في مثل هذا اليوم 19 يونيو1862م..
أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية 1860، شن الحزب الجمهوري بقيادة الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن" حملة ضد العبودية في جميع أراضي الولايات المتحدة المعروفة في ذلك الوقت. وهو ما تعدّه الولايات الجنوبية انتهاكا لحقوقها الدستورية، وجزء من خطة إلغاء الرق بشكل نهائي. حصل المرشحون الثلاثة المؤيدون للاتحاد على أغلبية ساحقة بلغت 82% ومن الأصوات المدلى بها على الصعيد الوطني: تركزت أصوات الحزب الجمهوري للينكولن في الشمال، وأصوات الحزب الديمقراطي لستيفين دوغلاس توزعت على الصعيد الوطني، وأصوات حزب الاتحاد الدستوري لجون بيل تركزت في تينيسي، كنتاكي، وفرجينيا. وحصل الحزب الجمهوري المهيمنة على الشمال بأغلبية الأصوات الانتخابية، وتم انتخاب "لينكولن" دستوريا كأول رئيس جمهوري. ولكن قبل تنصيبه، أعلنت سبع ولايات للرقيق التي يعتمد اقتصادها على القطن الانفصال عن الاتحاد وتشكيل الكونفدرالية. وكانت لدى أول ستة ولايات منفصلة أعلى نسبة من العبيد في سكانها وتقدر 49%. لحل الانفصال قررت أول سبعة ولايات ذات مجلس تشريعي إلى ضم الأغلبية المنقسمة إلى الاتحاديان "دوغلاس" و"بيل"، وكان التصويت كالتالي: جورجيا 51%، لويزيانا 55%، ألاباما 46%، ميسيسيبي 40%، فلوريدا 38%، تكساس 25% وقدمت كارولينا الجنوبية تصويت المجمع الانتخابي بدون تصويت شعبي للرئيس. وتكساس هي الوحيدة التي عقدت استفتاء على الانفصال.

واصلت ولايات الرقيق الثمانية المتبقية رفضها لدعوات الانفصال. ورفض الرئيس الديموقراطي "جيمس بوكانان" المنتهية ولايته هذا الانفصال واعتبره غير قانوني. وفي 4 مارس 1861 أعلن "لينكولن" في خطابه الافتتاحي أن إدارته لن تبدأ حربا أهلية، وتحدث مباشرة إلى "الولايات الجنوبية،" ويؤكد من جديد قائلا:

"ليس لدي أي هدف سواء مباشر كان أو غير مباشر للتدخل في مؤسسة الرق أينما كان في الولايات المتحدة. أعتقد أنه ليس لدي الحق للقيام بذلك، وليس لدي أي رغبة في القيام بذلك".

بعد أن استولت القوات الكونفدرالية على عدة حصون فدرالية داخل أراضي انضمت إلى الكونفدرالية، فشلت الجهود الرامية إلى التسوية وأستعد كلا الجانبين للحرب. توقع الكونفدراليين أن الدول الأوروبية التي كانت تعتمد على "ملك القطن" أنها ستتدخل، ولكنها لم تفعل، ولم تعترف بالولايات الكونفدرالية الأمريكية الجديدة.

بدأ القتال في 12 أبريل 1861، عندما هاجمت القوات الكونفدرالية حصن سمتر. بينما كان الاتحاد يحقق انتصارات كبيرة ودائمة في المسرح الغربي، كانت المعركة في المسرح الشرقي غير محسومة وذلك بين عامي 1861-1862. في خريف 1862 فشلت الحملات الكونفدرالية في ماريلاند وكنتاكي، مما أثنى بريطانيا عن التدخل في شؤون البلاد الداخلية. وأصدر لنكولن إعلان تحرير العبيد، الذي جعل إنهاء العبودية هدفا للحرب. وفي الغرب بحلول صيف 1862، دمر جيش الاتحادي بحرية الكونفدرالية المتواجدة في النهر، وقد دمروا الكثير من جيوشهم الغربية، واستولوا على نيو اورليانز. في عام 1863 تم حصار فيكسبورج من قبل الاتحاديين مما أدى إلى تقسيم الكونفدرالية إلى قسمين على نهر المسيسيبي. وفي عام 1863، اجتاح الكونفدرالي "روبرت لي" الشمال وانتهت في معركة جيتيسبيرغ. أدى النجاح المتتالي في الغرب إلى تولي "يوليسيس جرانت" قيادة جميع جيوش الاتحاد في عام 1864. أدى الحصار البحري على الموانئ الكونفدرالية بتنظيم الاتحاد للموارد والقوى البشرية لمهاجمة الكونفدراليين من كل اتجاه، مما أدى إلى سقوط أتلانتا بيد "ويليام شيرمان" ومسيرته إلى البحر. احتدمت المعارك الأخيرة الكبيرة حول حصار بطرسبرغ. في 9 أبريل 1865 انتهت محاولة هروب "روبرت لي" بتسليم نفسه في مبنى محكمة أبوماتوكس. وبما أن الحرب العسكرية اقتربت من نهايتها، ألا أن إعادة الإدماج السياسي للأمة استغرقت 12 سنة أخرى لعصر إعادة الإعمار.

تعدّ الحرب الأهلية الأمريكية من أوائل الحروب الصناعية الحقيقية. حيث استخدمت فيها بشكل مكثف السكك الحديدية، التلغراف، البواخر، وإنتاج الأسلحة الضخم. وقد ظهر أثر أستنفار المصانع المدنية، الألغام، أحواض بناء السفن، البنوك، وسائل النقل والإمدادات الغذائية في التحول الصناعي في الحرب العالمية الأولى. ولا تزال هذه الحرب الأعنف في التاريخ الأمريكي. حيث تشير التقديرات أن خلال الفترة من 1861 إلى 1865، لقي حوالي 620٬000 شخص حتفه، ولكن الدراسات الحديثة تقول أن 750٬000 من الجنود لقوا حتفهم بجانب عدد غير معروف من المدنيين. وتقول أحد التقديرات، أن هذه الحرب قد أزهقت بحياة 10% من الذكور الشماليين التي تتراوح أعمارهم ما بين 20-45 سنة، و30% من الذكور الجنوبيين البيض الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-40 سنة.

انتهت العبودية فعليا في الولايات المتحدة في ربيع عام 1865 عندما استسلمت الجيوش الكونفدرالية. أفرج إعلان تحرير العبيد عن جميع العبيد في الكونفدرالية، والذي نص على أن العبيد في المناطق الكونفدرالية أحرارا. كما أفرج عن العبيد في الولايات الحدودية والأجزاء التي يسيطر عليها الاتحاد بقانون الولاية (في 6 ديسمبر، 1865) ..!!