كتبت – أماني موسى

قال الكاتب أحمد العسيلي، من الأخطاء الشائعة عند الارتباط والأخطاء التي ترسخت على مدار عقود في أذهاننا هي فكرة "الأفضل والأحسن"، كل الناس عايزين أحسن حاجة في كل حاجة بالحياة، بالأكل، بالملبس، بنمط الحياة والرفاهية.

وأضاف في فيديو بثه عبر حسابه بالفيسبوك، أحسن علاقة بتحصل بتكون مع حد فاهمك وفاهمه، ولابد للإنسان أن يخرج خارج دائرة نفسه، أن يتوقف عن النظر لنفسه واحتياجاته وقياس كل أمر ترغبه بالشريك، ومشكلة الآن إن كل شخص عايز حبيب "آلاجة" مفيهوش غلطة، الراجل عايز يحب بنت جامدة في كل حاجة، والبنت عايزة تحب راجل جامد في كل حاجة، وذلك بغض النظر عن من أنت؟ أين تقف الآن؟ حالك إيه؟ بتتعلم إيه؟ بتعمل إيه؟

وتابع، على الجانب الآخر الزواج من أي شخص مناسب وخلاص هو أمر غير جيد، أو الزواج لأجل تفريغ طاقة حب أو التخلص من الوحدة أمر غير سليم، غير سليم أنك تتزوج الموجود، أو أنك تريد الزواج بأحسن شخص.

مستطردًا، الأفضل ألا تأخذ أحسن شيء، لكن تأخذ الشيء بتاعك، أنا مش عايز أحسن كتاب.. أنا عايز الكتاب بتاعي، أنا مش عاوز أحلى أكلة.. أنا عاوز الأكلة بتاعتي، والبحث عن الأفضل والأحسن هو تضييع وقت، فتحبس ذاتك في فكر عام، إذ أن وضع مواصفات لشريك الحياة هو أمر تعيس لأن الحياة ليست بمطعم وأنت جالس فيه تطلب مقادير محددة بالطعام المقدم إليك، الدنيا ليست بمطعم ولا يوجد أحد يخدم عليك وعلى طلباتك.

وشدد أن فكرة الحصول على الأحسن تخرب نفسية الإنسان، فكل شخص بالحياة يختلف عن الآخر، ولا يوجد شخصين زي بعض في كل حاجة، حتى وإن تشابهوا في العائلة، والبرج والصفات، فكونك تعرف مواصفات الشخص الذي ستكون معه سعيد هو حماقة يقع فيها الكثيرين وهي من أهم أسباب تعاستهم، حيث يضعون في رأسهم صورة جميلة لأحسن حاجة ويكون الواقع مخالف لهذه الصورة الخيالية.

وعلى الجانب الآخر هناك أشخاص لا يعرفون ماذا يريدون فيتجهون للدعاء لكي يوفر لهم الله شريك الحياة، أو نجاح مهني معين، أو فلوس معينة، وهم لا يعلمون هل ما يطلبونه جيد لهم ولرحلتهم بالحياة أم لا.

وأشار عسيلي إلى أن الإعلام والإعلانات وكافة الشركات الكبرى ساهمت في تعزيز هذا الفكر لدى الناس، أن تكون صاحب أحسن جسد مثالي، صاحب أحسن بشرة، أن تشتري الشاليه المحدد لكي تحصل على أحسن صيف، أن تشتري هذا الكريم لكي تحصل على أحسن بشرة، وهكذا...
والمجهود الذي يبذله الناس في الحصول على الأحسن يضيع، وكان الأجدى أن يبذلونه لكي يصبحوا أحسن نسخة منهم، انظر إلى حجم الأموال التي يصرفها الناس بالسوق العالمي لكي يكونوا أحسن في الشكل والمظهر، حتى أصبحنا أدوات في أيدي ملاك الشركات العالمية ووقعنا في فخ أن الإنسان يحتاج للأشياء الفاخرة وأحسن حاجة عشان يبقى سعيد.

وعلق عسيلي بقوله، أنت فاكر لما تلبس ساعة ولبس فاخر أنك هتبقى فاخر؟ أبدًا والله.. أنت هتبقى فاخر لما نفسك تكون فاخرة وليس بارتداء أشياء ثمينة.