فى مثل هذا اليوم 11 اغسطس2015م..
محمد جابر محمد عبد الله الشهير باسم نور الشريف(1) (28 أبريل 1946 – 11 أغسطس 2015)، هو ممثل، ومنتج، ومخرج مصري يُعتبر واحدًا من أبرز المُمثلين في تاريخ السينما المصرية الحديثة، وأهم من جسد الشخصيَّة المصريَّة بِكُل أشكالها الاجتماعيَّة على شاشة السينما. قدَّم خلال مشواره الفني الطويل العديد من الأعمال الهامة في تاريخ السينما، والتلفزيون، والمسرح، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات حتَّى لُقِّب بِـ«صائد الجوائز». كما لهُ سبعة أفلام في قائمة أفضل مئة فيلم مصري حسب استفتاء شارك فيه العديد من النُقاد المصريين سنة 1996.

وُلد في حي السيِّدة زينب بِمدينة القاهرة، وتُوفي والده بعد مولده بأقل من سنة واحدة، وتزوجت والدته وسافرت مع زوجها إلى السعودية، وتولَّى أعْمامِه تَرْبِيته هو وشَقِيقتُه الوحيدة «عواطف». التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه سنة 1967 بتقدير امتياز، وكان ترتيبه الأوَّل على دفعته. تزوج من الفنانة بوسي سنة 1972، وانفصلا سنة 2006، ثم عادا مرة أخرى سنة 2015 أثناء مرضه، ولهُ ابنتان هما سارة، ومي. تُوفي نور الشريف في يوم الثلاثاء الموافق 11 أغسطس 2015، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، عن عُمر يناهز 69 سنة.

وُلد نور الشريف بِمدينة القاهرة، في حي السيِّدة زينب، بِمنطقة حي الخليفة تحديدًا يوم 28 أبريل (نيسان) 1946، المُوافق 26 جُمادى الأولى 1365هـ. قبل أن يُكمل نور عامهُ الأول تُوفِّي والده، ثم انتقلت والدته إلى منزل أهلها، وبعد ذلك تزوَّجت وهي في سنِّ صغيرٍ وسافرت مع زوجها الجديد إلى السعوديَّة، تاركة وراءها نور وشقيقته الكُبرى عواطف، وكفلهما عميهما إسماعيل وأمين برعايتهما بالإضافة إلى عمتهم. وُلد نور باسم «محمد جابر محمد عبد الله»، وأطلق عليه جدِّه لوالده عند مولده اسم «نور» كاسم دلع، وظلَّ يعتقد أنَّ عمِّه إسماعيل هو والده وأنَّ اسمه الحقيقي هو نور، حتَّى بلغَ سن السادسة في أوَّل يوم لهُ في المدرسة الإبتدائية، فوجئ بأن اسمه الحقيقي هو «محمد جابر»، وأنَّ والده مُتوفي مُنذ سنوات. وقام بِتغيير اسمه فيما بعد للاسم الذي اختارته لهُ شقيقته هو «نور الشريف»، بسبب حبها للفنان عمر الشريف. أمضى نور طُفولته المليئة بالحُزن في الحارة، وتحديدًا في لعب كرة القدم، فوجد فيها السكينة من آلام اليُتم والحرمان، وكان متميزًا جدًا بها، فكوَّن مع أصدقائه فريقًا باسم «الأسد المرعب». وكان طموحه في هذا الوقت هو الانضمام إلى أحد الأندية الكبيرة في كرة القدم، وعند وصوله للمرحلة الإعدادية إنضم لِناشئين نادي الزمالك كلاعب وسط، وظلَّ في النادي حتَّى الثانوية العامة عندما التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وأصبح منَّ الصعب أن يجمع بين الكرة والفن، وشعرَ بأنَّ الكرة ليست طريقه وأنها كانت مرحلة عابرة في حياته تعلَّق بها بسبب الفراغ. وتخرج من المعهد سنة 1967 بِتقدير «امتياز»، وكان الأوَّل على دفعته.

التقى نور الشريف بِزوجته بوسي لأوَّل مرَّة في بُروفات مسلسل «القاهرة والناس»، فَتقدم لخطبتها، ولكن لم يقبل والدها لأنَّهُ لم يكن غنيًا، ورفضت بوسى هذا القرار، وهددت بِأنَّها ستنتحر وصممت على الزواج من نور الشريف، حتَّى أجبرتهم على المُوافقة. وتزوجا سنة 1972، واستمرَّ زواجهما لمدة 26 سنة، وأنجبا ابنتان هما : سارة، ومي. ولكن إنفصلا في سنة 2006، وبقيت العلاقة وطيدةً بينهما كأصدقاء، بسب خلاف لم يعلنا عنهُ نهائيًا، وظلَّ الفُراق بينهما لمدة 8 سنوات. ثم عادا مرَّة أُخرى سنة 2015، تزامنًا مع خطوبة ابنتهما سارة، واصابته بمرض سرطان الرئة لتقف بجانبه، ولازمته في رحلته العلاجية.

حياته قبل الاحتراف
بدأ نور الشريف تجربة التمثيل في سِنِّ ضغير، عندما انضم إلى فرقة التمثيل مع خالِه «شُعيب»، الذي كان يعمل مدرسًا بمدرسة محمد علي الإعدادية، وفي الوقتِ نفسه رئيسًا لقسم التمثيل بها. وكان يُقدَّم مسرحيَّات قصيرة من إخراجهِ وتأليفهِ لأطفال الحارَّة. وقدَّم نور معهم بعض العُروض على «عربات الكارو»، التي اتَّخذُوا منها مسرحًا في الليل بالوقت الذي يتركها أصحابِها. وكان جُمهورهم من الأطفال وأهالي الحارَّة الكبار، الذين يُطلون عليهم من النوافذ. ومن تلك النقطة جاء اهتمام نور بالتمثيل، فكان يدَّخر مصروفه لينفقه على دُخول السينما، حيثُ كان يذهب إليها ثلاث مرَّاتٍ على الأقل في الأسبوع، فانتقل بين سينما «وهبي» بالحلمية، و«إيزيس» بالسيِّدة زينب. وبدأ يُقلِّد «تشارلي تشابلن» في حركاته ومشيته التقليديَّة، وأيضًا المُمثِّل الكوميدي «عبد المنعم إبراهيم» في أحد المشاهد التي كان يؤدِّيها في فيلم «الوسادة الخالية». وكان مثلهُ الأعلى في هذا المرحلة هم المُمثِّلين الأجانب أمثال: غاري كوبر في أفلام رُعاة البقر، وفيكتور ماتير في الأفلام التاريخيَّة، وأيضَا كيرك دوغلاس وبرت لانكستر. ومع الوقت بدأ اهتمامه بِالكرة يقل، ويزداد حُبِّه للتمثيل، والنحت، والرسم، والموسيقى.

أوَّل تجربة جادَّة لنور في التمثيل كانت انضمامه لِفرقة التمثيل بمدرسة «بنبا قادن» الإعدادية، للمُشاركة معهم في تقديم عُروض الأنشطة المسرحيَّة المدرسيَّة. وكان المُشرف على العُروض المُخرج حمدي فريد مُدرِّس التربية البدنيَّة، الذي كان ملتحقًا بالمعهد العالي للفنون المسرحيَّة وقتها. وقدَّم نور معهم مسرحيَّة باسم «مصرع كلبير»، وأدَّى دور «برونان» مستشار كليبر الخاص، وكانت التجربة الأولى لهُ في الوقوف على خشبة المسرح، وأدَّى دوره بإجادة وإدقان وكذلك باقي المُمثِّلين. وكانت المسرحيَّة مُقرَّرة على المسرح المدرسي وقتها، وهي عن حادث مقتل أحد قادة الحملة الفرنسية على مصر. وكان المُشرف على النشاط المسرحي في منطقة السيِّدة زينب المُمثِّل عدلي كاسب.

في فترة الإجازة المدرسيَّة بعد حُصول نور على الشهادة الإعداديَّة، ذهبَ هو وصديقه «محمود الجهري» إلى مكتب مُدير الإنتاج السينمائي «تاكفور أنطونيان»، وكان في ذلك الوقت واحدًا من أهم المُنتجين السينمائيين، واستطاعوا مُقابلته وعرضوا عليه أن يقدمهم في أحد الأدور، وقال لهم تاكفور: «طيب مروا عليَّا كل فترة كده أشوفكم يمكن يكون لكم شغل يناسبكم». وبعد تِلك المُحاولة الفاشلة بفترة قصيرة، قرأ نور في إحدى الصحف أعلانًا للمُنتج «رمسيس نجيب» يطلب وجوهًا جديدة لفيلم «وا إسلاماه»، فتقدَّم نور وصديقه وقابل نجيب، وكالعادة لم تنجح أيضًا هذه المُحاولة. ولكن هذه المُحاولات الفاشلة دفعت نور أكثر للتعلُّق بالسينما. وبدأ نور وصديقه يتوجهان إلى دار الكُتب، والمكتبات العامَّة، والشعبيَّة لاستعارة أكبر عددٍ مُمكنٍ من الكتب المتعلِّقة بالسينما والمسرح، توجُّهًا منهم لِدراسة عُلوم السينما والمسرح بِشكل علمي وأكاديمي. وكان إذا أعجب نور قصَّة أو نصًا مسرحيًا يكتب لها ملخصًا في كرَّاسة، وظل يتبع هذا الأسلوب طوال مسيرته الفنيَّة.

انتقل نور مع أعْمامِه إلى منزل جديد في حي السيِّدة زينب، وأصرَّ على الالتحاق بالمدرسة «الإبراهيميَّة الثانويَّة»، وكانت مدرسة لِأبناء الأثرياء في حي جاردن سيتي. وكان يسير كُل يوم ذهابًا وإيابًا من حي السيِّدة إلي حي جاردن سيتي، حتَّي ذابت احذيته. وفي السنة الأولى، حصل على المركز الأوَّل في مُسابقة فك وتركيب الاسلحة على مُستوي المدارس الثانويَّة، واستلم الجائزة من كمال الدين حسين، وزير التربية والتعليم في ذلك الوقت. انتقل نور من فصل المُتفوقين إلى فصل المُشاغبين، بِسبب رغبة مُدير المدرسة في توزيع الطلبة المتفوقين على جميع الفُصول. داخل فصل المُشاغبين أكتشف نور حُب زُملائه لِفن التمثيل، وشعر بِالارتياح معهم بِسبب الحُب المُشترك الذي جمعهم. لم يستطع نور دُخول فريق التمثيل بِالمدرسة بِسبب هيمنة الطلبة الأثرياء عليه، حتَّي جاء إلى المدرسة ذات يومٍ «أحمد طنطاوي» الذي أصبح مُخرج فيها بعد، ووجد نور أنها فرصة للاشتراك معهم في أحد الأدوار، لكن عرض طنطاوي على نور دور عسكري يقول جُملتين فقط، ورفض نور الدور. واستمرَّت فترة المرحلة الثانويَّة ولم يقتنع بِه زُملائه في فريق التمثيل، ولم يُشارك معهم في أي مسرحيَّة. وذات يومٍ سمع نور من أحد أصدقائه أنهم يُريدون بعض الشباب من فريق التمثيل بالمدرسة، لِيظهروا مع المجاميع بِمسرحيَّة «الشوارع الخلفية» للمُؤلِّف عبد الرحمن الشرقاوي، فذهبَ نور إلى إدارة مسرح التلفزيون، واختاره «سعد أردش» مُخرج المسرحيَّة من بين زُملائه، لِيقول جُملتين هما: «يا عبد الرافع.. إن كان ده مكان الاجتماع فده بيتك يا أخي.. شوفلك طريقة في العيال دول». وبرغم من دوره الصغير، شعر بِسعادة غامرة لِوقوفه على خشبة المسرح وسط المُمثِّلين الكبار أمثال: حمدي غيث، ونعيمة وصفي، ومحسنة توفيق، ورشوان توفيق، وأنور رستم، وتعلَّم من هؤلاء المُمثِّلين كيف يُؤدُّون، وكيف يُوثرون على المتفرِّج، ولماذا يتفاعل المُتفرِّجون مع مُمثِّل مُعيِّن أكثر من غيره. والتحق بِفرقة للهواء باسم «فرقة الطليقة»، أنشأها عبد العزيز مكيوي وفوزي فهمي، وقدم معهم مسرحيَّة باسم «الأم الشجاعة وأولادها» للكاتب الألماني برتولت بريشت، وزادت خبَّرته أكثر من هذه التجربة.

مسيرته الفنيَّة
البداية الفنيَّة

تزامن ظُهور نور الشريف مع أزمة الوجوه الجديدة التي كانت تعاني منها السينما المصرية بعد حرب 1967 (النكسة)، وتعرَّف أثناء دراسته بالمعهد على الفنان سعد أردش، ويرجع إليه الفضل في دخول نور عالم الفن، حيثُ رشَّحه للعمل معه فأسند إليه دورًا صغيرًا في مسرحية «الشوارع الخلفيَّة». ثم اختاره المخرج كمال عيد لِدور في مسرحية «روميو وجولييت»، وأثناء بروفات المسرحية تعرَّف على الفنان عادل إمام، الذي رشَّحه للمخرج حسن الإمام، لِيُقدمه في فيلم «قصر الشوق»، الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ سنة 1966، وهو يُعتبر أوَّل ظُهور حقيقي لهُ في السينما، وحصل على شهادة تقدير عن هذا الدًّور، وكانت أوَّل جائزة يحصل عليها في حياته الفنيَّة. واشترك في أفلام مع جميع عمالقة السينما المصرية، مع الفنانة سعاد حسني في أفلام عديدة مثل غريب في بيتي وأهل القمة، ومع الفنان صلاح ذو الفقار في أكثر من فيلم مثل في الصيف لازم نحب والطاووس، ومع الفنان فريد شوقي في أفلام عديدة منها لا تبكي يا حبيب العمر والذئاب.

حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير منها «جائزة أحسن ممثل» عن دوره في فيلم ليله ساخنة.
فاز نور الشريف بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي أقامته جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية في دورته الثانية في سبتمبر 1977.

وفاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم بتوقيت القاهرة بمهرجان وهران للفيلم العربي.
وحصل علي جائزة التمثيل الذهبية من مهرجان نيودلهي عن فيلم سواق الأتوبيس.

وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار النقاد له فيلم سواق الأتوبيس أفضل ثامن فيلم في السينما المصرية
وقد تم اختيار 7 أفلام للفنان نور الشريف في قائمة أفضل مئة فيلم في ذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام 1996 وهي: زوجتى والكلب 1971، أبناء الصمت 1974، الكرنك 1975، أهل القمة 1981، حدوتة مصرية 1982، العار 1982، سواق الأتوبيس 1982.

وفاته
توفي في يوم الثلاثاء في 11 اغسطس 2015 في القاهرة بعد صراع طويل مع سرطان الرئة عن عمر يناهز 69 سنة. وتم تشييع جثمانه يوم الأربعاء 12 اغسطس 2015 من مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر.!!