في مثل هذا اليوم 6 يوليو1967م..
القوات النيجيرية تغزو جمهورية بيافرا التي انفصلت عن فيدرالية نيجيريا معلنة بذلك بداية «الحرب البيافرية» والتي دامت حوالي ثلاث سنوات..

الحرب الأهلية النيجيرية تعرف أيضًا بحرب بيافرا، هي نزاع مسلح استمر من 16 يوليو 1967 حتى 13 يناير 1970 في محاولة من ولايات الجنوب الشرقي النيجري للاستقلال عن الدولة الاتحادية في نيجريا وإعلان جمهورية بيافرا.

الصراع هو نتيجة التوترات الاقتصادية والعرقيه والثقافيه والدينية بين مختلف الشعوب الموجودة في نيجيريا. حيث ان الدولة النيجرية مصطنعة بنتها القوى الاوربية الاستعمارية الكبرى دون مراعاة لحساب الاختلافات الدينية، واللغويه، والخلافات العرقيه. شأنها شأن العديد من الدول الأفريقية الحديثة كانت نيجيريا، والتي حازت على استقلالها من بريطانيا في عام 1960، يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة وتتألف من حوالي 300 مجموعة مختلفة العرقيات والثقافات يتشكل المجتمع النيجري من قبائل الهوسا في النصف الشمالي الذي تدين غالبيته بالإسلام وقبائل اليوروبا التي تسكن المناطق الجنوبية نصف المسيحية نصف المسلمة وقبائل الاايبو في المناطق الجنوبية الشرقية المسيحية وكانت هذة الاختلافات السبب الرئيسي لاندلاع الحرب

البداية:
تبدأ الحرب عقب اعلان الكولونيل اوجوكوو الحاكم العسكري للإقليم الشرقي استقلال الإقليم وتأسيس دولة بيافرا في 30 مايو 1967.كانت حكومة الإقليم ترى ان التطورات السياسية الحادة في البلاد وسيطرة أبناء الإقليم الشمالي على الحكم تعتبر تراجعا عن الطابع الاتحادي للدولة. وقد بدأت تهديدات حكام الإقليم الشرقي بالاستقلال في مارس 1967 عقب اصدار مراسيم مالية خاصة بجمع الايرادات لحكومة الشرق فقط ووقف توريد لاموال للحكومة الاتحادية وفيما عدا رسوم البترول. و قد اتبع ذلك رد المجلس العسكري الحاكم للبلاد بقرار بتقسيم الإقليم الشرقي ل3 أقاليم منفصلة. ورد الإقليم الشرقي بالاستيلاء على بقية المباني والادارات التابعة للحكومة الاتحادية وقرار يقضى بان شركات البترول عليها ان تدفع الرسوم المقررة إلى حكومة الشرق وبدأت ان البلاد على حافة الحرب الاهلية. و اتخذت الجمعية الاستشارية لإقليم الشرق قرارا يقضي بالانفصال عن الدولة الاتحادية وهو قرار كان يعتبر تكريسا لحالة الانفصال التي كانت قد أصبحت واقعا تلا ذلك محاولات عديدة للسلام ابرزها جرى في غانا ولكن رفض الكولونيل اوجوكوو لمبدأ الفيدرالية وتفضيله لمبدأ الكونفيدرالية جعل الحرب امرا واقعا بعد انهيار كل محادثات السلام

الاستعداد للحرب:
ردا على هذة التطورات قام الحاكم العسكري النيجري الكولونيل يعقوب جون باعلان حالة الطوارئ في البلاد والغاء المجلس العسكري الحاكم وتولى رئاسة الحكومة العسكرية ومنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة..

الحرب:
بدأت الحرب عقب انهيار محادثات السلام بهجوم شنته القوات الاتحادية على الإقليم المنشق من الشمال والشرق باتجاه مدينة انيوجو. وقام الاسطول الفيدرالي بحصار الجنوب. ردت حركة بيافرا على الهجوم بتوسيع القتال إلى خارج حدود الإقليم من اجل تحقيق هدفها " التحرير الكامل لكل نيجريا ". فقامت بحركة معاكسة فعبرت نهر النيجر واستولت على إقليم الغرب الأوسط وسيطرت على عاصمته وأهم مدنه في الفترة من 8 أغسطس حتى 20 سبتمبر 1967 وغزت باقى مناطق الغرب الأوسط حتى تمنع الحكومة الاتحادية من استغلال اراضيه من اجل الهجوم عليها ومن اجل محاولة كسب تعاطف قبائل الايبو وبناء علاقة تحالف مع قبائل الإقليم الغربي ضد الإقليم الشمالي المسيطر على الحكومة. ولكن تطوارات الحرب كانت في صالح الحكومة الاتحادية فقد سيطر الجيش على مدينة انيوجو العاصمة في أكتوبر 1967. وتقدمت إلى الجبهات الجنوبية واستولت على دلتا نهر النيجر. ونقلت العاصمة إلى أومياها التي استولى عليها الجيش لاحقا في مايو 1968 هي ومجموعة من المدن الهامة بعد أن حصر الجيش الانفصاليون في دوائر عسكرية متتالية واستمر القتال حتى حصر الانفصاليون في مناطق ضيقة إلى ان تم الاستيلاء على العاصمة الثالثة اوبري ومطار اولي في يناير 1970 وتم تصفية التمرد.!!

حرب بيافرا'>الدور المصرى فى حرب بيافرا
جزء من مساعدة الزعيم جمال عبد الناصر لأفريقيا كان مساندة الزعيم جمال عبد الناصر لأفريقيا لأنة كان تفكيرة بأن الأمن القومي الأفريقي من الأمن القومي المصري ولأن مصر تقع جغرافيا في القارة الأفريقية ,وكانت مساندة مصر للشعوب الحرة الأفريقية حرب للمصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية في أفريقيا عن طريق أعوان الأستعمار في أفريقيا فرأى الزعيم جمال عبد الناصر أن يبعد أمريكا والغرب وإسرائيل من القارة الأفريقية بالحفاظ على وحدة الدول الأفريقية والحفاظ على ثرواتها من الأستعمار وأعوان الأستعمار.

من كتاب السيد/محمد فايق، من رواد المخابرات المصرية، أول من تولى مكتب الشئون الأفريقية بالمخابرات المصرية. وهو مهندس العلاقات المصرية الأفريقية. تولى وزارة الإعلام والدولة للشئون الخارجية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر
أسم الكتاب: عبد الناصر والثورة الأفريقية -كيف ساعدت مصر نيجيريا عسكريا بعد أسابيع من هزيمة 67 دون أن تتحمل مصر أعباء إضافية -الفوائد التي عادت على مصر من وراء تلك المساعدة -الدوافع التي جعلت الرئيس جمال عبد الناصر يستجيب لطلب نيجيريا -محاولة أنفصال إقليم بيافرا (الغني بالبترول) في نيجيريا -بترول إقليم بيافرا النيجيري يصل لأمريكا دون المرور في قناة السويس ولذلك كانت أمريكا تساعد الأنفصاليين -كانت مساعدة مصر لنيجيريا هي في حقيقتها حربا ضد مصالح الغرب وإسرائيل..

في شهر أغسطس 1967 تسلم الرئيس جمال عبد الناصر رسالة الكولونيل يعقوب جوون رئيس نيجيريا ورئيس المجلس العسكري يعرض فيها الخطر الذي تتعرض لة بلادة نتيجة غارات الطائرات التي أصبح يمتلكها أجوكو قائد الأنفصال في أقليم بيافرا والتي أصبحت تقصف العاصمة لاجوس يوميا دون أن تجد أي مقاومة الأمر الذي خلق حالة من الذعر أصابت الأهالي وسكان العاصمة على وجه الخصوص.

وأوضح جوون في رسالتة أنة أستطاع الحصول على عدد من الطائرات الميج 17 أمده بها الاتحاد السوفيتي ولكنه لايجد الطيارين الذي يمكنهم العمل على هذة الطائرات. ومضى جوان يقول أنة يعرف الظروف العسكرية الصعبة التي تمر بها مصر كما يعرف أنها تحتاج لكل مقاتل ولكنة فقط يرجو من الرئيس جمال عبد الناصر أن يستخدم نفوذة لإقناع الرئيس الجزائري هواري بومدين حتى يمدة بعدد من الطيارين الجزائريين المدربين على طائرات الميج 17 الموجودة لدية وأوضحت الرسالة أن مسألة الحصول على هؤلاء الطيارين أصبحت مسألة حياة أو موت .وكانت الحرب الأهلية في نيجيريا قد أندلعت منذ أعلن الكولونيل أجوكو الحاكم العسكري لإقليم شرق نيجريا أستقلال الأقليم باسم جمهورية بيافرا وذلك في 30 يونيو 1967 وأستطاع الحصول على عدد من الطائرات يعمل عليها طيارون من المرتزقة الأوروبيين أغلبهم من الذين أستأجرهم تشومبي عندما قام بمحاولتة الأنفصالية في إقليم كاتنگا (في الكونغو) وأصبح الخطر الذي تتعرض له نيجيريا بمحاولة انفصال إقليم بيافرا الغني بالبترول شديد الشبة بذلك الخطر الذي سبق أن تعرض لة الكونغو بمحاولات فصل إقليم كاتنجا الغني بالمعادن.

لهذه الأسباب تدفقت على أجوكو كميات كبيرة من الأسلحة وحصل على الطائرات ,كما وصل ببيافرا المرتزقة الأوروبيين من الذين يؤيدون كل أنفصال يحدث في الأقاليم الأفريقية الغنية والتي تتركز فيها رؤوس الأموال والسيطرة الأوروبية .وكانت المؤسسات الأوروبية والأمريكية ذات المصالح في هذة المنطقة تشارك في تمويل عمليات التسليح وتسهل وصول الأسلحة إلى الأقليم الشرقي .وكانت قد توفرت لدينا معلومات تفيد بتدفق كميات كبيرة من الأسلحة الإسرائيلية إلى بيافرا إلى أن إسرائيل نفسها كانت لها مصلحة في تفتيت نيجيريا التي تضم أكبر تجمع إسلامي في أفريقيا. كما كان لإسرائيل أستثمارات في نيجيريا وتطمع في أن يكون لها وضع مميز في الدولة الجديدة الغنية .

كان هذا الوضع في نيجيريا عندما تسلم الرئيس جمال عبد الناصر طلب رئيس الحكومة العسكرية في نيجيريا التوسط لدى بومدين من أجل إرسال الطيارين القادرين على التصدي لغارات أجوكو الجوية وكان ذلك أيضا بعد أسابيع قليلة من هزيمة 5 يونيو 1967 وفي الوقت الذي يستعد فية الرئيس جمال عبد الناصر لحرب الأستنزاف وتهيئة الجيش المصري لتحرير أرض مصر المحتلة ولكنة لم يكن قد أنتهى بعد من تهيئة الأوضاع الداخلية -بمشاكلها المترتبة على هزيمة يونيو العسكرية -لمواجهة المرحلة الجديدة .فقد كان المشير عبد الحكيم عامر في بيتة بالجيزة ,وقد حولة إلى قلعة عسكرية ويحاول الأتصال بضباط الجيش والوحدات لتعزيز مركزة من جديد.

وفي أغسطس 25 أغسطس طلبني الرئيس جمال عبد الناصر لبحث معي موضوع رسالة الكولونيل جوان .وقال الرئيس جمال عبد الناصر أنة يعرف جيدا أن الحكومة العسكرية في نيجيريا لن تحصل على طيارين لامن الجزائر ولامن أي مكان أخر .فقد تعرضنا في مصر لموقف مشابة في يونيو 1967 ولم يستجب أحد لندائنا ,فإرسال طيارين أمر يختلف كثيرا عن مجرد إرسال معدات عسكرية .وقال عبد الناصر أنة لايريد أن يلقي الحكم في ننيجريا نفس الصدمة التي لقيناها في مصر لأن هذا الحكم العسكري قد يضعف أمام صدمة مماثلة فيذعن لقوى الأنفصال والقوى المحركة لة .وهذا ماتريدة أمريكا التي يهمها إرهاب الحكومات الأفريقية حتى تخضع لسيطرة وحكم المؤسسات والشركات الرأسمالية والأحتكارات المرتبطة بالأمبريالية.وقال عبد الناصر أننا لانريد أن تنتكس أفريقيا بما حدث لنا في يونيو 1967 .يجب أن يكون هذا أساسا واضحا في أستراتيجتنا .وكان من الواضح أن أستقلال بيافرا بهذة الطريقة هو خلق لكيان جديد في هذة المنطقة يمكن أن يلعب لحساب أمريكاوالدول الأستعمارية دورا مماثلا لذلك الذي تلعبة إسرائيل في الشرق الأوسط .ولهذة الأعتبارات كلها قرر الرئيس جمال عبد الناصر مساعدة الحكومة الفيدرالية في نيجيريا لمقاومة الحركة الأنفصالية في بيافرا والإبقاء على وحدة نيجيريا.وكان ذلك بالأستجابة لطلب الكولونيل جوان بإرسال الطيارين المطلوبين. ونظرا لأن الظروف وقتها لم تكن تسمح للقوات الجوية المصرية بالأستغناء عن أي طيار مقاتل فقد كلفني عبدالناصر بأن يكون ذلك من الطيارين المتقاعدين الذين تركوا الخدمة بالقوات الجوية .وقام مكتب الشؤون الأفريقية بمصر بحصر هؤلاء الضباط وأستدعائهم على دفعات وتم الأتفاق مع السلطات النيجيرية على أن تأخذ العملية شكل التعاقد الفردي بين الأفراد والحكومة النيجيرية وذلك تجنبا التعقيدات الدولية الناتجة عن تدخل مصري مباشر. أي أنها أتخذت في مظهرها شكل المرتزقة الأوروبيين ,ولكن في حقيقة الأمر كان هؤلاء أبعد مايكونوا عن أن يوصفوا بهذا الوصف .فقد كانت الحكومة المصرية هي التي تكلفهم وتنظم هذا التعاقد معهم وتستدعي منهم من تريد. كان هناك ضابط اتصال مصري في لاجوس على أتصال مباشر بمكتب الشؤون الأفريقية بمصر يتم عن طريقة كل مايتعلق بشؤون هؤلاء ويقوم بالتنسيق مع السلطات النيجيرية .وكان دافع هؤلاء الضباط هو خدمة الأهداف الوطنية المصرية في المقام الأول ,تلك الأهداف التي أتفقت مع مصلحة نيجريا .ولازلت أذكر لقائي مع الدفعة الأولى من الطيارين الذين أستقبلتهم لأكلفهم بهذة المهمة وكيف تركز أهتمامهم كلة على الرغبة في معرفة مدى وكيفية تأثير نتائج هذة الحرب النيجيرية علينا وأهمية ذلك بالنسبة لمعركتنا الأساسية مع إسرائيل دون أن يسأل أحد عن قدر المرتب أو المكافأة والأمتيازات التي سوف يحصلوا عليها. وقد أعيد معظم هؤلاء الطيارين بعد ذلك إلى الخدمة في القوات الجوية المصرية مكافأة لهم على أعمالهم في نيجيريا. ولكننا في ذلك كنا نحارب القوى الأستعمارية بأحد أساليبها التي أستخدمتها ضد قوى التحرير في الكونغو وجنوب السودان وفي أماكن كثيرة من أفريقيا لضرب حركات التحرير .ووصلت الدفعة الأولى من الطيارين المصريين بقيادة المقدم الطلياوي إلى لاجوس بعد أيام قليلة. وقام هؤلاء في نفس يوم وصولهم بالطيران الواطي بطائرات الميج في سماء العاصمة النيجيرية. وكان ذلك إيذانا بإنهاء غارات أجوكو الجوية بصفة نهائية حيث لم تكن أنواع الطائرات التي يستخدمها بقادرة على على مواجهة طائرات الميج الروسية والتي كان يستخدمها الطيارون المصريون. وقد أستقبل سكان العاصمة لاجوس ظهور طائرات الميج في سمائهم بالفرح والتهليل حيث كانوا يعيشون في رعب من غارات أجوكو ومن القصف الجوي الذي كان قد زادت حدتة في الفترة الأخيرة. وكان الواجب الذي كلف بة الطيارون المصريون هو الدفاع عن سماء نيجيريا في المناطق التي تحدد لهم وكذلك ضرب المطار الذي كانت تمتلكة بيافرا وجعلة غير صالح للعمل بصفة دائمة. وكان معنى ذلك وقف الإمدادات العسكرية إلى بيافرا والذي كان معظمة يصل عن طريق الجو. وزاد عدد الطيارين المصريين في نيجيريا بتقدم الحرب وإنشاء كلية طيران في لاجوس لتدريب الضباط النيجيريين واضطررنا إلى الأستعانة بطيارين من القوات الجوية المصرية لأستكمال الأعداد المطلوبة وكذلك أطقم الصيانة والخدمة الأرضية والاتصال اللاسلكي. ولم يكن من السهل وقتها إقناع الفريق محمد فوزي وزير الحربية بذلك إلا بعد قبول شروطه وقتها في أن يتغير الأفراد كل 3 شهور وأن يكون له الحق في أستدعاء جميع الأفراد التابعين للقوات الجوية المصرية الموفدين في هذة المهمة وذلك في ظرف 48 ساعة من إبلاغي بهذا الطلب. وقد حدث بالفعل أن استخدم الفريق محمد فوزي حقه في هذا الاستدعاء عندما تصاعدت حرب الاستنزاف. أما بالنسبة للطيارين فقد بقي منهم من كان خارج قوة السلاح الجوي المصري وكان عليهم القيام بمجهودات مضاعفة. واستمرار بقاء هؤلاء الطيارين إلى أن تحقق النصر لقوات نيجيريا الفيدرالية وهرب أجوكو إلى ساحل العاج واستسلمت قواته وتم القضاء على محاولة الأنفصال في أقليم بيافرا. ومما لاشك فيه أن قرار الرئيس جمال عبد الناصر الثوري بإرسال الطيارين المصريين إلى نيجيريا كان له فضل كبير في حسم المعركة لصالح القوات الفدرالية.

مصر لم تتحمل أي عبء مادي نتيجة لموقفها من مساندة الحكومة الفيدرالية في هذا الوقت فقد كانت الحكومة النيجيرية تدفع ثمن المعدات التي تحصل عليها من مصر بالعملات الصعبة ,وقدكانت هذة المعدات في أغلبها قطع غيار وبعض الطائرات التي كانت تستغنى عنها القوات الجوية المصرية وذخيرة وقنابل طائرات وبعض المعدات الأخرى التي كان من السهل أستعواضها من الأتحاد السوفيتي. وكان لثمن يدفع فور الأستلام لحساب وزارة الحربية المصرية التي كانت تستخدم هذة الحصيلة في شراء بعض مستلزماتها من الأسواق الأوروبية التي تحتاج إلى العملة الصعبة مثل الجنازير اللازمة لصناعة المدرعة التي تنتجها مصر والتي تشتري من اسبانيا. وقد دفعت حكومة نيجيريا أجور ومرتبات جميع الطيارين والفنيين المصريين الذين أشتركوا في هذة المهمة وكذلك أجر النقل الجوي الذي كانت تستلزمه عمليات الاستعواض السريعة. وكان ذلك يدفع بالعمل الصعبة .فقد كان الأتفاق مع حكومة نيجيريا على أن تتحمل جميع الأعباء المالية المترتبة على المساعدات المصرية وذلك نظرا للظروف التي كانت تمر بها مصر من إعادة بناء لقواتها المسلحة وحاجتها إلى تعبئة كل مواردها من أجل معركتها مع إسرائيل ولأن نيجيريا كانت قادرة على الدفع الذي لم يكن مشكلتها. وكانت أهم مشاكل نيجيريا في حربها هذة تتركز أولا في الحصول على الطائرات ومايلزمها من أسلحة ومعدات وهذه حصلت عليها من الاتحاد السوفيتي.

ولابد لنا من وقفة أمام الظروف التي أتخذ فيها الزعيم جمال عبد الناصر قرار تقديم المساعدة. فهذا القرار وإن لم يكلف مصر أعباء مالية إلا أنه كان يحمل معنى التحدي للقوى التي تقف خلف حركة الأنفصال في إقليم بيافرا. وكان يعني أن الزعيم جمال عبد الناصر رغم هزيمة يونيو العسكرية ورغم مشاكلة الداخلية التي كان يواجهها في ذلك الوقت لم يتحول عن سياستة المناهضة للأستعمار والأمبريالية وأنة كان مازال يؤمن بوحدة النضال بين الشعوب التي تقاوم نفس العدو كما كان يؤمن بأن انتكاسة أي شعب من هذه الشعوب لابد وأن تؤثر على نضال الشعوب الأخرى.!!