كتب - محرر الأقباط متحدون
تسبب فيروس " كورونا " في إحداث العديد من التغيرات و التأثيرات ليس من خلال توجيه ضربة قوية للاقتصاد الصيني فقط ، بل و أثر بشكل كبير علي الاقتصاد العالمي من خلال " أسعار النفط " و إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الدولية ، إلا أ، الحاجز الوحيد لمنع تهاوي أسعار النفط إلي معدلات قياسية ، هو رفض منظمة الصحة العالمية " فرض قيود على التجارة و السفر " ، و لذلك تناول برنامج " بالتفاصيل " المذاع علي فضائية " روسيا اليوم " هذه التأثيرات من خلال معرفة آراء عدد من الضيوف و منهم :

الدكتور " محمد سرور الصبان " المستشار الاقتصادي و النفطي السعودي من لندن ، الذي قال : " النفط مثله مثل أي سلعة تتأثر بفيروس " كورونا " حيث آتي في قلب أحد الاقتصاديات الصاعدة بقوة ، فقد استبشرنا في بداية العام عن قرب إبرام الاتفاق التجاري الهائل بين الولايات المتحدة الأمريكية و الصين ، و الالتزام شبه الكامل من أعضاء منظمة " أوبك " بتخفيض الأسعار ، فبسبب الفيروس الذي انتشر في العديد من الدول ، سيطر الهلع علي كثير من الأسواق ، و أشهرها تأثر مؤشر " داو جونز " .

و تابع : " فيروس " سارس " عام 2003 ، أثناء الحرب الأمريكية في العراق ، لم تتأثر أسعار النفط ، لوجود نقص في المعروض ، لكن حتماً طول مدة بقاء الفيروس ، لابد أن يكون له تبعات علي الاقتصاد العالمي ، فالكثير من خطوط الطيران الدولية أوقفت رحلاتها إلي الصين ، و تم محاصرة أكثر من 9 مقاطعات صينية بالإضافة إلي مدينة " ووهان " ، رغم قرار السلطات الصينية بإطالة أمد الاحتفالات  "برأس السنة الصينية " ، و بالنسبة للاتفاق الأمريكي الصيني فهناك فقرة تجيز إعادة التفاوض بينهما في حالة عجز الصين بسداد الالتزامات لوجود ظروف قاهرة ، فهناك الكثير من التوقعات حول انخفاض الطلب الصيني بشأن النفط " .

و أكمل :  " التأثير سيشمل حركة التنقل و طلب المستهلكين ، و أختلف مع الأقوال التي تردد حول تدهور الاقتصاد الصيني بنسبة 6 % خلال الربع الأول من هذا العام ، حيث إنها نسبة كبيرة جداً ، و معني هذا أن الاقتصاد في طريقه إلي الركود ، و بالتالي ستتأثر الاقتصاديات العالمية بشكل كبير ، كالأنفلونزا حرفياً ، و أطالب منظمة " الأوبك " بالتروي في اتخاذ القرارات و عدم تقديم موعد اجتماعها من شهر مارس إلي الشهر الحالي ، نتيجة الهلع " .

و حذر : " في حالة طول أمد المرض و انتشاره كوباء ، للأسف سيؤثر بشكل سلبي جداً علي الاقتصاديات العالمية ، و منها " أسهم أرامكو " التي تعرضت كحال العديد من أسواق الأسهم ، لكن هي أيضاً محصنة من فيروس " كورونا " .

و قال الدكتور " أحمد قنديل " خبير الشئون الدولية و الأسيوية في مركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية من القاهرة : " أعتقد أن هناك الكثير من الحسابات التي يستند إليها المستثمرون في اتخاذ قراراتهم و منها موقف السلطات الصينية في السيطرة علي الفيروس بالإضافة إلي دور منظمة الصحة العالمية ، رغم الإجراءات الملموسة من طرف الحكومة الصينية للحد من انتشار المرض ، فهذه الأزمة تهدد الاتفاق التجاري بين " بكين " و " واشنطن " حيث سوف تمنع الصين من الوفاء بالتزاماتها تجاه هذا الاتفاق ، فيما يتعلق بزيادة المشتريات من المنتجات الزراعية الأمريكية ، و سوف تكون هناك تداعيات كثيرة علي الناحية الاقتصادية و السياسية في حالة تفشي الوباء " .

