نادر شكرى
فى الوقت الذي يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسى على دعم المواطنة وتغير ثقافة ترسخت داخل عقول الكثيرين نتيجة سيطرة طويلة للتيارات المتطرفة على المنظومة المجتمعية ومفاصل الدولة وبث فكر الكراهية والتعصب ، نجد ان هناك البعض داخل الإدارة المحلية ببعض المحافظات تقف أمام رؤية الرئيس للتطوير ، وتضع العراقيل أمام تطوير فى بعض الأديرة الأثرية التى تمثل جزء من تاريخ مصر ، وتنشيط السياحة .

من جانب يجلس الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر لافتتاح مدن سكانية ونجده ينتفض ويتساءل عن موقع الكنيسة ويؤكد على ضرورة وجود كنيسة فى اى منطقة جديدة ، ويتحدث فى مناسبات كثيرة ،عن الفكر الجديد الذى يتناسب مع الجمهورية الجديدة نحو فكر أننا جميعا فى وطن واحد دون تمييز ، وان لحق كل شخص ان يمارس شعائره وانه حق لاى عدد وجود مكان للعبادة ، ويذهب الرئيس لتهنئة الاقباط فى اعياد الميلاد ليطلق تصريحات هى بمثابة خريطة طريق نحو اسس الجمهورية الجديدة ، لتغير الفكر القديم وتأسيس فكر جديد لكل المصريين ، ويؤكد ان جميع دور العبادة هى بيوت الله .

كما جاء الرئيس ليعيد مكانة مصر التاريخية لوضعها الصحيح ويقدر ثروة مصر العظيمة من الحضارة القديمة ويبدأ رحلة فى تطوير المناطق الأثرية ، وكما جاء مشهد نقل المومياوات الملكية وافتتاح متحف الحضارة ليبهر العالم بمصر الجميلة ويستمر الإبهار للعالم بافتتاح طريق الكباش ويستعد لافتتاح المتحف الكبير ، فى تجاه جديد لرئيس يدرك قيمة مصر وأثارها وتاريخها الذي شهد إهمال كبير طوال سنوات طويلة .

ولكن من جانب أخر نجد الإدارة المحلية لا تساعد الرئيس ولا تسير فى إطار فكره الجديد وتضع بعض العراقيل نحو تطوير المواقع الأثرية سواء لأسباب تتعلق بالإدارة المحلية أو لأسباب أمنية لا مبرر لها سوى أنهم يسيرون بفكرهم القديم ، وأظهرت أزمة دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين هذا الفكر الذي لا يدرك قيمة هذا الأثر التاريخي فى عدم الاستجابة لطلبات الدير لسنوات طويلة لترميم سور الدير الذي هو جزء من سور الكنيسة الأثرية ، لتتساقط أجزاء منه عشية عيد الميلاد الماضي وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية ، وأنقذت العناية الإلهية من وقوع كارثة فى حالة وجود مصلين وحتى هذا اليوم لم يبدأ العمل لإنقاذ الدير الأثري.

الواقعة الثانية التى تكشف هذا الفكر المتحجر الذي لا يسير مع رؤية الرئيس ، تظهر فى محافظة بنى سويف وبالتحديد دير العذراء الحمام بمركز ناصر والذي يعود تاريخه للقرن الرابع الميلادي ، وتوجد به العديد من الأزمات والمشكلات المتعلقة نتيجة القيود الإدارية ومنها مشكلة وقف إنشاء محول كهربائي خاص لتغذية الدير رغم تقديم الدير لطلب للواء محمد هاني الذي وافق على طلب بإدخال المحول الكهربائي ضمن مبادرة " حياة كريمة "، وأيضا موافقة الأجهزة المختصة بوزارة الكهرباء ليخرج السيد رئيس مركز ناصر ليحذف الدير وطلبه من برنامج حياة كريمة دون توضيح الأسباب رغم موافقة السيد المحافظ .

إما الأزمة الثانية تتعلق بمدخل الدير الذي لا يليق بحجم اثر تاريخي بهذا الحجم الذي يعود للقرن الرابع حيث سبق فى السنوات الماضية إنشاء ممر من جزوع النخيل وهو الممر الذي يدخل من خلاله الزائرين مروا بالبوابة الالكترونية ، ولكن مع مرور الوقت ونتيجة الرياح والأمطار .

تناثرت أمام وعلى جانبي الممر المؤدى للدخول للدير ,وهذا لا يليق للقيمة الأثرية والعلمية لتلك الأثر الفريد الذي يؤمه كثير من الأجانب والسياح والعرب وجميع المصريين .


وتلقى الدير خطاب من مدير منطقة اثأر بنى سويف , يخبره انه بمروره على الدير يوم 14 /10/2020م  قد لاحظ ان الممر الواصل للدير, أمام المدخل الرئيسى له والمنشأ من افرع وجزوع النخيل قد تهالك تماما واصبح يمثل شكلا سيئا للدير الاثرى وما يحتويه من اثار وقطع اثرية  وطالب بسرعة تغيره ،بعمل اكتاف حجرية يربطها سلاسل واسياخ حتى يصبح الممر الواصل لائقا بالدير وقيمته الاثرية على ان يتم ذلك على نفقة الدير الخاصة

وتقدم الدير بطلب للاجهزة الامنية المسئولة عن ذلك ،للحصول على موافقة للبدء فى ذلك لتجميل مدخل الدير كما جاء بطلب مدير عام منطقة الاثار ببنى سويف ، ولكن حتى الان لم تتم الموافقة على الطلب لانشاء وتجميل المدخل ،واصبح الدير حائر بين الجهات الادارية ، ولذا هل يعقل ان يكون هذا مدخل لدير اثرى ،يتوافد عليه السائحين من جميع انحاء العالم وهم يسيرون وسط حجارة ودبش وجزوع النخيل المتهالكة للدخول له.

وامام هذه الوقائع وفتح هذا الملف نجد ان الرئيس السيسى يعمل بمفرده فى ظل جمود الادارة المحلية  والتعنت فى قضايا تتعلق بالمواطنة ، واذا اردنا الحل فعلينا أن نرفعها للرئيس الذى نثق تماما أنه سيتدخل سريعا لحل كل هذه الازمات ويعطى توجيهاته، فنجد من كان يقفون عائق يسرعون لتنفيذ التوجيهات بكل جهد وكأنهم لم يكونوا السبب فى هذا التعنت ، ولكن السؤال هل فى اطار الجمهورية الجديدة اذا اردنا حل اى مشكلة نلقى بالاحمال على فخامة الرئيس الذى يدير ملفات عدة داخليا وخارجيا ، ولماذا تقف الادارة المحلية بالفكر القديم دون تطوير يتواكب مع رؤية الرئيس نحو الجمهورية الجديدة.