ياسر أيوب
فى ملعب التنس التاريخى لنادى الجزيرة أول أمس .. بدأ مشوار مصر فى المجموعة العالمية الثانية لبطولة كأس ديفيز .. ولم تكن مجرد مباريات انتهت بخسارة باراجواى أمام مصر ونجومها محمد صفوت وكريم مأمون وعمرو عصراوى .. إنما كانت دعوة لإعادة قراءة تاريخ طويل للتنس المصرى منذ سافر ديمتريوس كاسداجليس من الإسكندرية إلى أثينا للمشاركة فى أول دورة أوليمبية 1896 .. وحين فاز ديميتريوس بميدالية التنس الفضية للفردى والزوجى .. قررت اليونان اعتباره يونانيا وأضافت الميداليتين لرصيدها مع أن ديمتريوس بقى بعدها فى مصر يلعب التنس ويدير تجارة القطن التى بدأها والده .. وكان أهم ما فى حكاية ديميتريوس أن مصر تلعب التنس وتقيم له بطولات ومسابقات حتى قبل أول دورة أوليمبية .. وشهدت بدايات القرن العشرين بطولات كثيرة للتنس فى القاهرة والإسكندرية .. وفى 1913 ..
 
فاز أوجوستوس زيرلنديس اليونانى المولود فى مصر ببطولة الإسكندرية 1913 .. وتوالت بعدها بطولاته فى الإسكندرية والقاهرة حتى أصبح فى 1925 أول الفائزين ببطولة مصر الدولية للتنس .. وعاد وفاز بالبطولة الثانية ثم فاز الأيرلندى سيسيل كامبل بالبطولة الثالثة وكان يعمل بالحكومة المصرية ثم أصبح مديرا لشركة ماركونى للراديو والتليفون ..
 
وبقى فى مصر حتى وفاته فى مايو 1952 مقتولا بالرصاص فى بيته فى الزمالك .. وفى 1928 أصبح جاك جرانديو أول مصرى يفوز ببطولة مصر الدولية للتنس .. وكان جرانديو صاحب حكاية استثنائية بالغة التعقيد .. فهو فرنسى مصرى .. وفى 1929 و1930 و1932 لعب جرانديو بإسم فرنسا فى رولان جاروس ولعب فى نفس تلك السنوات بإسم مصر فى ويمبلدون ..
 
وكان ضمن المنتخب المصرى حين شارك لأول مرة فى بطولة كأس ديفيز فى 1929 مع لطف الله وحيد ونيكولاس زاهر .. ولعب الثلاثة مع منتخب فنلندا فى هلسنكى وفازوا ثم خسروا فى الدور الثانى أمام هولندا .. وبعد عامين كان الانتصار الثانى لمنتخب مصر الذى فاز من جديد على فنلندا .. وعلى أمل أن تفوز مصر بكأس ديفيز .. وافق الملك فاروق فى يناير 1950 على منح الجنسية المصرى للبطل الكبير ياروسلاف دروبنى بعد هروبه من تشيكوسلوفاكيا عقب الإنقلاب الشيوعى هناك .. وأقنعته الأميرة فوزية باللعب بإسم مصر ..
 
ووافق دروبنى إلا أن الاتحاد الدولى للتنس منعه من المشاركة فى كأس ديفيز حيث سبق له اللعب بإسم تشيكوسلوفاكيا .. وبقى دروبنى فى مصر وفاز ببطولة مصر الدولية للتنس أربع سنوات متتالية منذ 1950 .. وكان ذلك أهم وأكبر دعاية نالتها بطولة مصر الدولية للتنس طيلة تاريخها بعد أن باتت الصحف الأوروبية والأمريكية تتابع أخبار ونتائج البطولة المصرية التى يشارك فيها ويفوز بها المصرى الذى فاز فى 1951 ببطولة رولان جاروس بإسم مصر .. وفاز بها للمرة الثانية على التوالى فى 1952 بإسم مصر أيضا .. وبعد رحيل الملك فاروق .. بقى دروبنى فى مصر وفاز بإسمها فى 1954 ببطولة ويمبلدون ورحل بعدها إلى إنجلترا بعد استدعائه للتجنيد فى مصر
نقلا عن المصرى اليوم