بقلم : محمد غنيم
كنت هناك بدعوة كريمة من وزير الإعلام الكويتي عام ٢٠١٤ بصحبة الزميل والصديق والكاتب الصحفي الكبير محمد سيد صالح رئيس تحرير جريدة المصري اليوم السابق وكان الاستقبال في غاية الحفاوة دخلنا مطار الكويت فتم استقبالنا في قاعة الأمير لكبار الزوار وانتقلنا إلى مكان الإقامة في افخم فنادق الكويت وحضرنا افتتاح مؤتمر الاحتفال بمرور خمسون عاما على إنشاء رابطة أدباء الكويت والحقيقة أن القاعة الكبرى في الفندق الفخم كانت مزدحمة عن بكرة ابيها فكان ظني أننا أمام شعب مثقف وقارىء من الدرجة الأولى ولكن ....
 
في صباح اليوم التالي تبدلت فكرتي تماما حيث دخلت للقاعة بصحبة العزيز محمد سيد صالح لحضور باقي الفعاليات ووجدتنا انا وهو فقط داخل القاعة وامامنا أربعة محاضرين يتحدثون عن الأدب الكويتي جلسنا للاستماع وأحسست بالملل ربما لضعف مني في استيعاب الشعر والأدب الكويتي فملت على صديقي العزيز وأخبرته في رغبتي في مغادرة القاعة والخروج لأي مقهى مجاور للفندق فابتسم محرجا وقال " بس كدة الجمهور كله هينسحب من القاعة قبل أن يستجيب لطلبي ونغادر القاعة ..
 
وفي اليوم التالي كان مقررا ضمن برنامج الرحلة زيارة المتحف الوطني بالكويت واصطحبنا حينها مدير المتحف وذهبنا إلى قاعة يقال انها تحوي مقتنيات قدماء الكويتيين وأثناء شرح الرجل للمقتنيات وقفنا امام صندوق زجاجي يحتوي على نماذج عظمية صغيرة على هيئة سيوف وسكاكين وبعض القوارير الخزف فابتسمت مجاملا وقلت ده انتو عندكو أثار زي الفراعنة رأيت ملامح الرجل تتبدل وامتلا الغضب على وجهه ورد بحدة نحن أقدم من الفراعنة ...
 
هنا لم أتمالك نفسي واستحضرت كل ما يمكنني من سماجة وقلة ذوق ورديت عليه " يعني دي مقتنيات حقيقية لقدماء الكويتيين " فأجاب بنعم فرديت " ليه هما كانو نمل" استشاط الرجل غضبا وانسحب ليدخل واحد من الموظفين بالمتحف ليكمل جولتنا ونظرا لتوتر الموقف حاولت استيعابه عندما دخل الرجل لعرض التاريخ الكويتي في الصحراء وكيف كانو يعيشون وقتها دون بترول فابديت اعجابي بهذا التاريخ الحقيقي وقلت ان تاريخ البلدان محل احترام وكفاح الشعوب يحسب لهم ولكن تاريخ مصر يجب على كل عربي بل على كل بشري على هذه الأرض أن يفخر به وظللت انا وصديقي العزيز ننتظر بفارغ الصبر مغادرة الكويت دون أن نعرف سببا لتلك الحالة من التربص من قبل الاخوة في الكويت بكل ماهو مصري ...
 
المهم رجعت مصر لقيت شقتي اتسرقت ودهب المدام عندي ضاع وقررت من وقتها عدم الذهاب مرة أخرى لهذا البلد العربي فمش هيفرق معايا يستقبلونا او لأ فالبلدان أعتاب.