كتبها Oliver  
 فى أورشليم ينبثق النور من القبور. في أورشليم تنبت التيجان من وسط الأشواك. الَأرز يتودد إلى القيثارات. تتهلل الموتى بهتاف كالأحياء. في أورشليم موت لم تفهمه الأرض بعد وقيامة لم تعرفها الأرض قبلاً. و صعود لا تخطئه العين و لا يدركه العقل.فى أورشليم صناعة ماهرة للإيمان و إنتظار الروح يشدد القلوب. وحدهم الودعاء ينتظرون و ينتصرون والزاهدون يتملكون. السهول تأخذ المارة إلى ما فوق الجبال.

في أورشليم يحلو اللقاء أخذتني أورشليم في أحضانها. تعانقني كرومها. تدمع أعين الصفصاف فرحاً. ما هذا يا سكان صهيون. كيف يتحول النسيم حباً وزهور الوادي عشقاً. كيف تصير سيول الأردن ترنيمة. تتجدد مثل النسيم أنفاس المجد وقبلات الحياة. في أورشليم تتجلي العروس. أقف عند الحصن. أنتظر حلول موكب النور. أشب على أطراف اصابعي كي ألحق نظرة عينيها. كي اتعرف على الطالعة من برية سيناء. تسبقها أصوات صنوج حسنة الصوت. ألحان شرقية قديمة. أحتفظ بمكاني قرب الهيكل القديم. أتجه نحو جناح الهيكل وأتصور كيف سيكون قدوم العروس وعريسها. الأطفال والملائكة يتقدمون. العريس يحبهم والعروس تزغرد في قلبها. هذا قلب أورشليم.  للحب نظرات خاصة. مكرسة له. مفردات العشق الإلهي  تعرف اسرارها العروس كنيسته. تخاطب حبيبها فلا يدرك غيرهما مغزى الكلمات. الحب قدس والعريس قدس أقداس.

العريس جالس على عرشه والعروس هيكله وحجاله. لا وصف لجماله. لا تسأل كيف يكون العشق بل حياة تحياه فتدركه إذ لا للكلمات سلطان عليه فتقرأ عنه. الحب غير مكتوب في الكتب. هنا في أورشليم الحب منطلق نحو الزيتون. قادم من أرض يهوذا حيث مهد الحب وعند البستان مرقده والعروس تتأنق بين الورود فعشقها يجذبها من الأرض البعيدة لكي تلاقي حبيبها. ما أجمل أورشليم حين تصبح ملتقي العشاق. قادمٌ من أقصى الأرض إلى أقصى الأرض. تتلاقي النظرات وتتعانق. تهمس العروس وتسأل أين يومياتك يا حبيب العمر؟ أين أنا فيك؟ تعجبني كلماتك فألهث وراء أسفارك وأقتنيك. أقرأ فيها اسمي يزدهر قلبي وأجدني مثل وردة تتفتح. آخذ اسرارك وأحتضنك. في عينيك أرقب كل شيء. أعرف من معرفتك فأنبهر. أسأل وفي كل إجابة أجد حباً. قصص أورشليم لا تنتهي. البساطة تدركها كلها. يجيبها الحبيب حبيبتي أنت. من قبل أن تعرفيني أعرف قلبك وحبك ولهذا أهديتك كتبي قبل أن تعرفينني. صار دمي رخيصاً كي أخطبك. لن آخذك من الناس فخطبتي لك سماوية. الناس فيك مثلك عندي. هم وأنت حبيبتي. جئت لأجمع وسأجمع بالحب المتفرقين. نلتقي عند باب الضأن. هناك تجدينني حاملاً خروف صغير. صوت أفراحك يغلب على أنينه فيرتاح كلما التقينا. أحببتك من غير قصيدة.

وحدك تعرفين ماذا يعني اللقاء. أتيتك قبل الزمن. سبقته لألقاك. أنت العذراء والمجدلية والسامرية وأسماء كثيرة ومنال القلب يحياه هنا. أخذتك في حضني وفي حضني يتوقف الزمن. عناقنا فوق الزمن. غنيت لك بالدم والمعجزات. خطبتك بربيع الزيتون. ألبستك نجوماً على الرأس. جعلت حلتك سماوية اللون والروح. وضعت في أصبعك خاتم الملكة التي أحببتها. هنا تجلسين. في حضني. على ذراعي تستندي. تتغير الأحلام تصحو. قبلاتي بالبراءة تتجمل. تأخذ الأوجاع بعيداً عن دنياك. أخفيت التنهد في مخابئ البرية كي أحرسك من الدموع. هنا طال عمري لأجلك. كدت أنطلق فبقيت حتى تأخذيني. في حضنك أنا كما أنت. ضفائرك من السرو تعقد خصلاتها. ساقاك أثبت من أرز لبنان. صدرك مثل خورس الأطفال. تتعجب الابتسامات لأني إليك دفعت فرح العرس. أحببتك في أورشليم و في أورشليم خطبتك.يا من إنتظاراً أنتظره و موكبه قريب.