بقلم : عبد المنعم بدوى
المصالحة بين أى متضادين ممكنة، بشرط أن يتخلى كل منهما عن الإعتقاد في إمتلاك الحقيقة المطلقة، ويكونا مستعدين للتوافق والتنازل والقبول بالحلول الوسط.
 
من الناحية العلمانية، لا يوجد مشكلة مع الدين كعقيدة وطقوس وأمر يتعلق بالمجال الخاص، المشكلة هى مع الشريعة والسلطة الدينية وتحول الدين لأمر يتعلق بالمجال العام. ولهذا يوجد علمانية مثل العلمانية الإنجليزية والأمريكية المتصالحة مع الدين، وهناك العلمانية الفرنسية الصارمة مع الدين، لهذا تستطيع العلمانية أن تتوافق وتتصالح وتقبل بالحلول الوسط.
 
إلا أن من الناحية الإسلاموية، هذه المصطلحات "توافق وتنازل وحلول وسط" هى عين الزندقة والكفر والترخُص، فلا توافق على شرع الله، ولا تفاوض على حدود الله، ولا حلول وسط في دين الله.
 
هذا ما لا يدركه دعاة المصالحة بين العلمانيين والإسلامويين والذين في محاولة منهم لكى يظهروا بمظهر المحايد، فيُحملون العلمانيين بالتساوي مع الإسلاميين مسئولية هذا الصراع واستمراره حتى هذه اللحظة لمصلحة الطغاة والمستبدين.
 
التفاوض والتوافق والحلول الوسط هى مصطلحات علمانية، لن يقتنع بها الإسلاميين، لأنهم لو اقتنعوا بها لن يكونوا إسلاميين ولكن علمانيين.
 
هذه هى المشكلة يا سادة لو كنتم منصفين
منهم سلام