هل تدق طبول الحرب بين أمريكا والصين إثر تدهور الاقتصاد الأمريكي جراء كورونا؟

كتبت - أماني موسى


تحدث المفكر الاقتصادي ورجل الأعمال، طلال أبوغزالة، عن خيارات الولايات المتحدة في الوقت الراهن، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها، وصعود الصين كقوة منافسة في العالم

وأشار الاقتصادي إلى أن الولايات المتحدة دخلت في أكبر كساد في تاريخها، وذلك بعد انكماش اقتصادها في الربع الثاني من العام الجاري بنحو 33%، وهي أعلى نسبة في تاريخها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أمام خيارين للتعامل مع الأزمة الاقتصادية والصين، أحدهما عسكري.. فهل تنهزم الولايات المتحدة اقتصاديًا؟ أم تقبل الواقع بأن الصين ستقود العالم لوحدها أم ستمنع ذلك بالقوة؟

وأضاف أبو غزالة، أن أمريكا التي هي قائدة اقتصاد العالم أعلنت أنها دخلت في أكبر مرحلة كساد اقتصادي في تاريخها إثر أزمة كورونا، حيث انكمش أكبر من ثلث الاقتصاد الأمريكي.

وشدد بأن الاقتصاد هو القوة، فليس هناك قوة غير القوة الاقتصادية، وهذا ما رأيناه في انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان الأقوى عسكريًا في العالم، لكنه انهار لأنه لم يكن قويًا اقتصاديًا، وعليه فأن أمريكا لن تسمح بانهيار اقتصادها لصالح الصين، بل ستمنع حدوث ذلك بالقوة، وهذا ما قالته مادلين أولبريت سابقًا "إذا اضطررنا لاستعمال القوة فذلك لأننا أمريكا، ولأننا الدولة التي لا يمكن الاستغناء عن وجودها في العالم.. نقف شامخين ونرى أبعد مما تراه الأمم الأخرى للمستقبل، نحن نرى المخاطر هنا في أمريكا وفي خارج أمريكا على مستوى العالم، فما هي فائدة أن نكون أهم وأقوى قوة عسكرية في العالم إذا لم نستعملها؟".

وأضاف أبو غزالة، جميع رؤساء أمريكا على اختلافهم استعملوا هذه الجملة بطريقة أكثر دبلوماسية وهي "جميع الخيارات على الطاولة" في تلميح إلى أن الحرب أحد الخيارات المطروحة.

وتابع، عندما سؤلت أولبريت عن قتل أكثر من نصف مليون إنسان بالعراق نتيجة الحرب التي خاضتها أمريكا بحجة وجود أسلحة نووية في العراق، وتبرير استعمال القوة ضد مدنيين، أجابت "نحن نعتقد أن الهدف يستحق ذلك، وأن الثمن الذي دفع مقبول لما حدث".

واستطرد أبو غزالة قائلاً: أمريكا هي أكبر قوة عسكرية في العالم، وليس هناك إمكانية لأي دولة أو اتحاد أن ينتصر عليها، فأمريكا هي الدولة الوحيدة المحصنة عسكريًا أمام العالم، ودولتان فقط في العالم من يستطيعا الصمود وليس الانتصار أمام هجوم عسكري أمريكي وهما الصين وروسيا.

وأوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يسمح بهزيمة أمريكا اقتصاديًا وسيلجأ إلى خيارات مختلفة لوقف التدهور الاقتصادي في بلاده جراء كارثة وباء كورونا، وسيتخذ مواقف للخروج من الأزمة، ففي تصريح سابق له قال "إذا أنا هزمت في الانتخابات على الأمريكيين أن يدرسوا اللغة الصينية"، في إشارة إلى أن الصين ستنتصر على أمريكا، وقال أيضًا أن الصين تتدخل في الانتخابات ولا تريد نجاحي، وقام بمنع استقبال مزيد من الطلبة الصينيين بأراضي الولايات المتحدة الأمريكية.

يأتي ذلك في الوقت الذي بات الاقتصاد الصيني يشكل 35%من النمو الاقتصادي العالمي، بينما الاقتصاد الأمريكي يشكل النصف بنسبة 18%، والهند تأتي في المرحلة الثالثة، وأوروبا كلها تأتي في المرحلة الثالثة أيضًا، وهذه المتغيرات تؤثر بقرار الحرب.