كتب: اشرف حلمى
فى الوقت الذى تحتفل فيه كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بالصيام المقدس ، وأثناء أسبوع الآلام الذى تواصل فيه جميع الكنائس صلوات البصخة المقدسة نتذكر
فيها رحلة آلام السيد المسيح له كل مجد حتى الصلب تمهيداً لاستقبال قيامته من بين الأموات ، وإذ بمجموعة من الأحباش يسلكون سلوك غير مسيحى ويهجمون على الدير القبطى بالقدس والملقب ( بالسلطان ) وقاموا برفع العلم الأثيوبي والتهكم على الرهبان الأقباط المصريين لدى محاولتهم إنزال العلم ، كل ذلك تحت مسمع و مرأى قوات الأمن والحكومة الاسرائيلية بهدف السيطرة عليه من جانب الأحباش .
ليست هى المرة الوحيدة التى يتعرض لها الدير القبطى بالقدس ورهبانه للإعتداء ، ففى أكتوبر من عام ٢٠١٨ قامت قوات الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء الوحشى على رهبان الدير القبطى وتعمدت ضرب الراهب مكاريوس الأورشليمي بقوة وسحله والتسبب فى إصابته بالوجه ، اليدين والجسد ، أثناء الوقفة السلمية الأحتجاجية التى قام بها الأقباط عند قيام اللجنة الهندسية الإسرائيلية بمحاولة تغيير معالم الدير التاريخية عنوة بحجة ترميمه دون الرجوع لنيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس .
فى واقع الأمر أرتبط أسم هذا الدير بالسياسة ، فقديماً أطلق عليه السلطان وذلك نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي الذى أهداه للكنيسة القبطية عقب تحريره من الاستعمار تقديراً للدور الوطنى الذى قام به المسيحيين خلال الحروب ، وحديثاً وعقب نكسة يونيو عام ١٩٦٧ قامت السلطات الاسرائيلية بطرد الرهبان الأقباط من الدير وتسليمه إلى الرهبان الأحباش اللذين كانوا فى ضيافة الكنيسة القبطية ، كما قامت عام ١٩٧٠ بكسر أبواب الدير وتسليم المفاتيح إلى رهبان الحبشة بسبب الأوضاع السياسية وقتها، وقامت الكنيسة برفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية بالقدس وجاء الحكم فى صالح الكنيسة عام ١٩٧١ بالإدانة الصريحة للقوات الإسرائيلية وحكمت المحكمة بإعادة الدير المغتصب ، إلا ان الحكومة الإسرائيلية قامت بالطعن ، فحكمت المحكمة أيضا بالإجماع عام ١٩٧٩ بأحقية الكنيسة المصرية في تسلم الدير ، ونظراً للتعند الاسرائيلي لن تنفذ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبه الاحكام القضائية وتسليم الدير للكنيسة القبطية بل والأكثر من ذلك ، أستغلت العلاقات المتوترة حالياً بين مصر وأثيوبيا بسبب سد النهضة لأشعال فتيل الفتنه بين الاقباط المصريين والأحباش بدعم مجموعة من الخارجين عن التعاليم المسيحية ورفع العلم الاثيوبى مؤخراً على الدير .
ولكن المحزن ان اسم ( السلطان ) نسبة لصلاح الدين الايوبى لا يليق ان يكون اسماً لأحد أديرتنا القبطية والذى يذكرنا بالتاريخ الأسود الدموى لهذا السلطان الذى استشهد على يده أكثر ٨٠٠٠ قبطى فى مذبحتين منفصلتين واللتان سبقتا مذابح الارمن بالف عام إضافة الى إرهاب الاقباط وفرض الجزية عليهم ، اذا يجب علينا السير قدماً لتغيير هذا الاسم الذى أرتبط أرتباطاً وثيقاً بالسياسة ويذكرنا بالحروب والاستعمار وكنيستنا القبطية كنيسة محبة وسلام وأطلاق عليه أسماً يليق على الاماكن المقدسة كدير الأقباط او دير مار مرقس بعد الضغط على الحكومة الإسرائيلية بتسيلم الدير لكنيستنا المعروف عنها الجامعة المقدسة الرسولية تحت قيادة قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وشريكة فى الخدمة الرسولية الأنبا أنطونيوس مطران القدس .