيقي وهو تهدئة الوضع خارج مصر حتى تنتهي الزيارة، وهذا الدور انكشف للأقباط والمسلمين والأجانب.

* ماذا تقول لكم تلك اللجان عادة؟
نتحدث معها على المشاكل التي تحدث للأقباط والانتهاكات، ويستجيبون لنا ويبدون تأييد لما نقول بل أحيانًا يؤكدون صحة ما نعبر عنه ثم يقوموا بتهدئتنا وينتهي الأمر.

* هل تري الدور الذي تلعبه المنظمات القبطية في الخارج يمثل آلية ضغط على الحكومة المصرية؟
المنظمات والجمعيات تستخدم الأساليب والطرق السلمية المتمثلة في الاتفاقيات والمواثيق الدولية سواء مظاهرات أو من خلال كتاباتنا، أما عن كلمة ضغط فهناك ضغط ولكن ليس ضغط بعنف، فنحن لا نشكل أحزاب أو نضرب أو نقتل أو نستخدم سلاح، ولكن ما نقوم به له نتائج ملموسة أولها يكفي جلوس المسؤولين في الدولة معنا للنقاش حول آليات الحل للمشاكل القبطية، حتى وإن كانت استجابتهم أو حلولهم ضئيلة ولكن هذا لا ينكر أننا حققنا خطوة في طريقنا، ويكفي أننا عرّفنا العالم كله بمشاكل الأقباط حتى أصبح المسلمون المستنيرون أنفسهم يؤمنون بحقوقنا ويحاولون مساعدتنا، فمثلاً رأيت حوار مع الدكتور مصطفى الفقي الذي أيد حقوق الأقباط وقال أنهم شعب أصلي وليسو جالية أجنبية.

* هل ترى أن سقف الحرية في التعبير عن الوضع القبطي في مصر أقل من التعبير عنه خارجها؟
نسيم شحاتة: الديمقراطية والحرية في مصر مقيدتان بضغوط أمنية ودينيةهذا شيء طبيعي؛ فالدول الأوروبية وأمريكا بها الديموقراطية والحرية في أعلى مستوياتها ولكن مصر الديمقراطية والحرية مقيدتان بضغوط امنية ودينية، فمثلاً نحن في فرنسا أي جالية مسيحية؛ مسلمة؛ يهودية؛ بوذية تستطيع القيام بمظاهرة دون أدنى مشاكل، كل ما هناك أن يقوم المنظمون للمظاهرة بإخطار الأمن الذي يرسل مجموعة أمن "لحراسة المتظاهرين" ومنع دخلول أي شخص غريب عليهم ليضرهم، فيقوم البوليس في فرنسا بحماية المتظاهرين لأنها مظاهرة سلمية، لذا يمنع دخول أي شخصيات مشاغبة غريبة تدخل عليهم حتى لا يحدث شغب فتظهر المظاهرة بشكل به عنف، أي يدخل شخص لتشوية شكل المظاهره وليس لضربهم كما يحدث في مصر، وهل يسمح الأمن للأقباط بالقيام بمظاهرة لهم مثل دير أبو فانا والكشح؟.. لا أظن، وهل يستطيع الأقباط أخذ تصريح من وزاره الداخلية للقيام بمظاهرة للتعبير عنهم؟.. أعتقد أن ذلك مستحيل، فلا توجد ديمقراطية حقيقية في مصر؛ انظر إلى أمريكا والرئيس أوباما الإفريقي ذو الأصول الإسلامية كيف أصبح رئيس أقوى دولة في العالم لولا وجود ديمقراطية حقيقية نفتقرها نحن في مصر، هل ممكن أن يكون رئيس مصر شخص قبطي؟ المسؤلين الكبار في مصر يعرفون ضعف الديمقراطية المصرية ولكنهم لا يستطيعون الحديث خوفًا على مناصبهم.

* هل الأقباط برأيك مندمجين في الحياة الاجتماعية بمصر أم سلبيين ؟
الأقباط منذ دخول الإسلام مصر وهم مندمجين وهم الذين كانوا "صُنّاع الحياة"، فكل المهن والحرف والتعليم كان في أيديهم وحتى عهد محمد علي كان المسؤول عن حسابات الدولة مسيحيين لأنهم هم الذين كانوا متعلمين، ولكن هذا الإندماج لم يعطِهم حقوقهم، فإن كانوا قد تقلدوا مناصب قديمًا لأنه لم يكن هناك من المسلمين بنفس الكفاءة، وفي العصر الحديث هذا الإندماج الإجتماعي لم يعطِهم حقوقهم فلن تجد رئيس جامعة مسيحي مثلاً والمناصب الحساسة ممنوعة على الأقباط، وإن كان هناك وزير أو عضو مجلس شعب يتم وضعه لتجميل الصورة؛ وهذه سلبية من الحكومة المصرية، فالأقباط ليسو سلبيين ولكن قوانين الدولة والإرادة السياسية لنظام الدولة لا تساعدهم، فتجد دكتور في الجامعة في قمة الكفاءة ولكنه لا يحصل على ترقية فيذهب ذكاءه هباءًا، فسياسة الدولة لا تجعلهم يصلوا للقمة.

نسيم شحاتة: الأقباط منذ زمن هم صناع الحياة بمصر* هل ترى أن الثقافة الشعبية أفرزت نمط تعامل سلبي مع الأقباط؟
نعم بكل تأكيد؛ ولكن ذلك حدث خلال 40 سنة الماضية، فقبل ذلك كما قلت أن الأقباط مندمجين في المجتمع وكان المسيحيون والمسلمون لا يهتمون إلا بالتعاملات الحسنة بين الطرفين وكانت الأعياد مشتركة بينهم فلا بد أن يهنئ المسيحي المسلم في العيد والعكس.

**إذًا.. ما الذي عكّر صفو هذه الثقافة الشعبية الممتزجة بالمحبة؟
أولهم الرئيس الراحل السادات وإطلاقه أيدي الجماعات الإسلامية لتعكر عقول المسلمين لكره الآخر، وثانيًا تبني جمعيات أهلية دينية إسلامية متشددة خاصة الوهابية مشبعة ومدعومة من الخارج في التغلغل داخل العقول المسلمة في مصر خاصة متوسطي ومنعدمي الثقافة الذين تقبلوا آراءهم حتى "سمموا أفكار" الكثير منهم فأصبحوا يكرهوا الأقباط والآخر بل يكرهوا المسلمين الذين لا يعتنقون أفكارهم.

* ما رأيك فيما قاله شيخ الأزهر بأنه من الممكن للمسلم أن يتبرع لبناء كنيسة خاصة بعد إصدار فتوى تحرم ذلك؟
هذا القول صحح المفاهيم لدى المسلمين وخاصة أنه ذو مركز مرموق في الدولة سواء من الناحية الدينية أو السياسية، ويكفي رأي الأزهر مهما صدرت فتاوى تقول بغير ذلك.

* هل تري أن الأزهر قد يُعيد التوازن بعد انتشار الفكر السلفي في مصر؟
أعتقد ذلك خاصة في ظل وجود الشيخ طنطاوي فهو رجل يقدر معنى الوحدة الوطنية ويحاول على قدر المستطاع منع حدوث فتن بين المسيحيين والمسلمين.

* الفكر السلفي هل هو سبب الفتن الطائفية برأيك؟
نعم.. فتجد مثلاًَ في إحدى القرى المنتشرة بأفكار سلفية بعد خطبة الجمعة يتجمع المسلمون ويذهبون لحرق كنيسة أو مجموعة مسيحيين، فكيف يحدث ذلك لولا تفشي هذة الأفكار في عقولهم؛ والسؤال هنا أن المسيحيين الذين في القرى غلابة دون سلاح ولا غيره كل ما يريدونه الصلاة وأثناء الصلاة يحرقون كنائسهم ويضربونهم فما فعلوا لهم؟ لكل ذلك الأذى.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق