كتبت – أماني موسى
قال الكاتب أحمد العسيلي، عندما تنظر للإنسان بالمجتمعات القبلية البدائية تجد أن لديهم طقس أنه في سن الـ 16 سنة للطفل الولد، يقومون بتعليمه كيف يكون رجل، وحسب كل قبيلة يحدث الطقس الخاص بها، كاصطياد أسد مثلا أو القفز من فوق الشلال وطقوس أخرى وفقًا لكل قبيلة، وتتم هذه التجربة بحضور ورعاية الأب.
 
وهذه الطقوس القبلية تقول للطفل ذو الـ 16 أننا الآن بتنا نعتبرك أحد رجال قبيلتنا، إذا حاربنا هتحارب، هنصطاد هتصطاد معانا، بنتعرض لخطر هتتعرض معانا، ومن هذه اللحظة يبدأ الولد في تحمل مسؤولية الرجال ليصبح "راجل فاخر" راجل بجد.
 
وفي المجتمع المصري تجد البعض يقول "مش راجل تعالى وأنا أوريك"، وهذه فكرة خاطئة تربط بين الرجولة والذكورة، معلقًا: "ودة مصيبة سودة".
 
مضيفًا في فيديو بثه عبر حسابه بالفيسبوك، من هنا ننطلق لموضوع خطير جدًا وهو التحرش، وكيف أنه أصبح غير قاصر على مرحلة عمرية معينة، فحتى الرجال الكبيرة بالعمر تقوم بمثل هذه الأفعال المشينة، مشددًا أن التحرش موضوع يتعلق بأن الشخص لم يتعلم قيمة الاحترام، ليس احترام انساء فقط ولكنه لا يحترم أحد ولا يحترم نفسه بالأساس.
 
وروى موقف لأحد الفتيات التي ترتدي ملابس فضفاضة وفوجئت بشخص يقوم بتصويرها بالشارع دون علمها، وتساءلت: ماذا يمكن أن نفعل أكثر من ذلك؟ فحتى الملابس واسعة للغاية حتى لا يكون هناك مبرر للتحرش.
 
وتابع عسيلي أن غرس فكرة الرجولة لدى الولد وتحميله المسؤولية يجعل منه بالوقت راجل فاخر، وعلى العكس حين لا تعامل ابنك كالرجال ستجده طفل غير ناضج دائمًا، وهذا ما يفعله المجتمع حيث يتهم الكبار الصغار والشباب بأنهم عيال، مش فاهمين حاجة، مما يرسخ بداخلهم فعلاً فكرة أنهم أطفال غير ناضجين.
 
مشددًا بأن المجتمع الذي يرسخ في أذهان أطفاله الذكور أنهم رجال، يصبحون حقًا رجال، والمجتمع الذي يرسخ فيهم أنهم "عيال وفاشلين" يصبحون فعلاً هكذا.
 
وأردف، المجتمع الذي يرفض شبابه هو مجتمع خايب، لأن الشباب من عوامل قوة المجتمعات فهم المستقبل، وحين يكون الكبار "ضعاف" يخشون من الشباب بالأكثر، وحين يكون الشباب مهمش يكون فريسة سهلة للتجنيد لدى الجماعات الإرهابية، إذ يمنحونهم احتواء وحب وإحساس أننا عيلتك ومشاركة الأفراح والأحزان.. إلى أخره، حتى الانضمام لهذه الجماعات.
 
وشدد عسيلي، إذا لم تكن إنسان فاخر أصبحت إنسان رديء، وإذا كان الإنسان رديء أصبح مضر لمجتمعه، وحين يتناسل يجلب للمجتمع مزيد من الرداءة بالأفكار والسلوك، مدللاً بمثال التحرش بالسيدات في مصر إذا استمرت أجيال متعاقبة تفكر بهذه الطريقة المهينة التي تبرر وتدعم التحرش، ستصبح مصر مع الوقت بلد لا يمكن أن تسير فيها امرأة بمفردها.
 
معربًا عن أسفه أن الأمور الغلط في الشارع المصري ينظر إليها على أنها عادية،