و أكمل : " قدرة السلطات الصينية في مواجهة المرض ، و إعادة الطمأنينة للاقتصاد الصيني ، من خلال إعادة عمليات الإنتاج و التصدير للخارج ، سوف تعيد صورة و مكانة الصين إلي وضعها الطبيعي ، لكن التعتيم و التكتم المعلوماتى حول حجم الخطر الحالي لفيروس " كورونا " و وجود حالة من الضبابية ، و تهويل وسائل الإعلام الدولية ، ستوثر بشكل كبير علي قرارات المستثمرين ، رغم تحقيق الاقتصاد الصيني أقل معدل نمو له في أخر 30 عام ، فهناك الكثير من القطاعات التي ستتأثر بدون شك و منها " القطاع المعدني " ، و في حالة تراجع الناتج المحلي الإجمالي ، ستؤثر كثيراً علي العديد من الدول العربية ، لانخفاض الطلب ، و أيضاً " القطاع السياحي " حيث ستتأثر بدون شك و بالأخص " مصر " نظراً لعدد السياحة الصينية الكبيرة ، و أيضاً " قطاع التجارة بالتجزئة " .

و عبر عن تفاؤله موضحا ً: " أعتقد أن المجتمع الدولي بقيادة منظمة الصحة العالمية ، من أجل تحصين و زيادة مناعة الاقتصاد العالمي ، و هناك الكثير من الجهود الدولية لمحاولة السيطرة علي هذا المرض " .

من جهته قال الدكتور " عبد اللطيف درويش " أستاذ الاقتصاد و إدارة الأزمات بجامعة أثينا من العاصمة اليونانية أثينا : " رغم أن عدد الضحايا ليس كثير ، لكن هناك مبالغة كبيرة من وسائل الإعلام الدولية ، التي تؤثر بدورها علي السلوك النفسي للأسواق ، و حركة رؤوس الأموال و الأفراد و المواد الأولية , يصل إلي التأثير علي حركة النمو ، حيث وصل الفيروس إلي حوالي 26 دولة غير الصين ، مما يؤثر علي حركة السياحة بين الدول و بالأساس علي الاقتصاد الصيني ، و بالتبعية علي الاقتصاديات الآخرى ، و كان تأثير " كورونا " أكثر من تأثير احتجاجات " هونج كونج " .

و أضاف : " مما لاشك فيه الصين بحاجة لإعادة تسويق نفسها ، و التعتيم الإعلامي هو حق كامل للسلطات الصينية في إدارة الأزمة ، و الاقتصاد الصيني سيشهد انخفاض للنمو ، و عليهم استخدام الطريقة الكلاسيكية المعروفة عنهم في الحد من التأثيرات الإعلامية المضادة للصين ، فالإعلام الغربي ليس نزيه ، فالصينيين يحاولون الآن بناء مستشفي ضخم لمرضي " كورونا " ، و أثق في النجاح المحلي للسلطات الصينية ، لكن يبقي التساؤل هو ردة فعل الصين تجاه التقارير الإعلامية الغربية حول الثقة في الاقتصاد الصيني ، و عليهم الرد بطريقة إعلامية أيضاً ، و أعتقد أن الصين ستحتاج من مدة 6 أشهر لسنة ، من أجل السيطرة علي تفشي المرض " .

و اختتم قائلاً : " أشيد بقرار منظمة الصحة العالمية ، فهو بالأساس قرار اقتصادي و ليس احترازي ، فالحكومة الصينية لديها كامل الحق في التكتم من أجل عدم خلق حالة هلع أكثر ، لكن علي الكثير من الدول أن تحتاط جداً ، و مما لاشك فيه المصانع الصينية أكثر من تأثرت ، و بالتالي ستتوسع دائرة التأثير ، لأن الاقتصاد بدون شك هو يشبه  " الدومينو " .