ما نحن فيه الآن من ترد وتراجع وأزمات لا تنتهي، ليس وليد اللحظة وليس عارض مفاجئ، ولكنه أعراض لمرض بدأ منذ عقود، وتراكم لخطايا بدأت أخطاء صغيرة....

 
- يوم فتحنا عقولنا وأفهامنا لكل عابر سبيل، ليدخل إليها ويقيم فيها ويترك فيها فضلاته، ثم يرحل ليدخل محله آخر ثم آخر غيره من بعده.
 
- يوم انتشرت شرائط خطب كشك ومن بعده حسان ويعقوب وبيعت كتب مناظرات ديدات بأرخص الأسعار ويوم تراكمت كتيبات عذاب القبر ونعيمه وحوار مع جنى مسلم وأهوال القيامة.
 
- يوم نظر المصري لأجداده بازدراء وجحود، ورحب بالغزاة الأجلاف الذين استباحوا الأرض والعرض.
 
- يوم جلس المصريون تحت دكة إمام الدعاة ليتلقوا عنه المعارف والفتاوي دون مراجعة ولا تمحيص.
 
- يوم صدق المصريون اكذوبة الإعجاز العلمي وساروا خلف النصابين مغلقي العيون.
 
- يوم أصبح مينا وجورج وماري ( نصارى ذميين) وضيوفا في أرضهم وعلى أرض أجدادهم
 
- يوم أشاحت الدولة بوجهها مع أول حدث طائفي في الزاوية الحمراء، حتى توالت علينا المحن وتعمقت فينا الإحن.
 
- يوم صار تراكم القمامة في الشوارع والطرقات أمر عادي وصار مرور امرأة بشعرها في الطريق سببا لغضب الله ولعناته.
 
- يوم فرضت علينا مقررات تمجد عمرو وعقبة وخالد وتتجاهل أحمس ورمسيس.
 
- يوم حلت جزاك الله خيراً محل متشكر والعقيقة محل السبوع.
 
- يوم صار الفن حراما والموسيقى معازف الشيطان، بينما الذبح والنحر والسبي والاغتصاب جهادا مقدسا.
 
- يوم استبدلنا ماما سميحة وماما نجوى بماما عبلة الكحلاوي.
 
- يوم صار منتخب مصر، منتخب الساجدين.
 
- يوم حولنا الطريق مسجدا والمسجد مصنع للتطرف والغلو والكراهية.
 
- يوم وجد المتحرش من يسانده ويدعمه ويلعن الضحية ويدينها.
يوم نعود لليوم السابق على ذلك اليوم المشؤوم، ستعود مصر كما كانت وكما نتمنى ونحلم