في مثل هذا اليوم 4 مايو2010م..
في مزاد بصالة كريستي، لوحة پيكاسو'> پابلو پيكاسو العارية والأوراق الخضراء والتمثال النصفي تباع بمبلغ قياسي 95 مليون جنيه استرليني...

پابلو رويس (Pablo Ruiz) والمعروف باسم پيكاسو (Picasso) (و. 25 أكتوبر 1881 في مالقة بإسبانيا - ت. 8 أبريل 1973 في موجان بفرنسا) هو فنان تشكيلي ونقاش ونحات إسباني. استقر في باريس عام 1904 م، شكلت أعماله علامة فارقة في تاريخ الفن المعاصر. أنجز العديد من الأعمال أثناء فترة حياته الفنية الطويلة: الفترتين الورقاء والوردين (1901-1905 م)؛ التكعيبية (آنسات أفينيون، 1906-1907 م)؛ الكلاسيكية المحدثة (ح. 1920 م)؛ السريالية و التجريدية (1925-1936 م)؛ الانطباعية (غرنيكا، 1937 م). تعرض أهم أعماله في متحفين رئيسين: نزل سالي في باريس، والآخر في برشلونة. بيكاسو كان يستخدم اليد اليسرى في الرسم .

جرنيكا: جورنيكا تعد إحدى رسومات بيكاسو الفنية الجميلة. ورسم هذا العمل احتجاجا على ضرب مدينة گورنيكا الأسبانية بالقنابل.

بيكاسو، بابلو (1881- 1973م). من أشهر الرسّامين في القرن العشرين، عُرف بأعماله في النحت والرسم والتصوير والخزف، وكان أكثر الفنانين تميّزًا عن أقرانه لأنه تجاوب مع متغيرات ظروف وهموم وتحديات العصر، بِكُلّ الحدة والسرعة. وجَعَلَه أسلوبُه في البحث زعيمَ التعبير عن تعقيدات القرن العشرين الميلادي. تحدى فن بيكاسو النظرة التقليدية للحياة فظهر مشدودًا إلى التوتر والصراع. وبدا بيكاسو كأنما يسْتكْشفُ العالَم العجيب للكوابيس والخيال السحيق الذي يقرر عِلمُ النفس والفنُّ المعاصران أنها مؤثرات كبيرة في أفعالنا اليومية.


وكان يأمل في إثارة واكتشاف التأثيرات المجهولة التي تكمن في العقل الباطن للناظر، لذلك كانت صُوَره تشعُّ غرابة الأحلام إلا أنّ لها مظهر الحقيقة. وربما كان بيكاسو متأثرًا بفنِّ مسْقَط رأسه أسبانيا، فهو غالبًا ما بدا مفتونًا بما هو خياليّ وكابوسي. حمل بيكاسو الروح الإسبانية التي طبعت فنه بطابع خاص، وصارت تمثل أهم الجوانب وأشدها تأثيراً في حياته الفنية، لأنه بقي إسبانياً بالطبيعة ولم يظهر تحيزاً مفتعلاً بل أخذ ينثر المأساة الإسبانية، بلا إسراف، بأعماله في التصوير والنحت وما إلى ذلك من فنون الرسم والحفر والخزف. ومع أنه عاش في باريس وتفاعل مع الثقافة الفرنسية، والحياة الباريسية في مطلع القرن العشرين، كان أحد رواد الحداثة الفنية فشارك في كل المغامرات الطليعية التي ظهرت في فرنسة في النصف الأول من القرن العشرين المتمردة على المفاهيم الفنية التقليدية السائدة منذ عصر النهضة الأوربي، وقد حقق الشهرة والمجد اللذين جعلاه الفنان الأكثر تأثيراً في الفن في النصف الأول للقرن العشرين، لما تمتع به من قدرات فنية متعددة الجوانب، وما حققه من مهارة فنية في الرسم والتحكم بالأشكال الفنية التي جعلت نقاد الفن التشكيلي يقولون عنه إنه «كان يرسم بأسرع مما كان يتكلم»، وقد أسهم بيكاسو في عملية التحديث الفني، ورفد وسائل التعبير بالمواد الجديدة كالمخلفات التالفة والقصاصات والرمل وما إلى ذلك، وسعى إلى تبديل المفاهيم الجمالية في الخامات والرؤية والابتكار، وربط الفن بالإنسان ليكون الفن إبداعاً إنسانياً، وللإنسان الأهمية الأولى فيه على ما عداه. ومع كون بيكاسو إسبانياً، قل أن يتمثل فنان أجنبي مثله الروح الفرنسية والفكر اللذين طبعا ذلك العصر بطابعهما.

كان طفلا معجزة، يرسم صورًا واقعية ولم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره. وسمي أولُ أسلوب شخصي لبيكاسو الفترة الزرقاء (1901 – 1904م)، وهو يركز على موضوعات الوحْشَة واليأسِ وَيرسم في الغالب ظلالاً زرقاء. ثم تحول أسلوبُ هذه الفترة فيما بين 1904 و1906م إلى أسلوب آخر يُركِّز على ألوان وأمزجة أكثر دفئًا. ثم تخلى بيكاسو عن الوجوه النحيلة المذعورة التي كانت بالفترة الزرقاء، وأعطى موضوعاته مرونةً جديدة، وكثيرًا ما ضمَّن أعماله مشاهد السيرك. وبحلول عام 1906م، بدأ يرسم صورًا متميزة، وكأنما يَصُدُّ صَدْمة محتملة أو خوفًا.

