بيوت تلتصق ببعضها البعض مبنية بالطوب والطين والعروق الخشبية، بقايا المنزل المُنهار تُملئ الشارع، الخوف يضرب قلوب الجيران وبشدة فالمنازل تُشبه بعضها كثيرًا وما هذا السقوط الذي دمر أسرة بأكملها إلا جرس إنذار لبقية قاطني وسكان المنطقة كلها.

"البيت واقع من الساعة ٣ الفجر واتصلنا بالاسعاف والنجدة ومحدش نجدنا"، بهذه الكلمات بدأ الثلاثيني "ع. ح"، أحد أبناء عمومة محمد منصور، الرجل الذي لقي مصرعه هو وأسرته إثر إنهيار منزله المكون من ثلاثة طوابق بميدان شركة بيع المصنوعات بمركز جرجا جنوبي محافظة سوهاج، حديثه مع "صدى البلد"، موضحًا أن المنزل إنهار على أسرة ابن عمه.

وأكد أن الجثامين تم استخراجها بالجهود الذاتية للأهالي بشارع حسن الدلال بمنطقة الشواخين الكائن بها المنزل المُنهار فوق رؤوس قاطنيه الخمس، مُشيرًا إلى أن أقارب "منصور" والأهالي أخذوا يبحثون أسفل الأنقاض حتى أنقذوا كريم محمد منصور البالغ من العُمر ١٥ عامًا وهو الوحيد الذي خرج حيًا من هذه الواقعة.

وأشار "ع. ح" إلى أن الشرطة والحماية المدنية جاءوا ظهر اليوم بعد أنتهاء الأهالي من استخراج الجثث الأربعة للرجل وزوجته وطفلتيه، وعقب إنقاذهم ل"كريم"، وبنفور شديد وبلهجة الغضب استكمل حديثه ل"صدى البلد" قائلًا:"كان ممكن كلهم يطلع عايشين لو كان بس المسؤولين اتحركوا اول ما رفعنا سماعة التليفون عليهم لكن حضراتهم جم بعد المولد ما فض".

وأوضح أن الطفلتين رشا وحبيبه كانَ نائمتين في غرفتهما في وأمامهما شقيقهما على أريكة نائمًا، وتم استخراجهما وكلًا منهما تحتضن الأخرى ولم يستطعا إبعادهما عن بعضهما وتركوا الأمر لمن سيغسلهما بالمستشفى.