حذر الأزهر الشريف من رسائل موقع التواصل الاجتماعي «واتس آب»، ذات الطابع الديني، التي تصل للمواطنين عبر المجموعات، مؤكدا أنها تعليب للجهل وتجارة بالدين؛ إذ تتطلب تلك الرسائل مطالب بنشرها بين أكبر عدد من المتابعين، ومن يفعلها يعود عليه بالخير، ومن لا ينفذ سيعاقب ويخسر.

وأكد علماء الأزهر الشريف، وفقا لتقرير نشرته مجلة «صوت الأزهر»، الناطقة باسم المشيخة، أن تلك الرسائل تتضمن معلومات وأحكام دينية غير «دقيقة، ومنسوبة» لجهات معتمدة، مشيرين إلى أنها تعليب للجهل وتجارة بالدين.

أحمد بيومي: غرض رسائل «الواتس» التشكيك في الثوابت
ووصف الدكتور أحمد بيومي، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، رسائل الوتساب الدينية، بـ«مجهول النسب والهوية»، مؤكدا أن جزءا من تلك الرسائل غرضها التشكيك في الثوابت ونشر الإلحاد؛ إذ أنها تهدد مستقبل كثيرا من الناس، باختلاف فئاتهم العمرية، لأنها تنفذ باسلوب خداع يتجاوز وعيهم، فتزرع وتنشر ثقافات وتوجيهات لا تنسجم مع قيمنا الدينية والمجتمعية، وربما تعارضها كليا خصوصا بالنسبة لفئات الشباب وصغار السن، الذين قد لا يملكون حصانة كافية ضد التأثر بهذه الأفكار المغلفة بثوب ديني، ما قد ينتج عنه اغترابهم عن المجتمع وتباعد المسافات بينهم وبينه إلى درجة قد تصل إلى حد العداء أو القطيعة.

عزة أبو الهدى: مواقع التواصل تزعزع القناعات الفكرية
قالت الدكتورة عزة أبو الهدى، الأستاذ بكلية الدراسات الإنسانية بنات القاهرة بجامعة الأزهر، أن مواقع التواصل الاجتماعي أنشئت في الأساس للتواصل الاجتماعي بين الأفراد،  لكن لها مخاطر كثيرة، منها زعزعة القناعات الفكرية، والثوابت العقائدية، والمقومات الأخلاقية والاجتماعية، التي من شانها إحداث بلبلة داخل المجتمع، وخلق حالة من التوست مع فقد الأمن والأمان، ما يترتب عليه نشر العنف والفوضي والإرهاب والأعمال الإجرامية، ونشر الشائعات والأخبار المقتولة.

وأوضحت عزة أبو الهدى، أن مواقع التواصل أسهمت في ضعف الوازع الديني لدى الشباب، من خلال تجواله في الإنترنت، عن قيم ذات تأثير ضاغط، بهدف إعادة تشكيله تبعا لها، بما يعرف بـ«تنانير الجماعة المرجعية»، مشيرة إلى أن ذلك يؤدي إلى محو آثار الجماعة الأولية عليه، ويفقد الترابط مع مجتمعه المحيط به، لذلك هناك ضرورة لوضع ضوابط حاكمة ونافذة في التعامل مع هذه المواقع، من خلال الآليات المتاحة لديها، کی تجنب المتعاملين مع هذه المواقع من أفراد وشباب الأمة ويلات هذه المواقع المستقبلية التي تشعر الشر والسوء للأوطان.