"كنا مدلعين المرضى وبنحاول نحسن نفسيتهم؛ لأن معظمهم بيجي متوتر وقلقان وخايف جدًا، ووكيل الوزارة كان موفر لهم شاشتين علشان يساعد في الترفيه عنهم ورفع معناوياتهم؛ لأنها العامل الأساسي في الشفاء"؛ بهذه الكلمات بدأت "شهيرة أحمد إبراهيم"، 25 سنة، إحدى ممرضات الفريق الطبي بمستشفى العزل في قرية "شيبة" بمدينة الزقازيق في الشرقية، حديثها لـ"الشروق" عن عملها ضمن الفريق.

وأضافت: "رئيس التمريض بلغتني إني و13 من زميلاتي هنكون ضمن الفريق الطبي المعالج للمصابين بفيروس كورونا في مستشفى العزل الأول بالشرقية، وكان ليا الحق أقبل أو أرفض لأنه كان اختياري، لكن قولت لأهلي في البيت إنه إجباري علشان محدش يناقشني في الموضوع".

وأردفت: "الحمد لله ربنا قدرنا، وتاني يوم استقبلنا المصابين وبدأنا نتعامل معاهم، وأصعب المشاهد اللي اتعرضت ليها كان رضيع والدته دكتورة اتحجزت في المبنى علشان مصابة، والرضيع باباه جابه بعدها بيومين مصاب هو كمان. وقتها كلنا بكينا عليه لأنه كان موقف صعب".

واستطردت: "كمان في طفلة اسمها (رقية) عمرها 9 سنوات، كانت جاية مع عائلة من إحدى المحافظات، واتعاطفنا معاها جدًا، لكن الحمد لله ربنا أخد بأيدهم واتحولوا كلهم من إيجابي لسلبي".

وعن تعامل الفريق الطبي ورجال مديرية الشئون الصحية مع المرضى، تقول شهيرة: "الدكتور هشام مسعود وكيل الوزارة، كان مدلع المرضى وكان موفر شاشتين عرض علشان يساعد في الترفيه عنهم وتحسين نفسيتهم، وكان دايمًا يوصينا ويقول ماتحرموش المرضى من حاجة، وأي مريض يحتاج لحاجة توفروها على طول، والوجبات في ميعادها والعصاير والسوايل، حتى البسكويت كان موفره ولبن بالشيكولاتة علشان الأطفال".

وعن أصعب المواقف التي حدثت بمبنى العزل، أوضحت الممرضة شهيرة: "في مريض زوجته اتوفت بكورونا، وكان رافض ياخد العلاج وقال هتعالج ليه.. هموت زي مراتي، هقعد لمين، لكن فضل يومين وبعدها أقنعناه إنه ياخد العلاج وبدأ يستجيب، والمرضى اللي كانوا موجودين مش باين عليهم الأعراض ولا واحد فيهم بيكح حتى".

وتطرقت الممرضة إلى الحديث عن ارتداء البدلة الواقية من الفيروس أثناء التعامل مع الحالات، موضحةً أن ارتداء وخلع البدلة أصعب ما يكون: "خلع البدلة بيتم في خطوات بنمشي عليها، ولو اتلخبطنا خطوة قبل خطوة ممكن نتصاب، وكل واحد بيخلع بدلته لوحده، دا طبعًا بعد لبسها لـ12 ساعة متواصلة".

ووجهت الممرضة رسالة لجموع المواطنين، قائلة: "باقول للناس اقعدوا في بيوتكم، وبلاش تدخلوا المرض على أحبابكم.. الموضوع مش سهل ومش هزار".