سامح جميل
انتشرت هذه الايام اكذوبة كبيرة وبقيت حتى الآن،أن عهد الملك فاروق كان عهد الرفاهية والشياكة والنظافة والترف،
 
ومن قاموا بالترويج لهذه الاكذوبة استندوا في ذلك إلى مجموعة فيديوهات تصوّر الشوارع في العهد الملكي،
وكيف يمشي الباشاوات بطرابيشهم وسياراتهم الأنيقة،يظنون أن تلك صور الشعب المصري،بينما الحقيقة تختلف عن ذلك بشكل كبير،
فمصر دخلت في مرحلة مجاعة عام 1946،
 
وانتشر فيها الحفاء قبل ذلك بشكل مخيف،
ومابين 1941_1950 عجزت الحكومات كلها عن إلباس 70% من المصريين أحذية،فيما عرف وقتها بحملات مقاومة الحفاء
الطبقة الارستقراطية كانت تمثل 0.5% من سكان مصر،كما ذكرت الصحف في ذلك الوقت ،
وفى دراسة للمؤرخ الراحل د.رؤوف عباس بعنوان “الحركة الوطنية فى مصر 1952-1918″كتب يقول :
أن نسبة الأمية بين المصريين كانت تتجاوز ال90%،
وأكثر من 70% كانوا مصابين بالبلهارسيا،
ونسبة المعدمين في الريف عام 1937 كانت 76% و إرتفعت إلى 85% عام 1952،
و دخل الفرد عام 36 كان 7جنيهات فى السنة .
نسبة الحفاء كانت ضخمة في طبقة المعدمين،وهذه الطبقة في أفضل التقديرات مجاملة كانت 76%،
وهي ماتعرف بالفلاحين
 
الفلاح المصرى لم يعرف إرتداء الحذاء، إلا عندما كان يتم تجنيده فى الجيش المصري،
وبعد إنتهاء تجنيده كان الجندى يسلم “الجزمة الميرى” باعتبارها عهدة،
لكن الميسورين ومتوسطي الحال من أهالى الريف (مثل العمد والمشايخ) فقد كانوا يرتدون “البلغة”
في أوائل مارس عام‏1941‏ اتخذت حكومة سري باشا خطوات محددة لتنشيط مشروع مقاومة الحفاء،
كان منها تشكيل‏’‏ لجنة مركزية‏’‏ برئاسته‏,‏ انبثق منها لجنة فرعية برئاسة عبد الخالق حسونة بك وكيل وزارة الشئون الاجتماعية لوضع الخطوات اللازمة للتنفيذ
كان أهمها أن تحصل علي التبرعات بشكل إلزامي‏..
 
ففى 2مارس 1941 أعلنت جريدة الأهرام عن تكوين لجنة مركزية لوضع الخطط التفصيلية لشكل الحذاء المنتظر..
 
وأطلقوا عليه إسم “الزنوبة”
وتقرر أن يتم توزيع الدفعة الأولى من “الزنوبة” على تلاميذ وزارة المعارف فى يوم عيد جلوس الملك،
ولكن لم يتحقق أى شئ مما وعد به رئيس الوزراء حسين سرى باشا،وظل الشعب المصري يمشى حافيا فى الشوارع.
 
_فى عام 1950 عندما تولى النحاس باشا رئاسة الوزراء، فقد أعلن هو أيضا فى خطاب العرش عن مشروع قومى ضخم لمقاومة الحفاء.ولكن المشروع لم يستمر ،
 
هذه كانت مصر زمان
فاليوم نقول الحمدلله علي نعمة الحذاء وشكراً للزنوبة..!!