عيسى: أصبحنا نحتاج إلى العالم الحسن بن الهيثم لكي يصحح لنا وجهة نظرنا في الأشياء
كتب - نعيم يوسف
قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إننا في الفترة الأخيرة في حاجة كبيرة إلى العالم الكبير الحسن بن الهيثم، والذي تحدث عن علم البصريات، وعلم الضوء، وهو الأمر الذي غير مفهوم الرؤية وصحح نظرية أن الأشياء لا تخرج ضوءا من ذات نفسها، ولكن الضوء يسقط عليها من الخارج، فنراها، وهذا الأمر نحتاج له في الفترة الأخيرة لأننا نحتاج إلى تصحيح الرؤية، لأن الكثيرين على موقع التواصل الاجتماعي يرون الأمور بعواطفهم ومشاعرهم، مثل "اللي عنده عما ألوان"، وتتمكن منهم المشاعر لدرجة أنهم لا يرون الأمور بشكل صائب، وأصبح الناس يدعون أن المشاهير شتموا فلان أو علان، ولكن الحقيقة أنه لم يشتم في الأصل.
الحقيقة تحولت إلى وجهة نظر
وأضاف "عيسى"، في برنامجه "حديث القاهرة"، المذاع على قناة القاهرة والناس الفضائية، أن أسوأ شيء يحدث حاليا هو أن تتحول الحقيقة إلى وجهة نظر، مشددًا على أن الكثيرين يتحدثون عن أخطاء ومخالفة للحقائق، ويدعون أنها وجهة نظرهم، مشددًا في الوقت نفسه على أنه لا يمانع في الاستماع إلى أصحاب الآراء الأخرى حتى لو كانوا "أغبياء"، ولكن المهم ألا يكون هناك معلومات مغلوطة، ويجب أن نرى الأمور على حقيقتها وليست من وجهة نظر الأشخاص.
فكرة إنشاء السد العالي
وتابع الإعلامي، أن الحسن بن الهيثم كان صاحب فكرة إنشاء السد العالي، وتحدث عنها، فأعجب بها الحاكم بأمر الله، وجاء به إلى مصر وأكرمه، ولكنه لم يفلح في تنفيذها، فادعى ابن الهيثم الجنون و"عمل عبيط"، لكي ينجو من بطش الحاكم بأمر الله، وهذا يمثل معاناة كل شخص في الوقت الحالي يحاول أن يبحث عن الحقيقة، مشددا على أهمية أن نعلم الأطفال في المدارس الفكر النقدي، ولا نستمر في نفس الطريقة التي نسير بها.
الفقر المادي والفقر الفكري
وأشار إلى أن الدولة بالفعل تحارب الفقر المادي وهذا أمر جيد، ولكن هناك فقر فكري أيضا يجب محاربته، وبعض الأشخاص إما يتوهمون أمورا غير حقيقية وإما ينكرون أحداثا وأمورا غير حقيقية، ولذلك يجب تدريس الفلسفة في المدارس، لافتا إلى أن وزير التعليم الأسبق، بعد ثورة يوليو كمال الدين حسين، كان إخواني الهوى، ولذلك منع تدريس الفلسفة في المدارس، وحول اسم الوزارة من وزارة "المعارف" إلى وزارة "التربية والتعليم"، ولكن جمال عبدالناصر تدخل، وأعيد تدريس الفلسفة في المدارس ولكن لمدة فصل واحد فقط.
الهجوم على رجال الأعمال
وتناول "عيسى"، مسألة وجهة نظر المصريين في رجال الأعمال، مشيرا إلى أن المصريين يتحدثون عن رجال الأعمال بغضب، ويصفونهم بأنهم فاسدين وقتلة، و"حرامية"، وهذه الألفاظ في بعض الأحيان نسمعها من بعض المسؤولين في الحكومة، ولكن هذا ليس الحقيقة، ومن المؤكد أن بعض رجال الأعمال فاسدين، ولكن هل هناك فئة كلها فاسدة؟؟ هل يمكن أن يكون هناك رجل أعمال فاسد، دون موظف ومسؤول وإعلام فاسد يساعدونه على فساده؟؟
 
ولفت إلى أنه لا يوجد فاسد دون مفسد، وبالتالي كل العاملين الموجودين في مصانعهم وشركاتهم فاسدين، ويحتاجون إلى قانون فاسد يمارسون فسادهم من خلاله، مشددا على أن هناك فارق بين الفساد المادي والفساد الأخلاقي، ويجب أن ننحي الفساد الأخلاقي على جانب، أما الفساد المادي فهو من حق المحكمة أن تحكمه أو تبرئه.
رجال الأعمال والفساد
وتساءل: هل في مصر نعاني من فساد رجال الأعمال؟؟ مشيرا إلى أن تهم الفساد تلاحق رجال الأعمال منذ الملكية، وبالفعل كان هناك فاسدون مثل أحمد فرغلي باشا، المعروف بـ"ملك القطن"، وفي تجربة جمال عبدالناصر لم يكن هناك رجال أعمال أصلا، وفيما بعد ظهرت صورة رجل الأعمال "المهببة"، والتي تشابه زعيم العصابة.
 
وأشار إلى أنه في عصر السادات كان رجال الأعمال يواجهون نفس التهم، وفي عصر مبارك بعض رجال الأعمال بالفعل مارسوا الفساد، ولكنهم كان لديهم علاقات مع الدولة، وكانوا على هوى الدولة، والدولة المصرية لا تسمح لرجل معارض أن يمارس الفساد، وهذا الوضع في دول العالم الثالث كله، وغالبية دول العالم، ولكننا نعتقد أن رجال الأعمال "ولاد ستين في سبعين"، موضحا أن اتحاد الصناعات في مصر، والذي يضم أصحاب المصانع الرسمية، وهم عددهم 102 ألف منشأة صناعية، بينهم 90% من القطاع الخاص، وهناك 5 ملايين تاجر في الغرفة التجارية، وهناك 650 رجل أعمال شاب، ورغم كل هذا الأرقام دائما نتهم رجال الأعمال أنهم فاسدون، وهذا الأمر يشيع مناخ في عدم الرغبة في الطموح والصعود.