نادر شكرى 
بعد تكرار حوادث استهداف الفتيات الغير محجبات والتي ظهرت خلال شهر رمضان مما يسمون أنفسهم " حراس الفضيلة" ، مثل سيدة المترو وغيرها ، تطور الأمر إلى واقعة تخالف القانون والأعراف وتعد من الجرائم الكبرى ان يعتدي رجل على سيدة بالضرب بيده على وجهها ، ورغم ذلك حاولت الجهات الرسمية تسوية الأمر فى ضرب واضح لتطبيق القانون بعرض الحائط .
 
السيدة نيفين صبحي 30 عاما متزوجة وتعيش بقرية " سبك الأحد" مركز اشمون بالمنوفية ، ذهبت إلى صيدلية بقريتها للحصول على دواء لابنها ، وعندها كان يقف الصيدلي المتطرف " دكتور على ابوسعده" ، نظر لها بعين الشر وهو يلومها لأنها تسير بشعرها بنهار رمضان وترتدي تيشرت نصف كم ، موجه لها حديثه الذى يمتلئ بالكراهية " كيف تسيرى بهذا لشكل بنهار رمضان ، رغم علمه أنها قبطية ، وعندما ردت القبطية عليه انه هذا ليس شأنه فوجئت بقيامه " بصفعها على وجهها ، وعندما صرخت فى وجهه قام بصفعها مرة اخرى وسط صدمة للسيدة نفين وحالة هلع وبكاء لطفلها .
 
خرجت السيدة نيفين وهى فى حالة انهيار وتبكى وغير قادرة على استيعاب الصدمة واتصلت باسرتها ، وتوجهوا الى قسم شرطة اشمون لتحرير محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية دون تعريض قريتهم لاى توتر طائفي ، وتم تحرير محضر برقم 4986 أدارى اشمون .
 
وقالت السيدة نيفين " فوجئت داخل مركز الشرطة بمحاولة وضغوط للتصالح ، ووقف محامى الجاني يوجه بكتابة محضر على غير الواقع ، وقمت بالتوقيع على المحضر بأقوال منسوبة لمحامى الصيدلي دون الأخذ باقوالى ، وأيضا توقيع والدتي على المحضر ، بأقوال فى صالح الصيدلي الذي تم إخلاء سبيله من النيابة وفوجئنا ان المحضر كتب به " ان الصيدلي هو صديق للعائلة ، وكان يداعب السيدة نيفين كنوع من الهزار ، وانه قريب من الأسرة .
وتابعت نيفين " شعرت بصدمة وكأنها صفعة ثالثة لى ، ان يتم نصرة هذا الشخص المتطرف ، وضياع حقي كامرأة مصرية ، وانه لا يقبل ان يمد شخص يده على سيدة بداعي المزاح ، لاسيما فى نهار رمضان .
 
وذكرت نيفين "  أنها ذهبت اليوم إلى النيابة وطالبت بإعادة كتابة أقوال جديدة بالمحضر ، ووافقت النيابة وذهبوا وقاموا بتغير الأقوال التى وضعت بالمحضر لصالح الصيدلي بكتابة الحقيقة والواقعة كاملة ، فى إصرار للدفاع عن حقها مثل اى امرأة مصرية تتعرض لانتهاك صريح من شخص نصب نفسه حاكم على الأرض يفرض على الغير ماذا يلبس ويأكل بحجة أنه صائم .
 
وناشدت نيفين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لحقوق الإنسان والنائب العام وفخامة الرئيس السيسى دعمها لأخذ حقها والتحقيق فى الواقعة وعدم التنازل عن حقها وحق المجتمع فى عقاب هذا الشخص ، وانه لا يوجد اى شخص ان يعتدي على زوجته أو ابنته ويتنازل عن هذا الحق ، لاسيما بعد ما تعرضت له من الم نفسي لا يمكن أن ينسى وما عاشه طفله من هلع وفزع بعد الاعتداء عليها وهى تحمله على يده .
 
والسؤال إلى متى تستمر مثل هذه السلوكيات التى ظهرت بشكل كبير خلال شهر رمضان وهل الصوم يفرض على الصائم ان يقيد كل من حوله لأنه صائم ، وهو ما صرح به فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى إدانته لمثل هذه الأفعال  ووصفها بالسخف ان يفرض على الغير أمور مثل المأكل والمشرب بحجة الصوم ، وهو ما يستدعى التحقيق فى هذه الأحداث وتغليظ العقوبات فهناك عدة وقائع بمترو الأنفاق مثل الاعتداء على ثلاثة فتيات بسبب ملابسهن وتم إخلاء سبيل السيدة المعتدية ، وأيضا فى محطة مترو الأنفاق والاعتداء على فتاة تدعى شيماء بسبب شعرها ، إضافة إلى وقائع منع تقديم الطعام للأقباط بحجة الصيام .
 
فقضية السيدة نيفين لا يجب ان تمر مرور الكرام لان الأمر هنا يختلف عن الوقائع السابقة فهنا الاعتداء وقع من قبل رجل على سيدة والأمر هنا لا يتعلق بمتطرف اعتدى على قبطية لكن أيضا اعتداء على أمراه مصرية يعطى لها القانون كافة الحماية من المساس بجسدها سواء بالتحرش أو الاعتداء ، وهنا ننتظر نتائج التحقيقات فى هذه الواقعة ، وهل ستتخذ الطريق القانوني أم تنتهي مثل غيرها ؟