بقلم – أماني موسى
مع مطلع عام جديد يتبادل الناس الأمنيات بالخير والرخاء والنجاح وغيرها من أمور تسبب لصاحبها السعادة، ربما يتبادلون ذات الأمنيات كل عام، ما جعلني أتساءل ما جدوى هذه الأمنيات؟ فالأيام هي هي ربما المشهد العالمي يسير من سيء لأسوأ فما جدوى هذه الأمنيات بالخير أو السعادة؟ لما لا نتحرك لنكون نحن الخير والسعادة أليس نحن صانعوها؟ دعونا إذًا نقوم بها بدلاً من أن نتمناها.
 
في مطلع عام 2016 لم أتوقف أمام عقارب الساعة ككل عام، لأشهد تلك الدقيقة بعد الثانية عشر من منتصف الليل التي نتحول فيها للعام الجديد، لم تحدوني أمنيات، بل بت أمتلك نظرة مختلفة.
 
فحين سألني أحدهم ما هي أمنياتك للعام الجديد؟ وجدتني متعثرة في الإجابة فأنا لا أملك أمنيات للعام الجديد، حقًا لا أملك، فلديّ أهداف وليس أحلام، طموحات بخطة قابلة للتنفيذ وليس أمنيات.
 
فمع بداية العام الجديد والتقدم بالعمر جعلني أنظر للحياة بعين مختلفة عما سبقها من أعوام، ربما هي خبرات الحياة التي تثقل شخصياتنا وتجعلنا أكثر نضجًا، أكثر قبولا ووعيًا بما يدور حولنا، أكثر قناعة ورضا، أكثر رضا وأقل شغفًا، تلك الحياة الرحلة البسيطة القصيرة التي تنتهي يومًا ما لا تستحق الصراعات والتقاتل والسعي وراء اقتناء مشتهياتها، فقد تعلمت أن:
 
1- استمتع بعطية الحياة فهي على طولها "قصيرة".
2- الشكر لله دائمًا وأبدًا على نعم يومية عديدة لا تعد ولا تحصى بدءًا من الاستيقاظ وحتى العودة مجددًا للسرير، ومنها العمليات الحيوية التي تحدث بشكل تلقائي ما جعلنا نشعر وكأنها أمر طبيعي وليست هبة متجددة مع كل صباح.
 
3- بت أستبدل كلمة أحلام وأمنيات بكلمة أهداف وأعمل على جعلها قابلة للتحقيق بخطة زمنية وسعي للوصول إليها.
4- لا تعول على وجود أحدهم بالحياة، فالجميع قد يرحل فجأة، فلا تستند إلى أحدهم وكن أنت عكازك.
5- لا تراهن على بقاء أحد.. فأنت لا تعلم ما يحمله الغد وما تحمله القلوب والنوايا.
 
6- الأشياء ليست دائمًا كما تبدو، فكثيرًا من الصور البراقة تفاصيلها في الحقيقة موجعة.
7- ابتعد عن مُصدري الطاقة السلبية، مُدعي الفشل دائمي التذمر، فهم لا يجلبون لمرافقيهم إلا مزيدًا من التعاسة.
8- تعلمت أن أحب الجميع حب واعي، مدرك لكونهم بشر ليسوا بكاملين، كما أنا كذلك، فمنهم الثرثار ومنهم كثير الحديث عن إنجازاته التي لا مثيل لها، وثالث يخشى "الحسد" فيتحدث دومًا عن معاناته بالحياة وحظه العثر، ورابع كثير الانتقاد.. وهكذا تعلمت أن أحبهم بوعي ووضع كلاً منهم في مساحته الصحيحة.
 
9- أدركت أن كثير من أقدارنا في ظاهرها عقوبة وفي باطنها "رحمة" بل خير.
10- المظاهر لا تدل على أي شيء حقيقي والحقيقة تكشفها المعاملات والاقتراب، فكثيرين كالقبور المبيضة من الخارج وبالداخل "إنسان ميت نتن".
11- كثيرون يتحدثون، قليلون يفعلون.. احتفظ بمن يفعل كثيرًا ويقول قليلاً وليس العكس.
12- لا تنتظر حدثًا أو شخصًا ليجعلك سعيدًا.. عش حرًا منطلقًا لا تنتظر شيء أو شخص، إنه حقًا إحساس ممتع بالحرية.
 
13- رغم ما يخرجه لساننا من صلاح إلا أن الله لا يخدع بكلام الشفتين.. لم أعد أنخدع بما تقوله الكلمات.
14- السلام الحقيقي هو منحة إلهية نعمل نحن على تنميتها بداخلنا رغم عدم مسار الأحداث وفق توقعاتنا، فالسفينة لها قائد قبطان ماهر يده لا تخطأ إتجاه السير.
 
15- تعلمت أن لا شيء اسمه الحقيقة، فحتى الحقيقة حمالة أوجه، لا يوجد ما يسمى بالحقيقة المطلقة أو الواحدة، فكثيرًا ما تبدو الصورة واضحة وضوح الشمس، لكن وفي "الحقيقة" قد تكون الصورة مغايرة تمامًا لما يبدو لنا، ونحن ظانين أنه "الحقيقة".. الحقيقة ليست دائمًا كما تبدو.
 
16- استمتع بالحياة وأدرك قصرها فلا تلهث وراء الجمع والاقتناء وأحرص في الوقت ذاته على النجاح وتحقيق الذات، لتترك وراءك بصمة على جبين هذه الحياة ولا تمر منها مرورًا عابرًا.
 
17- افعل الخير مع الجميع.. ارسم بسمة على وجه بائس أو فقير ربما لن تراه ثانية بحياتك، ثق أن عملك يرتد على رأسك بالخير كان أو الشر.. تلك قوانين الطبيعة والحياة وأيضًا قانون إلهي.
18- الشر الذي فعلته وتناسيته لم يُنسىَ أمام الله وستعطي حسابًا عنه، وكذا الخير الذي فعلته ونسيته سيُرد إليك في وقته.