كتبت : أمانى موسى
تتوالى المواقف العربية والدولية الداعمة لإعلان القاهرة "المبادرة المصرية" لحل الأزمة الليبية، الاتحاد الأوروبي وصفها بالإيجابية، حيث أعلن مجلس الأمن القومي الأمريكي عن أمله أن تؤدى هذه المبادرة إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الأجنبية.
 
ومن موسكو أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مباحثات هاتفية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تصميمهما المشترك على ضمان إطلاق المفاوضات الليبية في أسرع وقت، وسبق ذلك موقف للخارجية الروسية أعربت فيه عن أملها أن تستجيب حكومة الوفاق الليبية للمبادرة.
 
أما في الميدان فتواصل قوات حكومة الوفاق الإرهابية وميليشياتها المسلحة تقدمها إلى مدينة سرت الاستراتيجية شرقي البلاد .. فما هو مصير إعلان القاهرة وفرص وقف الحرب في ليبيا؟
 
من جانبه قال الكاتب الصحفي أحمد جمعة، حتى الآن القاهرة تواصل الحشد الدولي والإقليمي والعربي للمبادرة التي طرحت من قبل المشير خليفة حفتر والسيد عقيلة صالح لوقف الاقتتال في ليبيا، وإخراج المرتزقة المسلحين الذين أدخلتهم تركيا إلى الأراضي الليبية، طرابلس ومصراته، وإخراج المستشارين الأتراك، لأن تركيا الآن تعمل على عسكرة المشهد وتستخدم الصراع في ليبيا لتحقيق مصالح شخصية.
 
وتابع في لقاءه مع قناة روسيا اليوم، القاهرة تخشى من فكرة الانخراط العسكري التركي الكامل بالأراضي الليبية وهو ما يؤثر على الأمن القومي ليس لليبيا فقط بل دول الشمال الإفريقي، فالتحركات المريبة التي تقودها تركيا دفعت مصر إلى تبني هذه المبادرة التي طرحت من قبل الجانب الليبي لتسوية الأزمة الليبية.
 
مضيفًا، هذه المبادرة تفند كافة الإداعاءات الغير حقيقية التي روجتها تركيا، فحتى حينما توقف إطلاق النار من قبل الجيش الوطني الليبي، لازالت ميليشيات حكومة الوفاق تستخدم العنف والسلاح، مشيرًا إلى أن كافة القبائل الليبية ترفض التواجد التركي بأراضيهم الذي يشكل خطورة على دول المغرب العربي وتونس والجزائر، لذا تحركت مصر بشكل سريع وتواصلت مع كافة الأطراف المعنية بالملف الليبي ودول الجوار، وحتى الآن تلقى هذه المبادرة دعم كبير وواسع من كافة الدول فيما عدا المعسكر الذي يدعم الميليشيات الإرهابية المسلحة وهم تركيا وقطر وبريطانيا.
 
على الجانب الآخر قال أوكتاي يلماز، كاتب ومحلل سياسي تركي، أن القاهرة تدعي على تركيا بدعم الإرهاب والإرهابيين، وإعلان القاهرة ليس إلا محاولة من الرئيس المصري لإنقاذ حفتر الذي تم دحر قواته بمعظم ليبيا.
 
وأضاف أن مصر والإمارات تدعم قوات حفتر على الأرض، ولكن التحالف التركي الليبي بات أمرًا واقعًا –قاصدًا دعم تركيا لحكومة الوفاق-، وأدعى يلماز أن تركيا كانت مع الحل السياسي وليس العسكري منذ اندلاع الأزمة في ليبيا.
 
ورد الكاتب الصحفي أحمد جمعة على هذه الإدعاءات، مؤكدًا أن إعلان القاهرة هي مبادرة ليبية راعتها مصر، وبها كافة البنود الإيجابية التي وردت بكافة الاتفاقات السابقة "بالرمو، أبو ظبي، موسكو، مؤتمر برلين"، وهي نفس النقاط التي تتفق عليها الكثير من الدول.
 
أما عن حكومة الوفاق التي تدعمها تركيا بميليشيات إرهابية، هي حكومة غير شرعية، هل يوجد أي حكومة في العالم لا تحظى بثقة مجلس النواب؟ هذه الحكومة لم تأخذ ثقة مجلس النواب ولم تؤد اليمين الدستورية، هي حكومة مفروضة من الخارج.
 
وأضاف هذه الحكومة التي فرضت من المجتمع الدولي بدأت الآن تستخدم الثروات الليبية النفطية لدفع هذه الأموال إلى تركيا.
 
وأوضح أن سبب الصراع الذي تعيشه ليبيا الآن هو دول إقليمية ودولية فرضت حكومة الوفاق بالقوة، ومُررت هذه الحكومة عبر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عليه أن يتحمل مسؤولياته، فهذه الحكومة لم تحظ بثقة البرلمان الليبي وغير مرغوب فيها من قبل الشعب والقبائل الليبية.
 
وهذه الحكومة هي أداة في يد تركيا الدولة الداعمة والراعية للإرهاب، فتمول ميليشيات إرهابية مسلحة في سوريا وتنقل إرهابيين إلى سوريا وتموّل الإرهاب أيضًا بليبيا، ولكن ما علاقة تركيا بليبيا؟ فالتدخل التركي في سوريا له مبرراته، حيث زعمت تركيا أنها تؤيد الثورة السورية ودعمت الإرهابيين وداعش ومولتهم، ولكن ما علاقتهم بليبيا؟ هل هي دولة جوار ليبي؟ كما أنها قامت بتدفق السلاح إلى ليبيا مخالفة لقرارات الحظر الدولية، تركيا تستخدم حكومة الوفاق دمية في يدها لأنها تسعى لتحقيق أطماعها بمنطقة غاز شرق المتوسط، وتريد نهب ثروات الشعوب عبر تداخلاتها السافرة، فالدولة التركية هي دولة راعية للإرهاب، وتدعمه وتموله وتحاول جاهدة عسكرة المشهد الليبي.