ترقب وانتظار يسيطر على طلاب الثانوية العامة وأهاليهم، وكأن نتيجة الثانوية العامة هي المقرر الوحيد لمصيرهم، ورغم كل الاستعدادات والتوتر طوال العام يلدغ "عقرب الثانوية العامة" سنويا آلاف الطلاب بالشعور بالفشل أو مجاميع درجات قليلة لا تحقق آمالهم، لكن حتما هذه ليست النهاية، وهو ما أثبته العديد من العظماء الذين فشلوا في التعليم لكنهم نجحوا في وضع نظريات علمية وفلسفسية وتركوا بصامتهم في العالم بل أيضا حصلوا على جوائز نوبل.
 
- ألبرت أينشتاين:
كان يعاني من صعوبة في الاستيعاب، ورسب في مادة الرياضيات فيما بعد، وعند انتقال عائلته إلى مدينة بافيا في إيطاليا، واستغل أينشتاين الفرصة السانحة للانسحاب من المدرسة في ميونخ التي كره فيها النظام الصارم والروح الخانقة.
 
وأمضى بعدها أينشتاين سنةً مع والديه في مدينة ميلانو، فأنهى دراسته الثانوية في مدينة آروا السويسرية، وتقدَّم بعدها إلى امتحانات المعهد الاتحادي السويسري للتقنية في زيورخ عام 1895، وقد أحب أينشتاين طرق التدريس فيه، وكان كثيرا مايقتطع من وقته ليدرس الفيزياء بمفرده، أو ليعزف على كمانه، إلى أن اجتاز الامتحانات وتخرج في عام 1900، لكن مُدرِّسيه لم يُرشِّحوه للدخول إلى الجامعة.
 
ورغم فشله الدراسي بحسب وجه نظر مدرسيه إلا أنه حاز في عام 1921 على جائزة نوبل في الفيزياء عن ورقة بحثية عن التأثير الكهروضوئي ضمن 300 ورقة علمية أخرى له في تكافؤ المادة والطاقة وميكانيكا الكم وغيرها، وأدت استنتاجاته المبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها.
 
التحق رئيس مصر الأسبق محمد أنور السادات بمدرسة فؤاد الأول الثانوية، ثم مدرسة رقي المعارف بشبرا والتي حصل منها على نتيجة الثانوية العام 1935 ورغم عدم الاحتفاظ بشهادة موثقة للسادات فوفقًا لرواية الكاتب الراحل أنيس منصور أن مجموع السادات لم يتعدى 55% بخاصة أنه تنقل بين أكثر من مدرسة.
 
واستطاع إنهاء دراسته الثانوية عام 1936، وفي نفس السنة كان النحاس باشا قد أبرم مع بريطانيا معاهدة 1936، وبمقتضى هذه المعاهدة سمح للجيش المصري بالاتساع، وهكذا أصبح في الإمكان أن يلتحق بالكلية الحربية حيث كان الالتحاق بها قاصرا على أبناء الطبقة العليا، وبالفعل تم التحاقه بالأكاديمية العسكرية في سنة 1937، وهذه الأحداث هي التي دفعت السادات إلى السياسة.
 
وحصل السادات عام 1978 على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن إثر توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد.
 
- إرنست همنجواي
قرر همنجواي، عدم استكمال تعليمه بعد حصوله على الشهادة الثانوية، وشق طريقه في الكتابة الصحفية أولا، ثم بدأ في الكتابة الأدبية. وهو الأمر الذي نجح فيه بالفعل وتوج نجاحه بحصوله على جائزة نوبل في الأدب في عام 1954 عن رواية العجوز والبحر والتي قالت عنها لجنة نوبل إن هذه الجائزة تهدى له "لأستاذيته في فن الرواية الحديثة ولقوة أسلوبه كما يظهر ذلك بوضوح في قصته الأخيرة العجوز والبحر". كما حصل على جائزة جائزة بولتيزر عام 1953.
 
- غابرييل غارسيا ماركيز:
دخل ماركيز كلية الحقوق بناء على رغبة والده، واستمر في مسيرته التي بدأت في عام 1948 حتى أغلقت الجامعة أبوابها إلى أجل غير مسمى بعد أعمال الشغب الدامية التي اندلعت بسبب اغتيال الزعيم الشعبي خورخي إلييثير جايتان، على يد الأوليغارشية وإحراق مسكنه. فانتقل غارثيا ماركيز إلى جامعة قرطاجنة، وفي عام 1950، ترك دراسة المحاماة ليتفرغ للكتابة الصحيفة، وبالرغم من أن غارثيا ماركيز لم ينهٍ دراساته العليا، إلا أن بعض الجامعات مثل جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك قد منحته الدكتوراه الفخرية في الآداب.
 
وحصد جائزة نوبل للأدب في عام 1982، من الأكاديمية السويدية عن رواياته وقصصه القصيرة، وكان خطاب قبوله للجائزة تحت عنوان "العزلة في أمريكا اللاتينية"  يعد غابرييل غارثيا ماركيث أول شخصية كولومبية ورابع شخصية من أمريكا اللاتينية تنال جائزة نوبل في الآداب"، وصرح ماركيز بعدها: "لدي انطباع أنه عند إعطائي الجائزة، قد أُخذ بعين الاعتبار أدب شبه القارة، وأنني قد مُنحت إياها اعترافًا بكليّة وشمولية هذا الأدب". وحصل غارثيا على العديد من الجوائز والامتيازات والأوسمة عن مجمل أعماله.