د. ممدوح حليم
   شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر أحداثًا ساعدت على نهضة الفكر في الكنيسة القبطية ، فلقد افتتحت الكلية الإكليريكية ، وأنشئ المجلس الملي.

         وكان الحدث الأبرز في مطلع القرن العشرين، وتحديدًا عام 1900، ظهور مدارس الأحد كفكرة مقتبسة من الكنيسة الإنجليزية التي كانت موجودة في مصر آنذاك بقوة، وتحمل "مدارس الأحد" نفس الاسم الموجود لتلك الحركة في إنجلترا.

    وفي النصف الأول من القرن العشرين أنشئت الجامعة المصرية، والتي عرفت فيما بعد باسم جامعة فؤاد الأول وحاليا جامعة القاهرة. أتيح لأبناء الطبقة المتوسطة الدخول فيها والتعلم بها.

    إن الأنبا غريغوريوس نتاج هذه العوامل كلها، فهو:
(1)    ابن مدارس الأحد

كان مدرسًا فيها في كنيسة مار جرجس بجزيرة بدران بشبرا ، ثم في كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا أيضًا . ولقد تولى منصب نائب  رئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد عام 1951 عقب رحيل مؤسس مدارس الأحد حبيب جرجس عام 1951

(2)    ابن الإكليريكية
بعد حصوله على البكالوريا/ الثانوية العامة التحق بالكلية الإكليريكية ، على الرغم من حصوله على مجموع كبير يؤهله لدخول أفخم الكليات . كان يعشق التعليم اللاهوتي، مفضلًا إياه على أي تعليم آخر. تفوق بالإكليريكية وتخرج منها ليعمل معيدًا بها.

(3)    الجامعة المصرية
لم يكتف الطالب وهيب عطا الله المعيد بالكلية الإكليريكية بالحصول على شهادة الإكليريكية مثل أغلب خريجيها ، بل أسرع بالالتحاق بكلية الآداب قسم الفلسفة . إن هناك علاقة وثيقة بين اللاهوت والفلسفة. لقد تخرج من الكلية بتقدير كان يؤهله لأن يكون معيدًا ثم أستاذًا فيها. لكنه فضل الرجوع إلى الإكليريكية ليكمل مساره الديني.

      لاشك في أن الأنبا غريغوريوس شخص عالم يحب العلم ويتبحر فيه بصورة يندر أن يجود الزمان بمثلها. كان يحب البحث والقراءة بشكل نادر، كان يقرأ في شبابه لنحو 10 ساعات يوميًا حسبما قال لي بعض معارفه. تحية لروحه البحاثة الوثابة في ذكرى رحيله العشرين، ونطلب صلواته عنا.