CET 00:00:00 - 02/09/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
صرخت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة خلال مشهد من فيلم رائعة عميد الأدب العربي "دعاء الكروان" في خالها قاسي القلب عبد العليم خطاب تسأل عن شقيقتها هنادي التي قامت بدورها الفنانة الجميلة زهرة العلا ولما لم يجب الخال برد مقنع إتجهت إلى والدتها في الفيلم أمنية رزق متسائلة: وين هنادي يااااماي؟ فأجاب الأم والخال معًا هنادي راحت في الوباء، لا أعرف سببًا كافيًا لربط أحداث اختفاء هنادي عن شقيقتها في الفيلم وغزو فيروس أنفلوانزا الخنازير لمصر وللعالم، وفورًا قام عقلي بعقد مقارنة بيننا وبين دول العالم الحقيقي وخططهم لمواجهة الخطر.

ورغم وجود من يشبه الشريرعبد العليم خطاب قاتل هنادي في أوربا والدول المتقدمة وحتى في الدول النص نص أو النص لبة إلا أن الشعب هو الأساس هو البداية والنهاية، لكن في دول المحمية الطبيعية التي نعيش فيها الشعب لا يعني للسلطة شيء فوجوده مثل عدمه تمامًا كالسيد الذي لا يعنيه أي شيء خاص بعبيده، فهو مركز الكون والكل يدور حوله متعبدًا في قدرته وجماله ورجاحة عقله و فكره لأنه الوحيد الذي يتعلم الجميع من كلامه وسكوته وصحوه ومنامه.

وبعد القلق الشديد من انتشار فيروس إنفوانزا الخنازير خلال الخريف القادم بدأت الدول التي تدّعي أنها متقدمة في تنفيذ عدة قررات خاصة بالإستعداد لمواجهة الفيروس تبدو عجيبة جدًا، حيث أعطت أولوية التطعيم لفئات مختلفة من الشعب طبقًا لمعايير تتسق مع الفتوى الجديدة الخاصة بما يسمى حقوق الإنسان التي خرج علينا بها العالم الأول وكذا الأول مكرر، فهم يروا أصحاب الأمراض المزمنة والأمهات الحوامل وكذا أطفال المدارس هم الأولى بالتطعيم.

ويرى أباطرة السياسة وحكم الشعوب في منطقتنا أن منطق هذه الدول المتقدمة متخلف تمامًا لأنها تضع الشعب في المقدمة، وهو ما يجعل مصير السلطة في كل دول الغرب المتقدم في يد شعوبها، وأي فئة في هذه الشعوب مهما كانت قليلة أو ضعيفة أو تندرج تحت إسم الأقلية لها تأثير كبير جدًا على حكامها في ظل بدعة الديمقراطية -حمى الله بلادنا منها- التي تعتنقها معظم دول لعالم باستثناء دول العالم النايم التي نتتمي لها بشكل منقطع النظير.

وسيعاني أولي الأمر في منطقتنا من نوعين شديدي الخطورة من الفيروس الأول أنفلوانزا الخنازير والثاني وهو الأشد خطورة خاصة على سادتنا وهو أنفلوانزا الديمقراطية، لذا قام كل من يهمه أمر استمرار الوضع في بلادنا على ما هو عليه بوضع خطتين بعيدتي المدى وسيبدأ تنفيذهما فورا اتقاء لشر العدوى، حتى لو كانت عدوى البلح لأن النوايا بالفعل غير خالصة تجاه الشعوب.

ستربط الخطتان معا الأولى هدفها الأساسي حماية أولي الأمر من خطر انتشار فيروس الديمقراطية بين شعوبها والتطعيم سيأخذه المواطنين رغمًا عنهم عن طريق بث ثقافة اللي بيجي من الغرب كرب، ولنا ديمقراطيتنا الخاصة وكذا الغزو الثقافي وغيرها من المحصنات التي تبدأ بتكفير الغرب وأفكاره وتنتهي بفكرة العمالة والخيانة، وعلى العكس سيوجه تطعيم فيروس أنفلوانزا الخنازير لحماية كبار مسئولي الدول وأولي الأمر وكذلك أتباعهم وما يتبقى من التطيعم سيناله تقريبا 10 في المائة من الشعب.
وفي حالة تفشي الفيروس لا قدر الله واختفاء معظم أفراد الشعب سيسأل من بقى على قيد الحياة ماما الحكومة السؤال الشهير: وين الشعب ياااامااااي؟ سيرد عبد العليم خطاب الذي سيعود للظهور مرة أخرى بصوته الجهوري قائلاً: راح في الوباء مع هنادي..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق