مخيف هو يوم الوقوف أمام قضاء الصليب
أود أن أشير في البداية إلى اختياري صورة الصلب لم يكن اختيارا بمحض الصدفة بقدر ما كان وما يزال استجابة عفوية لنازع شخصي يتلمس برغبة شديدة سبل الوصول إلى التواصل الفكري والروحي للذين رحلوا عنا. في أيقونة الصلب للفنان الراحل "حبيبنا" عادل نصيف ، تخليداً وتذكاراً لأعماله الفنية وتذكاراً لروحه وأرواح كل احباءنا وأقاربنا وأصدقاءنا من الكهنة والشعب الذين راحوا ضحية اصابتهم بمرض كورنا. فأنتم غائبون عنا بالجسد ولكن ارواحكم معنا ترافقنا وتعيننا لمتابعة مسيرة درب ألامنا على الأرض.
من الناحية الفنية الروحية تشير وصف أيقونة مشهد الصلب للرسام الفنان الراحل عادل نصيف : كيف "تدمع الشمس" ؟ 
ومن الناحية الفلسفة المسيحية الروحية للقديس أوغسطينوس نتعلم درس العدالة من محاكمة يسوع غير العادلة.   لو "تأملت مشهد الصليب لوجدته قاعة محاكمة: في الوسط القاضي، ثم اللص الذى أمن فغفرت له خطاياه؛ واللص الآخر الذى رذل بسبب اهاناته للمصلوب".
"بهذا مشهد الصليب كقاعة محاكمة يشير الى كيف ستكون الدينونة العلنية وما سوف يصنع بالأحياء والأموات حين يقيم أموات أناساً عن يمينه وأخرين عن يساره: اللص الشمال يمثل المرذولين واللص اليمين يمثل المختارين. 
وبينما كان المسيح  يُحاكم من قبل اليهود على يد بيلاطس البنطى كان يهدد بالدينونة والسلطان 
نؤمن بمجيء المسيح الأول والثاني: المجيء الأول تم ولم يفهمه اليهود، والثاني أت وكلنا نرجوه 
المجيء الأول تم ولم يفهمه اليهود :
- الحكم بالموت صلبا على يسوع 
- رسالة بيلاطس الى الامبراطور طباريوس بالحكم على يسوع بالموت صلبا بين لصين.
هذه هي رسالة بيلاطس الي طيباريوس قيصر التي يبين فيها الاسباب التي دعي الي صلب المسيح و كانت معروفة عند القدماء، و أشار إليها الفيلسوف يوستينوس عام 139 م و العلامة ترتليانوس عام 169 م واوريجانوس
هذا صك الحكم الصادر ضد المسيح بصلبه ومات قبل قتله وقُبر وقام هذه عقيدة المسيحية بأدلة علمية أكتشفه العلماء الفرنسيون الذين رافقوا الجيش الفرنسي في زحفه بقيادة فيليب الرابع إلى إيطاليا بمدينة نابولي و بالتحديد في مقاطعة أكويلا سنة 1280 م، كذلك اكتشفوا صورة خطاب مرسل من يوليوس والي الجليل إلى المحفل الروماني بمدينة رومية، وفيه وصف لشكل الرب يسوع المسيح في الجسد. وهذه أكتشفها بعض العلماء الألمان سنة 1390 م في روما، و قد حُفظت هذه الرسالة في الفاتيكان،
نص الرسالة
في السنة السابعة عشر من حكم الامبراطور طباريوس الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر مارس بمدينة اورشليم المقدسة في عهد الحبرين حنان وقيافا، حكم بيلاطس البنطي والي ولاية الجليل الجالس للقضاء في ندوة مجمع الرقورين علي يسوع الناصري بالموت صلبا بين لصين بناء علي الشهادات الكثيرة المبينة المقدمة من الشعب المثبتة ان يسوع الناصري:
1- مضل يسوق الناس الي الضلال .
2- يغري الناس علي الشغب والهياج .
3- عدو للناموس .
4- يدعو نفسه ابن الله .
5- يدعو نفسه كذبا انه ملك اسرائيل .
6- دخل الهيكل ومعه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل .
فلهذا...
يأمر بيلاطس البنطي كورنيليوس قائد المئة بأن يأتي بيسوع المذكور الي المكان المعد لقتله وعليه أيضا أن يمنع كل من يتعدى لتنفيذ ها الحكم فقيرا كان او غنيا .
بيان أسماء من وقعوا علي الحكم علي يسوع:
1- دانيال روباني فريسي
2- يوحنا زوربابل
3- روفائيل روباني
4- كابيت
وأن يؤتي به الي خارج مدينة اورشليم من باب الطرني
وأسماء الذين تشاوروا بالحكم علي يسوع المسيح " "واقوالهم عليه "
1- يورام : فهو العاصي الذي يستحق الموت علي حسب الشريعة .
2- سمعان الابرص : لماذا يحكم بالموت علي هذا البار .
3- ساراباس : انزعوا عنه الحياة انزعوه من الدنيا .
4- دبارياس : حيث أنه هيج الشعب فمستحق الموت .
5- نبراس : فليطرح في هاوية الشقاء .
6- انولومبه : لماذا كل هذه المدة المستطيلة ولم يحكم عليه بالموت .
7- يوشافاط : اتركوه في السجن مؤبدا .
8- سابسي : ان كان بارا او لم يكن فمستحق كاس الحمام حيث انه لم يحفظ شريعة ابائنا .
9- بيلاطس البنطي : اني برئ من دم هذا البار .
10- سابتل : فلتقاصه حتي في المستقبل لا يكرز ضدنا .
11- أناس : لا يجب الحكم ابدا علي احد بالموت ما لم نسمع اقواله .
12- نيقوديموس : ان شريعتنا لا نصر الحكم علي احد ما لم نأخذ اولا اقواله وإِخباره بما فعل .
13- يوطفار : حيث ان هذا الانسان بصفته خدع فيطرد من المدينة .
14- روسموفين : ما فائدة الشريعة ان لم تحفظ .
15- هارين : ان كان بارا او لم يكن فمن حيث انه هيج الشعب بكرازته فمستحق العقاب .
16- ريفاز : اجعلوه اولا يعترف بذنبه ومن ثم عاقبوه .
17- سوباط : ان الشرائع لا تحكم علي احد بالموت .
18- يوسف الارماني : ان لم يكن أحد يدافع عن هذا البار فعار علينا .
19- ميزا : ان كان بارا فلنسمع منه وان كان مجرما فلنطرده .
20- رحبعام : لنا شريعة بحسبها يجب ان يموت .
21- كرسي رئيس الكهنة قيافا الذي هو رئيس الكهنة اليهود قد تنبا قائلا : 
"لا تسمعوا منه شيئا ولا تعتبروه وان الاجدر بكم ان يموت انسان واحد عن الشعب جزاء عن هلاك الامة بأسرها ."
- إشارة الكتاب المقدس الى دينونتين: الأولى سرية والثانية علنية 
- الدينونة الأولى سرية وهى القائمة الآن، وعنها يقول بطرس الرسول: "قد آن للقضاء أن يبتدئ ببيت الله" (بطرس ٤/١٧). وهى هذا العقاب - بحسب القديس أوغسطينوس – الذى يتمرن عليه كل إنسان لكى يتنقّى ويهتدى. أما إذا احتقر دعوة الله، فيساق إلى الهلاك.
- أما الدينونة العلنية فهي تلك التي بها يدين الرب، في مجيئه الثاني، ليدين الأحياء والأموات، ويعرف الجميع أنه يهب الصالحين عطاياه وينزل بالأشرار شتى العذاب.   
إن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح اليوم عُلّق على خشبة الصليب. وها هو الآن جالس في السماء دفع عنا ديناً وها هو الآن في السماء يجمع من قد اشتراهم. وبعد أن يجمع من ينتقيهم على مر الأزمنة سوف يأتي في نهاية الأزمنة علنا.
لزم الصمت في محاكمته بيد أنه لن يلزم الصمت متى أتى للدينونة. ولن يلزم الصمت تجاه من عرفوا صوته واحتقروه.
في البستان قال لأعدائه: "عمّن تبحثون؟" فأجابوه: عن يسوع، فقال لهم بسوع : "أنا هو" فتراجعوا للحال إلى الوراء وسقطوا على الأرض.
وماذا سيحدث بمن سقطوا على الأرض، لدى سماعهم كلمة واحدة من يسوع المسيح، متى سمعوا صوته في الدينونة:
• سيظهر مخيفا من كان محتقراً 
• لقد اظهر صبره فبقى عليه أن يظهر مجده
• على الصليب كان صبراً وفى الدينونة سيكون قوة
أذكرونا يارب متى جئنا في ملكوتك
(د. عوض شفيق)