بقلم عبير حلمي 

 
"إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." (2 كو 5: 17)
 
أتناول في هذا المقال فكرة كل شيء قد صار جديد .
 
كيف يكون هذا ؟
كيف تكون الحياة بمفهومها ومعناها و فحوها بمنطق جديد و رؤية جديدة وحياة بشكل جديد نسعى فيه للتغيير ؟
وأي تغير نتكلم عنه .....
 
"وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ." (رو 12: 2)
 
هذا هو التغيير المطلوب من كل شخص مسيحي على وجه الأرض بوصية الكتاب المقدس على فم القديس بولس الرسول 
 
ومن هو بولس الرسول ؟
"فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلًا لَهُ: «شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟»" (أع 9: 4)
 
هذا هو بولس الرسول ....وهذا هو التغيير ،
 
فقد تكلم بولس بما حدث له وبما صار عليه أيضًا ،
ليس كلام شعارات أو كلام يخلو من التجربة .
 
"لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ." (عب 2: 18)
 
وبالفعل صاحب التجربة هو أكثر الناس قدرة على النصح والإرشاد وهو أكثر الناس إحساس بالآخر ،
 
ولذلك تكلم هنا الكتاب المقدس عن تجربة الآلام للرب يسوع المسيح على الأرض،
 
 وكيف جرب كل أنواع الآلام وهو الوحيد القادر أن يعين المجربون بالفعل وهو القادر يساعدنا على التغيير  ولكن بإرادتنا ،
 
كيف يكون التغيير؟
التغيير ينشأ من الداخل بكامل العزيمة والإرادة .
 
التغيير يأتي من نظرتك لنفسك والفحص الدائم لها والسعي للأفضل دائمًا.
 
التغيير عندما تجد نفسك على محك الهاوية وليس شرطا أن تكون النهاية ولكن بداية النهاية .
 
التغيير حينما يطلب منك أن تكون إنسان جديد 
متفائل أكثر
نشيط بصورة أوضح 
صاحب إرادة أقوى
ناجح بشكل أكبر .
التغيير عندما ترغب وتتطلع لصورة الكمال لتكون على صورة الله ومثاله .
 
"نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 1: 26).
وها هي إرادة الله أن نكون شبه الله ونور للأرض ،
 
"فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 5: 16)
 
فالنسعى بالجد لنكون كما يريد الله ونسلك في طريقه بكل ثبات 
وليحررنا الرب من كل عبودية لنصير بالحقيقة أحرار .
 
"فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا." (يو 8: 36)
 
وهكذا نحيا الحياة الجديدة بالجدية المطلوبة لنصل للأهداف المرجوة من رسالتنا على الأرض .