Oliver كتبها
- في أوقات ماضية كان إختيار رهباناً ليخدموا ككهنة في المهجر أمراً تحكمه الإمكانيات.فالراهب لا يحتاج شيئاً.لقد كرس نفسه للرب ناذراً الفقر الإختياري و حمل الصليب كل الوقت.مشتهياً صلاة القلب الدائمة.لم تعد نفسه ثمينة عنده بل حياة المسيح فيه.كان إختيار الرهبان لخدمة المهجر أمراً حتمته الظروف.

- لكن أحوال المهجر تغيرت.توسعت الخدمة و تضاعفت الإمكانيات ببركة ربنا.في الوقت الذي تقود الكنيسة روح تصحيح مسار الرهبنة.لكن اللافت للنظر أن الكنيسة نظرت أحوال الرهبنة في الداخل و إلي الآن لم تلتفت لأحوال الرهبان  و الرهبنة في المهجر.هؤلاء الرهبان الذين صارت لهم سنوات طويلة بعيداً عن أديرتهم.لم يعد من المؤكد أنهم يحتفظون برهبانية القلب بل صارت لهم مطالب و مشاكل لا تختلف عن غيرهم .ثم زاد عليها إشتياقات  البعض للأسقفية التي تزرع المنافسات و تتعب كثيرين خداماً و مخدومين.

- الراهب لم يترك العالم ليعيش في المهجر.إن الخدمة في العالم هي إستثناء و ليس قاعدة.لذلك علي الكنيسة أن تحرص علي هؤلاء المباركين.ليس حسناً أن تطول مدة بقاءهم خارج أديرتهم.يكفي أن يخدموا سنة أو إثنين فقط ليهيئوا الكنيسة لإستيعاب كاهن يحل محلهم و يعودوا هم إلي أديرتهم. و من لا يتمكن من تأهيل بديلاً له فخدمته ليست ولود و لا ناجحة.فليعد لئلا يفقدوا ما خرج من أجله.لأن حياة الراهب هي في ديره.

- الراهب الذي يعيش طويلاً في العالم يخسر نذره.حتي لو كان من أجل الخدمة.لذلك عليه أن يجتهد ليجد بديلاً سريعاً له ليعود إلى فردوسه أي ديره و قلايته. طول الزمان  في الغربة  يجعله راهباً بالشكل لا بالفعل.من علامات إنحراف القلب أن بعضهم  صار يصارع من أجل عدم العودة إلي ديره.لأن أفكاراً غريبة تسلطت عليهم من كثرة الإختلاط .نسي الدير و حياة الفقر و صار يشبه غيره فى كثير من الأمور.

- عودة رهبان المهجر هي في صالح هؤلاء الرهبان أولاً و صالح الكنيسة ثانياً و صالح الخدمة ثالثاً.تقصير مدة بقاء الراهب خارج الدير لأجل الخدمة هي القانون الوسط أن يفعل هذه الخدمة و لا يترك تلك الرهبنة.

- أما أديرة المهجر فهي تحتاج إلي قوانين خاصة تناسب وضعها.عليها ألا تقبل رهباناً إلا من الذين يعيشون في المهجر.سواء مصريون أو غيرهم من الكنائس الشقيقة أو حتي من أهل البلاد الذين يرغبون في الرهبنة في أديرة كنيستنا.و يجب أن تكون للرهبنة في المهجر أدواراً تختلف عن تلك التي في الداخل.يجب دمج الرهبنة بالبحث العلمي في الخارج.كأنها فرع من مدرسة الإسكندرية القديمة.

- كثير من مشاكل كنائس المهجر سيتم حلها بمجرد عودة الرهبان إلي أديرتهم.خصوصاً الذين طال زمان غربتهم عن أديرتهم.هؤلاء الذين صنعوا شعبية لأنفسهم فخسروا كثيراً من إنكار ذواتهم.عودة هؤلاء هو فطام متأخر لهم عن العيش في رفاهية الغرب و فطام للذين تكتلوا حولهم و صاروا لهم حزباً.

- نرجو أن لجنة الأديرة و الرهبنة في المجمع المبارك تضع يدها علي تقييم ملائم لخدمة الآباء الرهبان الذين تعبوا في المهجر و حان زمان راحتهم في أديرتهم.لا أظن أن هناك أسقفية تخلو من بدائل صالحة للخدمة عوضاً عن أولئك المباركين الذين أفنوا عمرهم في تأسيس و رعاية الخدمة و المخدومين في أماكن عديدة.

- الإستفادة من خبرات هؤلاء الرهبان كذخيرة في التخطيط للخدمة المستقبلية أمر لا يفوت كنيستنا .عودتهم إلي أديرتهم يمكن أن يصاحبه تجميع لخبراتهم لتكون درساً لغيرهم و ليعوض الرب كل من له تعب المحبة