بقلم جورج حبيب
                   
 كل سنه وحضراتكم  بخير واهنئكم بحلول السنة القبطية الجديده 1737
 
 وحيث انه لا يمكننا ان تاتي علينا السنة القبطية الجديده دون ان تفوح الرائحة الذكية لابائنا الشهداء القديسيون لناخذ بركتهم -وهم اولاد ا  بررة لامهم الكنيسة وقد ارضعتهم لبن الايمان عديم الغش
 
 ويجدر بنا في هذه المناسبة ان نتحدث عن الشهاده وانواعها لتكون نصب اعيننا كما كانت السماء نصب اعينهم دائما ولم تغب لحظة عن بالهم ولا حياتهم
    قال السيد المسيح له المجد للتلاميذ  ( تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامره والي اقصي الارض (   اع 1: 8     )
         
 ونبوة اشعياء عن وجود مذبحا للرب في وسط ارض مصر -كانت نبوة عن شهداء مصر-حيث المذبح تقدم عليه ذبيحة -والشهداء هم كانوا هذه الذبيحة  (  اشعياء 19 : 19  )
 
 والشهداء نفوس معده للقطاف فهي لا تستحق ان تكون علي الارض ولكن مكانها هو السماء -يعيشون مع السيد المسيح
 
   وللشهداء مكانة عظيمه لانهم اعطوا حياتهم-فهناك من يضحي بماله -وهناك من يضحي بوقته -ولكن من يضحي بحياته هو الاعظم ( لانه ليس حب اعظم من هذا ان احدا نفسه من اجل احبائه  يو 15 :  13  )
 
   انه زهد في هذا العالم وكل اباطيله-لذلك الكنيسة دائما تذكرنا بذلك في نهاية قراءة الكاثليكون مرددة ( لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم لان العالم يمضي وشهوته اما الذي يصنع ارادة الله فهذا يثبت الي الابد       )
 
  ولعلنا يا احبائي نتطرق الي انواع الاستشهاد والدافع اليه في الاتي :
 
1- شهداء الدم هؤلاء الذين سفكوا دمائهم من اجل الايمان وعدم انكاره-وتسميهم الكنيسة المعمدون بعمودية الدم
 
2-شهداء الارثوذوكسية والذين حفظوا الايمان الارثذوكسي القويم-من امثال القديس دسقوروس-والذين رفضوا الاريوسية
 
3- المعترفون -وهؤلاء هم الذين عذبوا واهينوا من اجل الايمان ولكن لم تنته حياتهم بالشهاده ومن امثالهم البابا اثناثيوس الرسولي
4-شهداء من اجل عفتهم-حيث اجسادهم هي اعضاء المسيح-فكيف لهم ان ينجسوها
 
 ولننتقل الان الي دوافع الاستشهاد وما هي :
 
1-هم احبوا الله الذي فداهم -فكيف لهم ان ينكروه ولو كلفهم ذلك حياتهم
2-هم امنوا ان هذا العالم باطل-وزهدوا فيه -عالمين ان هناك حياة ابديه -حيث سيحيون الي الابد  (ما  لم تره عين وما لم تسمع به اذن مالم يخطر علي قلب بشر ما اعده الله لمحبي اسمه القدوس  1 كو 2: 9          )
3-كانوا يحبون ان يكونوا قدوة حسنه-فمثلا الاساقفه -كيف لا يكونون قدوة لاولادهم الذين يتقدمون للاستشهاد بكل قوة
بقي بعد ذلك يا احبائي ان نعرف كيف تقدر الكنيسة الام اولادها الشهداء :
1- تذكرهم الكنيسة في مجمع القداس الالهي
2-تحتفل الكنيسة باعياد استشهادهم وتمخض اجسادهم بالحنوط وتوزعه علي الشعب  تبركا بهم
3- نحن نعلق ايقوناتهم بالكنيسة لننال بركتهم ونضيء امامها القناديل-نقرا 
4- نقرا      سيرتهم في كتاب السنكسار اليومي
5-نقيم الكنائس علي اسمائهم تبركا بهم
6- الله تبارك اسمه يرسلهم لصنع المعجزات تكريما لهم ولاثبات انهم احياء في السماوات ولم تنته حياتهم عند الاستشهاد لكنهم يعيشون حياة المجد
7- تعمل الكنيسة مذابخ علي اسمائهم -كما ترتب لهم تماجيد وذوكصولوجيات
 
 ليعطنا الله بركة الشهداء القديسون ونخص شهداء العصر الحديث والذين اثبتوا ان الكنيسة ولودة ودائما ما تقدم النماذج الحية في كل عصر-نذكر شهداء ليبيا الابرار-شهداء البطرسية -وشهداء كنيسة مارجرجس بطنطا- والاباء الكنهة الذين استشهدوا في حالات فرديه من قيل الارهاب الغاشم
 ربنا ينفعنا ببركة صلواتهم وطلباتهم لاجلنا
 
  كل سنه وحضراتكم بخير بمناسبة السنة القبطية الجديده