قصة للأطفال بقلم :زهير دعيم
 
(في آخر الأيام )
 
خرجت الثعلبة " خدّوع " من مغارتها في الصّباح الباكر جائعةً، فمنذ نهار الأمس لم تذُق هي ولا ولداها طعامًا ، وأخذت تبحث وتُفتِّش بين الأشجار والأعشاب لعلّها تجد شيئًا تأكله.
 
  لقد صادفت  في حلمها الليلة ديكًا كبيرًا وافترسته ، وها هي تبحث عنه .
  اقتربت الثعلبة  "خدّوع " من أطراف القرية ، وهي  متأكدة  أن الديكة والدّجاج تعيش هناك .
 
  اقتربت بحذرٍ شديدٍ ، وبدأت  تراقب من بعيد ...ها هي ترى دجاجة تقترب ، لا بل دجاجتين وأفراخهما الصغار : الأولى سوداء ويجري خلفها أربعة من الصّيصان الصغيرة ، والثانية حمراء وخلفها خمسة صيصان صغيرة ايضًا .
 
  سال لُعاب الثعلبة وقالت في نفسها : "لقد جاءت الرّزقة ".
 واختبأ ت خلف صخرة وأخذت  تنتظر بصبر اقتراب الدجاجتين ، إنهما تفتّشان عن الطعام بين الحقول .
 
 ها هي الدجاجة السوداء تقترب ، ولكنها تريد الحمراء ، فإنها أكبر وأسمن  ، ولكن لا بأس ، قالت الثعلبة ، فلتكن السوداء ..وهجمت خدّوع على الدجاجة السوداء وسط ذعر وخوف أفراخها الصغار ، وقبضت على رقبتها بأسنانها وهربت بها إلى مغارتها.
 
  استقبل الثعلبان الصغيران أمهما بفرح ، وخاصة عندما شاهدا الدجاجة السوداء .
 وهمت الثعلبة أن تفترس الدجاجة لتأكلها هي وصغيراها ، ولكنها فوجئت برفضهما ، إنهم يريدونها أن تعيش معهم ، تُسلّيهما ويلعبان معها .
 
 وافقت الثعلبة مُكرهةً.
  نامت الثعلبة وصغيراها جائعين ـ وصورة الصيصان الأربعة الصغار لا تفارق تفكيرها ، انهم يركضون خلفها ويصرخون ويبكون ...ماما...ماما...ماما .
 
 استيقظت خدّوع في الصّباح منزعجة ، وقامت إلى صغيريها  وعانقتهما بحرارة شديدة ، ثم تفقّدت الدجاجة السوداء وخرجت إلى الحقول باحثة عن الدجاجة الحمراء .
 
 ولمّا وصلت إلى المكان ، اختبأت خلف صخرة وأخذت تراقب وتنتظر ، وإذا بالدجاجة الحمراء وخلفها تسعة من الصيصان تقترب رويدًا رويدًا وهي تكتك لصغارها . 
 
  ولكن يا للحظ  السّيىء ، إن الدجاجة الحمراء تراها  من بعيد فتعدو وهي تنادي صغارها ، ولكن الصيصان لم تسمع لها ، انها تقترب من الثعلبة وتصرخ بصوت واحد حزين ...ماما ...ماما ..ماما .
 
 ونزلت دمعتان من عيني الثعلبة ، فعادت إلى المغارة وهي تحمل في فمها خسّة قطفتها من الحقل القريب.
 
 وبعد لحظات قليلة ..دَرَجَت فوق الحصى والعشب الأخضر دجاجة سوداء ، درجت مسرعةً وهي تقرقر فرحةً : "أين انتم يا فراخي ..؟ أين أنتم يا أحبائي ؟!