كتبت – أماني موسى
 
شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوفد رفيع من حكومة الوفاق الليبية يزور موسكو على ضرورة ألاّ يتأخر وقف القتال في ليبيا واستئناف الحوار السياسي بالبلاد.
 
جاءت تصريحات لافروف وزيارة وفد الوفاق لموسكو بالتزامن مع الحديث عن زيارة قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر للقاهرة، ومباحثات أجراها وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيطالي حول ليبيا.. بينما من المتوقع أن يصل رئيس حكومة الوفاق فايز السراج إلى أنقرة.
 
رغم كل هذا الحراك، يستمر المتحاربون في الميدان في الاقتتال فيما فسره المراقبون بالسباق الأخير لكسب نقاط الميدان قبل استئناف المفاوضات السياسية.
 
الليبيين يريدون السلام والغرب فجر الأوضاع الكارثية بليبيا
من جانبه قال ديمتري بابتش، صحفي ومحلل سياسي من موسكو: أن الليبيين يريدون السلام، وهناك مسألة أخرى كيف يمكن التوصل إلى هذا السلام، وللأسف الشديد أن روسيا ليست هي التي خلقت في ليبيا تلك الأوضاع الدموية التي تستمر حتى اليوم، بل هذه الأوضاع المأساوية خلقها الغرب، ودعموا دول لدخول قواتهم وجيوشهم لخلق هذه الحرب، وبعدها رموا بليبيا جانبًا بعد إسقاط السلطة في ليبيا.
 
روسيا تريد السلام بليبيا ووقف العمليات القتالية هناك
وتابع، روسيا في حقيقة الأمر وبغض النظر عما تنشره وسائل الإعلام الغربي بأنها تدعم أحد أفراد النزاع، إلا أنها تريد وقف العمليات القتالية وأن يتمكن الليبيون من اختيار الحكومة التي يمكن أن تخرج البلاد من الأزمة، وعليه قاموا بدعوة الأطراف الليبية سواء فايز السراج أو المشير خليفة حفتر.
 
الحكومات الغربية لا تسعى لإحلال السلام بأي دولة عربية وأثق بالدبلوماسية المصرية
مؤكدًا عدم ثقته في رغبة الدول الغربية بحل هذه الأزمة، لأن الدول الغربية للأٍف هي من خلقت الأوضاع الكارثية بليبيا، فألمانيا كعضو في حلف الناتو تتحمل مسؤولية تطور وتدهور الأوضاع في ليبيا، وكذلك فرنسا وغيرهما، ولا أثق بنتائج مثل هذه المؤتمرات كمؤتمر برلين، وأنا أثق في نتائج تحركات الدبلوماسية المصرية والتركية والروسية، فلأكثر من عشرين سنة لم تتمكن الحكومات الغربية من إحلال السلام بأي دولة بدءًا من العراق، وأفغانستان وسوريا والآن ليبيا.
 
القاهرة لعبت دورًا كبيرًا في توحيد المؤسسة العسكرية الليبية
وقال أيمن سمير، رئيس تحرير صحيفة السياسة المصرية، أن مصر منذ بداية الأزمة الليبية تقف على مسافة واحدة من جميع أطراف القضية الليبية، فكانت تستقبل المشير حفتر والسيد فايز السراج، والسراج زار القاهرة أكثر من مرة، كما أن القاهرة لعبت دورًا كبيرًا في توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وبالتالي فالقاهرة كانت تقدم نفسها دائمًا على أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع، لكن كما تعلم أن مشكلة ليبيا هي مشكلة دولاً كثيرة بالشرق الأوسط، كسوريا واليمن والعراق.
 
 
الإخوان يعيدون المشهد السوري في ليبيا الآن تنفيذًا للمشروع العالمي
وشدد سمير، المشكلة الحقيقية هي في جماعة الإخوان والتنظيم الدولي الذي يريد هدم الدول العربية، فالأمر لا يتعلق بليبيا فقط بل هو مشروع عابر للحدود يتبناه التنظيم الدولي للإخوان، ونفس الأمر فعلوه في سوريا، حيث استجلبوا الإرهابيين من كل مكان وأتوا بهم إلى سوريا وهم الآن يعيدون نفس السيناريو في ليبيا.
 
تركيا دولة وظيفية لصالح الدول الغربية والمشروع الغربي
وتابع، دائمًا ما كانت تركيا دولة وظيفية لصالح الدول الغربية ولصالح أمريكا والمشروع الغربي، وبعد أن لعبت هذا الدور في سوريا على مدار 9 سنوات، الآن تنتقل بهذا الدور إلى ليبيا والأراضي الليبية، على زعم أنها تكون قوة حاجزة مانعة لأي نفوذ روسي مستقبلي بهذه البلاد.
 
الصراع في ليبيا الآن لم يعد داخلي ولا حتى إقليمي، بل صراع محورين كبيرين
على الجانب الآخر قال فارس رضوان أوغلو، من أنقرة، أن تركيا لا تصب الزيت على النار في الأزمة الليبية، والصراع في ليبيا الآن لم يعد داخلي، ولا حتى إقليمي، بل صراع محاور، صراع بين محورين كبيرين هم أمريكا وروسيا، ولذا يمكننا القول أنه سيكون هناك صراع وسباق مع الزمن من أجل الفوز على الأقل بسلطة إلى حين الوصول لحل.