كتبت – أماني موسى

 

في أول تصريح واضح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعترف فيه تلميحًا بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، أعلن أنه سيغادر البيت الأبيض إذا تم تأكيد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن رسميًا بالانتخابات. 

 

لكنه أضاف "إذا ما فعل المجمع الانتخابي ذلك، يكون قد ارتكب خطأ، وسيكون من الصعب جدًا الإقرار بالهزيمة". 

 

هزيمة رأى ترامب أنها جاءت نتيجة "عملية تزوير هائلة"، بعدما كان سبق وطالب أنصاره بالعمل على قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية، فبين الإقرار "المقنّع" بالهزيمة والحديث عن تزوير وارتكاب المجمع الانتخابي الخطأ إذا اعترف بفوز بايدن، لم تتضح جليًا مواقف ترامب ومخططاته وما يمكن أن يفعله... فهل تصريحاته الأخيرة إقرار بالهزيمة واستعداد لنقل السلطة لبايدن، أم تحضير للانقلاب على النتيجة؟

 

من جانبه أوضح الخبير الاستراتيجي الجمهوري "روب أرليت"، أن الرئيس الأمريكي ترامب كان واضحًا منذ البداية وهو يريد أن يتم تعداد كل الأصوات القانونية وعدم تعداد الأصوات الغير قانونية، وأرى أنه سوف يكرر ويشدد على ذلك وهو في نهاية المطاف يثق في السلطة القضائية حتى إذا عنى ذلك أن يتوجه إلى المحكمة العليا، وأكرر أن هناك عدد كبير من البراهين التي سوف تقدم للنظام القضائي، التي سوف تحدد ما إذا كان للسيد ترامب ولاية ثانية، وهناك الكثير من البراهين التي تذهب بالأمور إلى هذا الاتجاه، وكل ما أراده ترامب هو أن يتم تعداد الأصوات القانونية فقط.

 

وأضاف أكرر أني واثق جدًا بأنه يجب أن نحترم النظام القضائي أيًا ما كان القرار لصالح ترامب أو بايدن، وحين يقر القضاء بصالح الأصوات لبايدن فستنتقل السلطة بشكل سلس، وولدينا الكثير من البراهين التي تقدم للمحاكم وهي تخدم صالح ترامب.

 

على الجانب الآخر قال داني وايز، المساعد السابق لرئيسة مجلس النواب، لا أعتقد أننا سوف نرى الكثير من التغيير في مواقف الرئيس الأمريكي إزاء هذه الانتخابات، فالرئيس يريد أن يحول دون وصول السيد بايدن إلى البيت الأبيض وإضعافه خلال سنوات رئاسته، وهو يفكر من الآن ربما في إعادة الترشح بعام 2024، وهو يعلم أن الأمر محسوم لصالح بايدن وجميعنا يعلم أن هذا هو الواقع.

 

وأضاف في مداخلة لقناة سكاي نيوز عربية، ترامب يستمر في تقويض شرعية بايدن، الذي حصل على أكثر من 80 مليون صوت وهو رقم قياسي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وعلى الجانب الآخر حصل ترامب على أكثر من 73 مليون صوت وهو ثاني أكبر رقم قياسي بالانتخابات الأمريكية، لافتًا إلى رفض المحاكم للدعاوى القضائية التي قدمها ترامب.

 

وتابع، من الخطأ أن يقدم ترامب على دعاوى قضائية وهو يعلم من البداية أنهم على خطأ، وقدموا دعاوى تشكك في صحة الانتخابات من دون أي أساس، وأثق أن المحاكم ستحكم لصالح بايدن وسيخسر ترامب الانتخابات بلا شك.

ورد بارليت بقوله، أن إدعاء الديمقراطيين بأن التشكيك في نتيجة الانتخابات هو عدم ثقة بالقضاء، إنما هو أمر مضحك، فهناك عشرات الآلاف من المواطنيين الأمريكيين الذين عبروا عن قلقهم إزاء تزوير نتائج الانتخابات، ففي ولاية بنسلفانيا فقط تقدم المئات ببراهين تكشف تزوير النتائج، وهو أمر أكبر من ترامب وبايدن، فالقضية تتعلق بأمريكا وليس شخص بايدن أو ترامب.