- مصادر لـ"الشروق": حفل رئاسي الثلاثاء بالخرطوم يضم رؤساء جنوب السودان وتشاد ووفد مصري رفيع المستوى.. وترشيح إدريس وعقار وإبراهيم لعضوية مجلس السيادة ومناوي لحكم إقليم دارفور

تستقبل العاصمة السودانية "الخرطوم"، غدا الأحد، وفد قادة الجبهة الثورية قادمين من عاصمة جنوب السودان "جوبا"، بعد أن أمضوا عاماً كاملاً من المفاوضات مع الحكومة بهدف الوصول إلى السلام.

وتضم الجبهة الثورية في كيانها جميع الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاق السلام السوداني، في الثالث من أكتوبر الماضي، بجوبا التي استضافت حفل التوقيع النهائي والمفاوضات منذ انطلاقها نهاية العام الماضي، برعاية حكومية من الرئيس سيلفاكير ميارديت.

ومن المقرر أن يصل إلى مطار الخرطوم الدولي الوفد الرئاسي للجبهة، وأبرزهم "رئيس الجبهة الثورية، الدكتور الهادي إدريس، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، مالك عقار، رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم، رئيس حركة تحرير كوش محمد داوود بنداك، ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر".

وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة بالجبهة الثورية، إنه من المقرر أن يصل الوفد في العاشرة صباحاً، وسيكون في استقبالهم وفد رسمي سوداني مشترك من مجلسي السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير أيضاً، وأبرزهم "محمد حسن التعايشي عضو مجلس السيادة، وعمر مانيس وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني"، ورئيس وفد الوساطة الجنوبية المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان توت قلواك".

كما سيعقد أطراف العملية السلمية مؤتمرً صحفي في المطار عقب الوصول مباشرة، ومن ثم بدء مراسم الاستقبال الشعبي لهم في الساحة الخضراء في غضون الساعة الحادية عشر والنصف صباحاً، بالعاصمة "الخرطوم" التي تستعد منذ أيام على قدمً وساق لاستقبال رسمي وشعبي حافل لذلك الوفد الذي طال انتظار وصوله، ومن المقرر أن تلقي قادة الجبهة كلمات أمام التجمعات الشعبية الحاشدة.

ويُعد وصول قادة الجبهة الثورية هو أولى خطوات التنفيذ الفعلي لاستحقاقات اتفاق السلام، وإعلان وقف الحرب نهائياً، وطي صفحة المعاناة الممتدة منذ عشرات السنيين، والمشاركة في الحكم والحياة السياسية عبر انضمامهم لمجالس السيادة والوزراء والتشريعي والولايات والمفوضيات المنتظر تشكليها لاحقاً.

وبشأن مشاركة الجبهة الثورية في هياكل السلطة، رجحت مصادر سودانية مطلعة لـ "الشروق"، تعيين رئيس الجبهة الثورية الدكتور الهادي إدريس، ورئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، مالك عقار" أعضاء بمجلس السيادة الانتقالي، ويتم تعيين رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي على منصب حاكم إقليم "دارفور"، حيث أكدت مصادر داخل حركته أن "مناوي" يسعى لذلك المنصب للدفع بخطط التنمية بالإقليم ودعم عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم الأصلية، فيما تضاربت المعلومات بشأن ياسر عرمان رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، حيث ذكرت مصادر مطلعة داخل الحركة ترشيحه لمنصب وزير الخارجية أو رئيس المجلس التشريعي، وبشأن التعيين بمجلس الوزراء لم يتم حسم الترشيحات حتى الوقت الراهن، لاسيما في ظل الحديث عن زيادة عدد الوزارات عقب فصل بعضها عن بعض كـ "وزارة التجارة والصناعة" وغيرها من الوزارات المُدمجة.

وبشأن التشكيل الوزاري، رجحت مصادر مطلعة بالجبهة الثورية لـ"الشروق" عن ترشيح كلاً من "أسامة السعيد رئيس حزب مؤتمر البجة المعارض، خالد شاويش رئيس الجبهة الشعبية للعدالة والتنمية، محمد بشير أبانمو كبير مفاوضي حركة تحرير السودان - جناح مني أركو مناوي، وأحمد تقد كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة، ونمر عبدالرحمن نائب رئيس حركة جيش تحرير السودان - المجلس الانتقالي".

وحسب نص اتفاق السلام تحصل الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام، على ثلاث مقاعد بمجلس السيادة، و 5 وزارات بالحكومة قابلة للزيادة، و 25 % من مقاعد المجلس التشريعي.

فيما علمت "الشروق" عن انعقاد حفل رئاسي احتفالاً بوصول قادة الجبهة الثورية، الثلاثاء المقبل، بـ "قاعة الصداقة"، بحضور الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ورئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، والعديد من قادة ومسؤولي دولة السودان، ومشاركة رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، ورئيس تشاد إدريس ديبي، ووفد مصري رفيع المستوى، وعدد من كبار المسؤولين بالدول الأفريقية.

من جانبه، أعرب رئيس مفوضية السلام الدكتور سليمان ديبلو، عن سعادته بوصول قادة الجبهة الثورية إلى السودان، مؤكداً أن تلك الخطوة تُعد تنفيذ حقيقي لاتفاق السلام، ويعبر عن بشارة خير للشعب السوداني بأكمله وتنفيذاً لآمالهم وطموحاتهم، مضيفاً لـ"الشروق" أن الحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق ستشارك خلال الأسبوعيين القادميين في وضع قانون وهيكلة المفوضية، وعقب تنفيذ ذلك سيشاركون أيضاً بعدد من الخبراء في المفوضية.

بدوره، قال القيادي بالحرية والتغيير، عمر الدقير لـ"الشروق"، أن تلك الخطوة تُعد فرصةً جيدة لمراجعة الأخطاء الماضية في الفترة الانتقالية، وتوسيع لقاعدة الحرية والتغيير عقب إصلاحها وضم جميع الأطراف بها، واستكمال هياكل السلطة الانتقالية وعلى رأسها "البرلمان"، مضيفاً أنه يجب أن تعمل الحكومة المقبلة على اصلاح الوضع الاقتصادي وتجاوز الأزمة الراهنة عبر خطة متماسكة واحدة، مرحباً بعودة قادة الحركات المسلحة إلى الخرطوم.