نظام الانتخابات الأمريكية: كيف ومتى يتم تسمية الرئيس الجديد؟
 
منذ أيام بدأت تنهال على جو بايدن التهاني لانتخابه رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية خلفا للرئيس دونالد ترامب، كما رأينا بايدن يحتفل بفوزه يوم السبت الماضي، ومن بعدها بدأ في التخطيط لتشكيل ادارته الجديدة...
 
وفي خضم هذا كله نسمع الرئيس ترامب يقول أن الانتخابات لم تنته بعد وأنه قد يكون الفائز. فهل فاز بايدن بالانتخابات الأمريكية؟
الحقيقة أن نظام الانتخابات الأمريكية ليس نظاما بسيطاً، وقد وضعه مؤسسو الدستور الأمريكي لفلسفة خاصة وهي إجبار كل رئيس وكل مرشح للرئاسة الأمريكية أن يهتم بكل ولاية من الخمسين مهما صَغُر حجمها أو قل عدد سكانها. فلو كانت العبرة بأغلبية أصوات الناخبين في كل أمريكا لربما أصبح اهتمام كل رئيس ومرشح للرئاسة ينصب على الولايات الكبيرة قبل غيرها، ولربما كانوا سيهملون الولايات الصغيرة.
 
لكل ولاية عدد من النقاط يختلف عن عدد نقاط الولايات الأخرى بحسب تعداد سكانها، فمثلا ولاية كاليفورنيا هي الأكبر عدداً ولها ٥٥ نقطة ويمثلها ٥٥ فرداً في المجمع الانتخابي الذي يجتمع عادةً بعد أكثر من شهر من تصويت الشعب في الانتخابات. وولاية الاسكا لها ثلاثة أصوات فقط لقلة عدد سكانها، وهكذا. ويتم اختيار ممثلي كل ولاية في كل انتخابات من جانب حزب المرشح الفائز بأغلبية أصوات تلك الولاية، ويكون للحزب المنافس الحق في اختيار مندوبيهم عن الولايات التي فازوا بها فقط. وبالتالي اذا فاز أحد المرشحين بولايات يكون اجمالي عدد أصواتها ٢٩٠، وفاز المرشح المنافس بباقي النقاط وعددها ٢٤٨ فان حزب المرشح الأول يختار ٢٩٠ فردا يمثلون مرشحهم للتصويت له اثناء انعقاد المجمع الانتخابي، والحزب الأخر يختار ٢٤٨ فردا لتمثيلهم والتصويت لمرشحهم أيضاً. ومن الطريف انه حدث في مرات قليلة في الماضي أن تمرد عدد من مندوبي المرشحين وصوتوا للمرشح المنافس، ولكن لم يحدث أن أثر ذلك في أي من تلك المناسبات على العدد الإجمالي الكافي لفوز المرشح المستحق للرئاسة.
 
والسؤال الان، هل بايدن هو الأن الرئيس الفائز بانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام ٢٠٢٠؟ أعتقد انكم الأن تعرفون الإجابة! حتى الان مازال يتم حصر وعد باقي الأصوات في الولايات المختلفة، وبعدها لابد أن يعتمد سكرتير كل ولاية على حدة نتيجة ولايته، تمهيداً لإخطار المجمع الانتخابي الذي من حقه وحده أن يصوت لمن يختاره بشكل نهائي حتى لو صوت جميع المندوبين، جدلا، للمرشح الخاسر فيصبح هو الرئيس المنتخب رسمياً!
 
في الحقيقة أن من أعلن فوز بايدن بالرئاسة يوم السبت الماضي هو الإعلام الأمريكي، والاعلام لايمكنه قانونيا أن يقرر من هو الفائز بالرئاسة. فقط، كما اسلفنا، المجمع الانتخابي حينما يجتمع في ديسمبر القادم يمكنه فعل ذلك.
 
ومن جانب اخر، يمكن لأي من المرشحين الطعن أمام المحاكم الأمريكية في أي جانب من جوانب العملية الانتخابية وهو ما يقوم به الرئيس ترامب حاليا. فاذا قبلت المحكمة النظر في تلك الطعون فلا يمكن اختيار الرئيس القادم حتى انتهاء الإجراءات القانونية. وفي عام ٢٠٠٠ اضطر الأمريكيون للانتظار مدة ٣٧ يوما قبل انصاف المحكمة لجورج بوش الابن بعد أن تقدم منافسه ال جور بطعون على نتيجة تلك الانتخابات.