كتبت – أماني موسى
قال الكاتب أحمد عسيلي، أن علاقتنا بالعالم المادي علاقة بسيطة لأنك بتبقى شايفها، زي أنك بتفتح التلاجة، قاعد على كرسي، بتتفرج على تلفزيون، لكن روحك وما وراء طبيعتك أكبر بكثير من تخيلك، على سبيل المثال: الأبراج وعلم الفلك علم حقيقي يؤثر فينا، في حاجات كتير بتحصل في الكون بتأثر على الإنسان ونفسيته وهكذا.

وأضاف في فيديو بثه عبر قناته باليوتيوب، العالم ليس فقط الإنسان، وهناك كائنات أخرى تؤثر فينا ونتأثر بها، كما أننا نتأثر بالكون وأشياء أخرى كثيرة لا ندركها ولا نراها، ومن ثم عليك القبول بفكرة أنك كائن سهل تضايق ومزاجك يتغير، سهل أن طاقتك تنخفض وتشعر بأنك لست بخير، ولكن من المهم ألا تنزعج حين تشعر بهذه المشاعر السلبية، اهدأ وأجلس مع نفسك وأسألها وأعرف سبب ضيقك، يمكن تتعرف على نفسك من جديد وتكتشف أشياء جديدة عنها أو عن الدنيا من حولك، مشددًا: مش مطلوب منك أنك دايمًا تبقى كويس ومعندكش مشاعر سلبية أو حزن، لأن دة غلطة كبيرة، لأننا في الدنيا معرضين أننا نقابل مواقف صعبة ووحشة ممكن تخلينا في مزاج سيء.

وتابع عسيلي، حين تتعرض لمزاج عصبي، لا تضغط على نفسك كي تتمكن من التعامل بهدوء مع الآخرين، بل تجنب الناس وأفرغ طاقة العصبية بداخلك، وبخاصة تجنب التعامل مع الأشخاص الحساسة في ذلك الوقت حتى لا تخسرهم بسبب كلام جارح.

مشددًا: تقبل بعض الجنون، الحزن، الألم، بكيانك، وثق أن هذا أمر عادي وطبيعي، ولكن عليك أن تعي ما يفعله عقلك بحيث لا يضخم لك من حجم الأمور حولك، وخد بالك عقلك حريف أنه دايمًا يفكرك بالحاجة اللي نقصاك، من حب أو مال أو أصحاب وخلافه، وأنت وظيفتك هي عن موتك وليس عن حياتك، فحياتي كلها تدور حول معرفة إزاي أموت، من حيث الاستعداد لاستقباله بابتسامة، وركز أن الدنيا دائمًا ما تجذبك للتعلق بها بشكل أو بآخر، وأنت أصلا كائن هتموت هتموت، والكائن اللي عارف الحقيقة دي مينفعش يبقى عايش بيفكر في الحياة بس.

وأردف أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يعرف أنه هيموت بس مش عارف هيموت أمتى، ومعنى كدة أن الموت مينفعش يغيب عنك، مشيرًا إلى أن الكثيرين على الرغم من هذه الحقائق إلا أنهم يعيشون حالة هلع من الموت، وذلك بسبب أنهم مش واعيين له، فالموت بالنسبة لهم مصيبة وكارثة مش حقيقة، ولو الإنسان وعي هذه الحقيقة في رأسه حياته كلها هتتغير.

وشدد بأن هذه الفكرة ليست اكتئابية على الإطلاق، وأن الموت فكرة تحدث من حولنا دائمًا وبكل لحظة ليس فقط الموت الجسدي، بل على سبيل المثال موت علاقة عاطفية بينك وبين شخص آخر، موت الشغل "حين تنهي عملك في مكان ما"، موت جلسة اجتماعية جميلة "حين ينتهي وقتها وينصرف كلاً منكم لمكانه"، وهكذا..

وأستطرد بأن الموت ليس الحقيقة الوحيدة في الحياة، فالحياة أيضًا حقيقة، والموت هو جزء من حياة، الدنيا مكونة من الموت والحياة وليس الحياة فقط، والبعض يعتقد أن الدنيا هي الحياة بس، لأن الحياة هي اللي بيحصل فيها الإنجازات والحب والعمل والشهرة والإنجاب، والموت لا يحدث فيه أي شيء مما سبق.

وعلى كل شخص أن يسأل نفسه: إيه الشيء اللي عايز يسيبه كأثر له في الحياة؟ وتخيل لو كل شيء بتعمله في الحياة هو لآخر مرة هتعمل إيه؟ هتعمله إزاي؟ وتابع: اعمل كل شيء بشغف كأنك هتعمله لأخر مرة في حياتك، وطبعًا هتنجح في دة مرات وليس دائمًا ولكن كل ما كان عندك وعي بتكتشف أكتر وتفهم أكتر، ولذا لا تحبس نفسك داخل نفسك فقط، أو احتياجاتك أو نقصك لكي تتمكن من الاستمتاع برؤية مختلفة وتصل لحقائق مختلفة، لازم تبقى واعي لوعيك عشان ميتقفلش عليك النور.