كتبت – أماني موسى
 
قال مصفف الشعر محمد الصغير، أنه بدأ رحلة العمل منذ سن صغيرة جدًا في عمر التسع سنوات، حيث كان يعمل بالإجازات الصيفية، وأتخذ قرار أن يصبح مصفف شعر حين كان عمره 14 عامًا، متأثرًا بخاله الذي كان يعمل مصفف شعر لكبار الدولة، وكان يتسم بالتواضع الشديد.
 
وأضاف في لقاءه مع الإعلامية منى سراج، أحببت المجتمع الذي ننتمي إليه والزبائن والشخصيات المهمة التي تأتي إلينا المحل، وهذا كان جزء من حبي في المهنة، وهو الخروج من البيئة التي أعيش بها إلى بيئة أخرى أكثر رقي وتحضر.
 
وتابع، بدأت اشتغل على نفسي، ولم أكمل تعليمي بعد الصف الثاني الإعدادي، وعوضت هذا الأمر بالمزيد من القراءات في الأدب والسياسة حتى أتمكن من الحديث مع الطبقات العليا دون خوف.
 
وعن الواقعة التي جعلته يتخذ القرار للعمل كمصفف شعر، قال الصغير: كنت أعمل صبي مع خالي، وذات مرة كان على موعد مع شخصية مهمة بالدولة وذهبت معه، ووجدت نفسي ندخل من الباب الخلفي وقاموا باستضافتنا بالمطبخ، ولم أشعر بالرضا إزاء هذا الموقف، على الرغم من أنه كان عميد مهنة الكوافير في مصر في ذلك الوقت، وهذا الموقف أثر فيّ وجعلني أفكر أن مهنة مصفف الشعر لازم تبقى حاجة تانية.
وأردف، من وأنا طفل صغير كان عندي أهداف، ودائمًا كنت أسعى لأن أكون الأفضل، ودخلت في صراع مع والدي من أجل العمل بهذه المهنة، والحمدلله ربنا منحني نجاح وشهرة في مجال عملي، وأترك بصمة في شغلي، وأشعر أني أخاطب الشعر.
 
مشددًا على أن الشغف كان الدافع والحافز للدخول بالمهنة والنجاح بها، لأنه أحبها كثيرًا، لافتًا إلى أن خاله كان قاسي عليه بالعمل، وهذه القسوة هي من صنعت نجاحه وجعلته يحب التحدي، وأن ابن خاله دخل بالمهنة أيضًا لكنه لم يحب المهنة.
 
وروى موقف حدث أثناء عمله بمرحلة الطفولة مع خاله، حيث قام الأخير بصفعه على وجهه ثم ركله بـ الشلوت، قائلاً: أنت فاشل وعمرك ما هتبقى ناجح، وهنا صرخت بوجهه هتعلم وهبقى أستاذ غصب عنك وأحسن منك كمان.
 
واستطرد، أنا بحب خالي جدًا ومش زعلان منه، وقسوته علمتني ولقطت منه تفاصيل وأسرار المهنة.
وأشار إلى أنه عقب نكسة 67 كان الجميع محبط وعلى رأسهم الشباب، وحينها اتخذ قرار بالسفر إلى خارج البلاد وكان عمره 18 عامًا، وكان حينها يصفف شعر الأميرة فوزية بحسب تصميمات ألكسندر أشهر مصمم تسريحات بالعالم، وكان يخبرها عن عشقه لتصميمات ألكسندر وقد أخبرت الأخير حين سافرت إلى باريس، بعشق الصغير له، فدعاه لحضور عرض لتصاميم الشعر وذهب لباريس ومعه 5 جنيهات استرليني وخمسة دولار وشيك بخمسين جنيه استرليني، ولا أعلم إلا 3 كلمات فقط، وأخذت قرار أني هستقر بفرنسا، وساعدني ألكسندر وبدأت بالدراسة لمدة عامين، وكنت من الأوائل وسافر لعدة بلدان أخرى مثل بلجيكا وألمانيا ولوكسنبرج.