CET 00:00:00 - 20/08/2009

مساحة رأي

بقلم: لطيف شاكر 
اشكر  د.سيتي المحترم علي رده المقنع علي مقالة الدكتور الفاضل وسيم السيسي المنشورة في المصري اليوم بخصوص العالمة هيباتشيا  وعلاقة قتلها بالقديس كيرلس عمود الدين وعن تلفيق التهم الكاذبة عليه والذي تفضلتم بنشر الرد  في جريدتكم الغراء بتاريخ 17 الجاري . 
  بداية اوضح ماكتبه د القس حنا خضر في بحثه الشيق عن الانبا كيرلس واصداره في كتابه القيم تاريخ الفكر المسيحي- وللعلم فقط ان الكاتب د .خضر غير قبطيا ولايتبع الارثوذكسية عقيدة الانبا كيرلس- حيث  يقول في الصفحة34   ( لقد اشاع البعض   وهذا غير حق حسب اعتقادنا  ان كيرلس كان علي علم بأمر اغتيال الفيلسوفة هيباتشيا التي كانت صديقة للحاكم أورست .فان الذين قاموا بهذا العمل الوحشي غير المسيحي جماعة من الطائشين الذين اعتقدوا ان هذه الفيلسوفة صديقة الحاكم ,هي التي تقف عقبة في تحقيق السلام بين الحاكم  والبطريرك).
ويقول د خضر في صفحة 24 ان هذا الرجل(كيرلس) هو  واحدا من سحابة الشهود العظيمة, قدم شهادة حية عن سيده السيد المسيح ,وحارب  التعاليم الاريوسية بلا هوادة ,كما انه قاوم الوثنية في كتاباته للامبراطور وتصدي بقوة ضد نسطور وتعاليمه , لذلك منحه البابا الروماني سيليستينوس لقب المدافع عن الايمان القويم واعتبره رجل رسولي وكاهن امين ولقد اعتبرته الكنيسة اليونانية حجة في المسائل العقائدية, ولقبه الاسقف اليوناني السينائي بلقب خاتم الاباء .اما الكنيسة القبطية فقد منحته القابا كثيرة تناسب  جهاده وامانته وايمانه مثل عمود الدين و عمود الايمان وعمود النار المنير واثناسيوس الثاني وكوكب الرأي المستقيم ,وان كان سقراط اتهمه بالعنيد والقاسي بسبب  الخلافات بينهما في امور العقيدة .

ولي بعض الملاحظات: فالشجرة تعرف من اثمارها فكل شجرة جيدة تعطي اثمارا جيدة كما يقول السيد المسيح  فكيف رجل يتصف بهذه الصفات  ويقوم بهذه الاعمال التي خدمت المسيحية في كل العالم ينسب له مثل هذه التصرفات الغير عاقلة.
-ان كثير من المعاندين له مثل سقراط اسقط عليه اتهامات باطلة بسبب تمسكه بالايمان الارثوذكسي, وتصديه له .
-ان براتراند راسل كعالم غربي له فكر مختلف عن الفكر الشرقي وعن رأي الكنيسة الارثوذكسية فحين يبحث عن اخطاء كيرلس او خلافه حتما سيجد مايبتغيه لان اي انسان ليس معصوم من الخطأ ولايوجد لدينا عصمة البابوات , وما اسهل اصطياد اخطاء الغير, وان الخطأ الذي يراه بعينه كغريب عن تاريخ الكنيسة القبطية  لكي يؤكد فكرته الالحادية  ,  يراه الآخر  ببصيرة ايمانية , ويعتبرها صفة جميلة تحلي بها  كيرلس.

-انه حينما ينتشر وباء في عهد اي رئيس ليس معناه هو المسئول عن انتشاره, ولابد ان يؤخذ هذا في الاعتبار, ولانحمل الرجل تصرفات الغير حتي لو كان من شعبه فهو مسئول فقط علي رعايته روحيا .
-وحتي لو حدث هذا من احد رعاياه فليس مسئول عن تصرفاته الجنائية والمدنية, ولايمكن ان يخلو عهد او وقت بدون اخطاء لاننا لانعيش في  المدينة الفاضلة او في الفردوس.
كما ان هذا التصرف غير مطابق للتعاليم الكتاب المقدس او وصية الرب لنا التي توصي المؤمنين ان يكون مراضيا لخصمه سريعا ,  وان غفران الله لزلاتنا مشروط  بغفراننا لزلات الاخرين كما توصي بمحبة الاعداء  , وان نبارك لاعنينا ونصلي من اجل الذين يسيئون لنا .فكيف يتمشي هذه التعاليم مع  مايدعيه البعض عن القديس كيرلس, وهو المنوط بتعليم وتنفيذ هذه الوصايا, كقدوة لشعبه .

-ومن اعماله ايضا انه بالرغم  من حرم خاله    (الحرم هو قطع الانسان من جسد الكنيسة) ليوحنا ذهبي الفم , الا ان كيرلس عفي عنه  واعطاه كرسيه, واعتبره من المعلمين الكبار. كما حدث أيضا موقف آخريدل علي تسامح الرجل مع جماعات اليهود الذين يكنون الكراهية الشديدة والعداوة للمسيحيين, فقد هاجموا  المسيحين وعملوا فيهم قتلا بعد حرق  كنائسهم, وحينما هبوا المسيحيون  للتصدي لهم لقتلهم    طلب كيرلس من الامبراطور الذي اراد الامساك بهم واعدامهم , الاكتفاء بطردهم من البلاد والاستيلاء علي معابدهم, ولولا هذا التدخل من كيرلس  كان سيؤدي الي مذبحة لايعلمها الا الله  وحده -هذا قليل جدا من اعمال وصفات  القديس كيرلس  الذي يحتاج منا الي مجلدات للوقوف علي  تعاليمه واعماله وصفاته, ولزيادة الايضاح ارجو الرجوع الي مؤلفات د. اسد رستم الانطاكي والقمص كيرلس الانطوني وانطونيوس الدويري وايريس حبيب المصري وغيرهم من الممؤرخين.    كما   ارجو ان يكون هذا المقال  ردا مقنعا للدكتور الفاضل وسيم السيسي وللقراءالاعزاء  علما بأنني ارسلت صورة من ردي الي د.وسيم السيسي علي الايميل.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق