CET 15:48:12 - 10/09/2009

مساحة رأي

بقلم: مدحت قلادة
الإسقاط  هو حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه ورغباته المحرمة والعدوانية أو الجنسية للآخرين حتى يبرئ نفسه، ويبعد الشبهات عنه.. فالكاذب يتهم الناس بالكذب، واللص يتهم الآخرين أيضاً وهكذا...
يؤكد عالم النفس سيجموند فرويد مؤسس التحليل النفسي بأن الإسقاط هو أولاً حيلة لا شعورية من حيل دفاع الأنا والتي بمقتضاها ينسب الشخص إلى غيره ميولاً وأفكاراً مستمدة من خبرته الذاتية، وفي مراحل متقدمة يؤدي إلى برانويا مصاحبة لهلوسات.
هذا تماماً ينطبق على كُتَّاب الإخوان الذين يسقطون ما بداخلهم من كراهية وبغضاء للوطن والمخالفين لهم.
قرأت الكثير من الهلوسات الإخوانية آخرها هلوسة إخواني مصاب ببارانويا متقدمة فأضحى يهلوس ويهلوس بشأن إضراب الأقباط المزمع عقده يوم الحادي عشر من سبتمبر، لم يستطيع كبح جماح كراهيته لأبناء الوطن الفعليين شركائه في المصير فأخذ يكيل لهم الاتهامات تباعاً مسقطاً ما بداخله من تهم بالخيانة والعمالة والانتماء للغرب بهدف احتلال مصر.

نظراً لأن البرانويا لديه أصبحت في مراحل متأخرة فقد اعتبر أمثاله وطنيين وحمائم سلام وحماة ولكونه مغيب بأفكار إرهابية عدوانية وذات أبعاد مؤثرة سلبياً على المستويين القريب والبعيد فقد نفى تماماً دور جماعته الإرهابية  في تخريج الأجيال الإرهابية الحاقدة ذات الأيدلوجية التكفيرية الإرهابية المستحلة شرف ودماء الأخر  كما تناسى دوره جماعة الإخوان كونها " الأم الحاضنة لكل المنظمات الإرهابية الإسلامية في العالم"، وشرع يهزي في مقاله إذ به يتهم الأقباط بعدم الوطنية معتبراً زعيمه صاحب الطزات الشهيرة لمصر وأبو مصر واللي في مصر هو الأمثل للسلام والوطنية، واتبع مدرسة مرشده العام معتبراً جماعة الإخوان الجماعة الإسلامية ومن على شاكلتهم حمائم سلام متغاضياً عن استحلال دماء وأموال الأقباط العزل متغافلاً عن سجلهم الأسود في سرقة محلات الصاغة لأقباط مصر لتمويل إرهابهم الدموي، وتتقدم به البارانويا أكثر وأكثر فيتهم أقباط مصر بأنهم يشعلون نار الفتنة في الوطن مُعِصباً عينيه عن الإخواني عضو مجلس الشعب المحرض للهجوم على كنيسة عين شمس الذي ردد للأستاذ معتز الدمرداش "ضبطناهم بيصلوا" والذين لم يخرجوا يوماً بعد القداس ليحرقوا الجوامع أو يقتلوا صبايا صغار لم يعرفوا الحقد أو الضغينة لأحد!! ثم يغرق في هلوساته بالهجوم على جريدة وطنية  تنحصر أهدافها في إرجاع مصر لأصولها المصرية بعيداً عن الفكر الصحراوي البدوي الشرس متغاضياً عن كتب أبو إسلام أحمد عبد الله مدير قناة الأمة المتطرفة، ومقالاته الإرهابية منها على سبيل المثال "لماذا كسروا الصليب، وإسلموا تسلموا، والشريعة هي الحل... وما إلى ذلك من مقالات هادمة للمبادئ والفكر والإنسانية أيضاً مقالات (توحشت كلاب الكنائس، شنودة وعياله الغجر، وغجر المهجر، وكباريهات الدعارة الصليبية..) وبالطبع فتح معرض الكتاب جناحه لبيع هذه الكتب!!؟  وكأن الوطن تخلى عن عراقته وثقافته وانحصرت كل معطياته في مجموعة من الأفكار التكفيرية  الهدامة للوحدة الوطنية  .

كل هذه الأدلة تؤكد برانويا الإخوان والجماعات الإسلامية الذين يتحدثون عن أشقاء وأخوة الوطن بالشفاه فقط بينما هم في الواقع يستحلون أموالهم ومنشآتهم، يتغنون بحب الوطن والدفاع عنه ويسلخون ظهر الوطن بطزات من مرشدهم العام ، يتباهون بشركاء الوطن ثم يرحبون بماليزي أو تركي لحكم مصر، ينشدون العدالة بالوطن ويتأمرون على شركاء الوطن بضرورة دفع الجزية وعدم الالتحاق بالجيش، يتحدثون عن السماحة ويشحنون البسطاء بشحنات حاقدة كارهة لشقيق الوطن فيهبون بعد صلاة الجمعة ليحرقوا ديار الأقباط ، يتهمون الأقباط بالتعاون مع الغرب متجاهلين لقاءات الكتاتني مع السفير الأمريكي، يتغنون بالنسيج الواحد متغافلين أنهم أول من مزقه، يعطوك من اللسان حلو الكلام والواقع مر وتعصب وكراهية.

أخيراً بعد هياج الكُتِّاب الإسلاميين عن إضراب الأقباط فقد بدى واضحاً للعيان البسيطة جداً مدى إسقاطهم فهم يعتبرون الإضراب قتل، تدمير، حرق، سرقة، اغتصاب... ولكن الواقع حال الأقباط يختلف فإضراب الأقباط هو يوم صلاة، وارتداء ملابس سوداء حداداً على قبط مصر وحال مصر ، وحمل لافتات وصور للمضطهدين من أقباط مصر خاصة صورة القس متاؤوس وهبة. المحكوم عليه بخمس سنوات والمتهم بتزويج متنصرة من قبطي ببطاقة شخصية مزورة وكأن القس متاؤوس كان عاملاً بالسجل المدني!!
أخيراً شكراً لكل كاتب متأسلم كتب هلوسات وهذاءات عن إضراب الأقباط لأنه أخرج بالحقيقة ما بداخل نفوسهم من كراهية وحقد وضغينة لشريك الوطن واسقط ما بداخلهم من فكر منحرف .
أما نحن أقباط مصر بالداخل والخارج نردد شعار قداسة البابا شنوده الثالث "مصر ليست وطن نعيش فيه إنما وطن يعيش فينا"
ونثمن على قول أحمد شوقي باشا:
وطني إن شغلت بالخلد عنه نازعتنى إليه في الخلد نفسي.
"تجربة مريرة علمتني أن كل المعابد ليست بيوت الله فنوعاً كانت مسكونة بالشياطين! فدور العبادة ليست ذات قيمة إلا إذا حرسها رجل الله الخير" من أقوال غاندي

Medhat00_klada@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق