في مثل هذا اليوم 15 يونيو1831م..
سنة الطاعون هي سنة انتشر فيها مرض الطاعون القاتل أرجاء الكويت وقضى على الآلاف من سكانها وكان ذلك في 15 يونيو 1831م الموافق للعام 1247 هـ في عهد حاكم الكويت الشيخ جابر بن عبد الله الصباح.

انتشر المرض في شبه الجزيرة العربية ومنه إلى الكويت حيث انتشر المرض في أنحاء الإمارة يوم 15 يونيو 1831 وكان ذلك الوقت يصادف موسم الغوص وموسم السفن الهندية التجارية، اضطر بعض سكان الكويت إلى الإقامة في عشيش في الشويخ هرباً من الوباء، حيث قال المؤرخ عبد العزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت:

«أصيبت الكويت بطاعون عظيم قضى على كثير من أهلها حتى كادت تصبح منه قفراً لولا المسافرون من أهلها الذين لم يتراجعوا إليها الا بعد صفاء جوها من تلك الظلمة»

النتائج
توفي الكثير من سكان الكويت وكانت غالبية الضحايا من النساء والأطفال، ويتراوح نسبة الضحايا ما بين 60% إلى 75%من سكان الكويت في ذلك الوقت وبعدد آلاف المواطنين الكويتيين'> الكويتيين ذهبوا ضحية الوباء حيث لم يرد مصدر يذكر عدد الضحايا بالتحديد لكن قدر عدد القتلى بأكثر من عشرة آلاف كويتي. حيث ذكر الرحالة كارستن نيبور في عام 1767 أي ما قبل حادثة مرض الطاعون بأربعة وستون عاما بأن عدد الكويتيين'> الكويتيين يقدر بعشرة آلاف نسمة، وفي عام 1831 بعد انتهاء الوباء قال الرحالة الإنجليزي ستوكلر أن عدد الكويتيين'> الكويتيين يقدر بأربعة آلاف نسمة أي أن الوباء قد قضى على أكثر من نصف السكان بعد أربعة وستون عاما. كانت هذه الفترة مؤثرة في تاريخ الكويت حيث إختلت التركيبة السكانية وحل الدمار والخراب في البلد كما قطع نسل عدد من العائلات الكويتية والذي ليس لها وجود الآن.

ما بعد الوباء:
بعد صفاء جو الكويت وزوال المرض حبس عدد من المواطنين الناجيين من الوباء في إحدى القلاع في منطقة شرق وأغلق عليهم بعد تزويدهم بالطعام والشراب خوفًا من عودة المرض وإنتشاره. امتلأت الكويت بعد تلك الحقبة بالمقابر وأصبح البعض يدفنون موتاهم في بيوتهم. وبعد زوال المرض عاد المسافرون من مواسم الغوص والتجارة حيث وجدوا جميع أهالي الكويت قد قضي عليهم إلا القليل منهم، وهو الأمر الذي وسّع دائرة الزواج من خارج الكويت، على الأخص من أهالي الساحل الشرقي للخليج العربي، جنوب العراق خاصة من أهالي الزبير ومن أهل نجد.

كتب الشاعر النبطي الملا سعود الصقر قصيدة مطولة باللهجة الكويتية عن أزمة الطاعون التي حلت بالكويت يرثي فيها المواطنين الذين راحوا ضحية للوباء، ومما كتبه :

شفنا المنازل مثل دوي الفضا عقب السكن صارت خلايا مخاريب
واحسرتي ليمن طرا ما مضى عصر يذكرني الأهل والأصاحيب..!!