كتبت – أماني موسى
 
في العلن تتبنى قطر مواقف داعمة للقضية الفلسطينية ومُهاجِمة لإسرائيل، وفي السرّ لا بل في الواقع هي كانت من الدول السباقة لمد جسور التواصل مع تل أبيب، فقد استقبلت الدوحة في عام 1996 نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز، وافتتحت المكتب التجاري الإسرائيلي وعقدت اتفاقيات عدّة مع تل أبيب.. فمن تخدع الدوحة بهذه الازدواجية؟
 
12 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين قطر وإسرائيل بخلاف التعاون الأمني
وفي العام 2018 بلغ حجم التبادل التجارى بين تل أبيب والدوحة 12 مليار دولار، هذا بخلاف التعاون العسكري الوطيد بين إسرائيل وقطر، حيث تستورد وزارة الدفاع القطرية من نظيرتها الإسرائيلية قطع غيار معداتها العسكرية لسلاح المشاة، بالإضافة إلى أجهزة الرؤية الليلية مثل الكاميرات وغيرها، ونحو 75% من تصدير إسرائيل للمعدات والآلات تستحوذ عليه قطر.
 
قطر وتركيا دول لا تتوقف عن المزايدة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية
من جانبه قال الكاتب والباحث الفلسطيني فراس ياغي، أن قطر وتركيا دول لا تتوقف عن المزايدة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، لكن في الحقيقة تجمعهم علاقات استراتيجية وقوية بإسرائيل على كافة المستويات الاقتصادي والأمني.
 
قطر أول من قام بالتطبيع مع إسرائيل ودعمت الانقسام بالداخل الفلسطيني
وأضاف أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يملك حق التطبيع مع إسرائيل، ولا يحق لأي دولة أخرى أن تتحدث في هذا الموضوع، مشددًا: لا يمكن الحديث عن التطبيع بمفهوم الحلال والحرام، فقطر لا يحق لها أن تتحدث عن التطبيع لأنها أول من بدأ التطبيع مع الجانب الإسرائيلي منذ عام 1996 وحتى يومنا هذا، حتى أنها الآن تقوم بجلب الأموال من قطر إلى غزة عبر الجانب الإسرائيلي، في خطوة باتجاه تعزيز الانقسام الداخلي بالداخل الفلسطيني.
 
قطر وتركيا يحرضان ضد مجمل الدول العربية ويعملان على انهيار هذه البلدان
وتابع، قطر وتركيا يتحدثان عن شيء ويقومان بعكسه، وما يتم الآن من تحريض ضد الإمارات من قبل قطر وتركيا يندرج تحت إطار أنهم يحرضان دائمًا ضد مجمل الدول العربية، فهم الذين أتوا بحلف الناتو إلى ليبيا، وهم من مارسوا كل وأبشع أنواع العنف والتحريض ضد سوريا، ودعموا كذلك الانقسام الفلسطيني بالتنسيق مع الجانب الأمريكي والإسرائيلي.
 
قطر الدولة الوحيدة التي بها ممثلية تجارية لإسرائيل
وعلى الجانب الآخر قال كرم سعيد، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن سياسة قطر تجاه إسرائيل هي سياسة مستترة، تمارس من وراء الأبواب المغلقة منذ سنوات، وهذه العلاقة بدأت مبكرًا في تسعينات القرن الماضي وتوثقت في عام 1996 عندما تم افتتاح ممثلية تجارية لإسرائيل في قطر.
 
صورة وزير الدفاع القطري مع حاخام يهودي قبل أيام من افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس
وتواصلت العلاقة على مدار سنوات ودعمت خلال العامين الماضيين على وجه الخصوص، ففي العام 2018 رأينا صور لوزير الدفاع القطري مع أحد الحاخامات الإسرائيلية، وكانت هذه الصورة قبل أيام من افتتاح الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها رسميًا في القدس.
 
قطر تقوي علاقتها بإسرائيل وتدرك أهمية تل أبيب للولايات المتحدة الأمريكية
وتابع، قطر تناهض صفقة القرن وهي أول من يدعمها ويحضر جلساتها، وكذا قناة الجزيرة القطرية التي تستضيف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وفي تقديري أن الهدف من هذه السياسة المتناقضة هو سعي قطر لأن تكون دائمة الحضور في المشهد السياسي الإقليمي وهي تعي وتدرك أهمية إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
 
علاقات جيدة مع المنظمات اليهودية لتمرير مصالح الدوحة لدى الإدارة الأمريكية
والأمر الثاني أن إسرائيل لديها حضور بالأوساط الغربية وبالتالي هي بذلت جهد واستثمار كبير في العلاقة مع المنظمات اليهودية في أمريكا واستخدامها كورقة ضاغطة لتمرير المصالح القطرية لدى الإدارة الأمريكية.