وفي 1907م، رسم بيكاسو صبايا أڤينيون، وهي لوحة شكلت علامة بارزة في الفن، إذ وضعت حدًا فاصلا حاسمًا للنظرات التقليدية للجمال والانسجام. في اللوحة خمسة أشباح نسائية بشعة، لها أقنعة أكثر مما هي وجوه، تتصنع في وقفتها في لباس متشنج مُشرشر، مُشوهة، مهزوزة ممسوخة بوحشيّة. ومن هذه اللوحة الممزَّعة الأوصال، ترعرع الأسلوب المعروف بالتكعيبية.

المرحلة الأولى (1888-1902):
وفيها تأثر بالفن الإسباني التقليدي وبالفنان غويا خاصة، ثم بمرحلة «ما بعد الانطباعية»، وقدم الأشكال الفنية الملائمة للموضوعات وصور تحت تأثير هذه التجارب مجدداً، وأعاد تصوير الأشكال من الطبيعة تحت تأثير المفاهيم الجديدة، ومن أهم هذه اللوحات لوحة «الأسطح الزرقاء» (1901).

المرحلة الثانية الزرقاء (1903-1904):
كان بيكاسو في الثانية والعشرين حين شاع اسمه، واتخذ لنفسه محترفاً في ما سمي باتو لافوار Bateau-Lavoir (وهو تجمع سكني متواضع في حي مونمارتر في باريس)، صار المكان موئلاً للفنانين الطليعيين والأدباء أمثال ماكس جاكوبوأبولينير[ر] وسواهم. صور فيها المهرجين المشردين، بلغة حديثة ملائمة لهذه الموضوعات، وأظهر العالم الداخلي للأشخاص المصورين، وسميت تلك المرحلة بالزرقاء لأنه كان يغلب عليها اللون الأزرق وتدرجاته، أزرق الليل والغموض، مما أسهم في التعبير عن الأشخاص الذين يعيشون الاستلاب والوحدة، وبرزت بداية عملية التحريف للأشكال الملائمة، ومن أهم اللوحات لوحة «الحياة» (1903) و«لاعب السيرك مع الطابة» (1904).

المرحلة الثالثة الوردية الزرقاء (1905-1908):
وفيها أدخل اللون الوردي مع الأزرق الذي تأكد في الخلفية، ويعكس اللون الوردي التعطش إلى الحياة على الرغم من كل المآسي، وانتصرت الألوان الحارة على الباردة، وبدأت المعالجة الرمزية تكتسي أهميتها الكبيرة سواء في التشويه أو في تقديم المعاني بالرموز الشكلية واللونية. ومن أهم لوحات تلك المرحلة «رجل يقود حصاناً» (1906) و«العاريتان» (1906) و«فتيات أفينيون» (1907) وهي في متحف الفن الحديث في نيويورك وتمثل ثلاث فتيات تحولت وجوههن إلى أشكال هندسية. وتعد البداية الحقيقية لعملية تحطيم الشكل الخارجي والابتعاد عن نقل مظهر الأشكال الخارجي، والاتجاه نحو التأليف الحديث للوحة التي تنطلق من مبدأ رئيسي وهو أن للوحة وجودها المستقل عن الواقع، ولها حياتها الخاصة، وقد استفاد من النحت الإسباني، كما استفاد من النحت الإفريقي، وقد زاد في حدة التشويه وركز على وحدة الزمان والمكان والموضوع والاهتمام بالمضمون الإنساني، وهو تصوير حالة بؤس حياة النسوة اللواتي يمارسن البغاء في مدينة أفينيون. لقد فتح بيكاسو في تلك اللوحة فصلاً جديداً في تاريخ الفن مع عدم التجانس البادي في التأليف والتلوين، إلاّ أنها أعلنت (اللوحة) الثورة التكعيبية، فلم تعد لوحة فحسب بل نقطة انطلاق لحدث جديد ومؤثر.

المرحلة الرابعة التكعيبية (1908-1909):
تمثل بداية اكتشاف أهمية التحليل الهندسي المعماري، بتأثير سيزان و«التماثيل الإفريقية»، وقد تعرف، في أثنائها، جورج براك[ر] وتبادلا الخبرات والتجارب الفنية، التي توصلت إلى تحريف الشكل ورده إلى الشكل الهندسي المعماري الذي يمكن تحوير الأشكال إليه، مثل الهرم والمكعب ومتوازي المستطيلات، ليكون للوحة وجودها المستقل، أي البحث عن القيم الثابتة في الأشكال بدلاً من المتغيرات، وإيجاد الحلول الفنية من دراسة الواقع، واختزاله، والإبقاء على ما هو جوهري معماري، وأهم لوحات تلك المرحلة «بيوت في سانتا بربارة» (1908)، وقد مالت ألوانه فيها إلى الرماديات الداكنة والأخضر والبني.


المرحلة الخامسة التكعيبية التركيبية (1909-1918):
صار الفن، انطلاقاً من الرؤية الجديدة، إعادة لتأليف اللوحة، والاستفادة من التجارب التحليلية من أجل ذلك، وصار التأليف يعتمد المواد الجديدة، والملصقات، وقصاصات الصحف، وبدأت عملية إعادة تقويم مادة التصوير الزيتي، وحق للفنان أن يصور لوحته بأي مادة، وقد سميت تلك التقنية «اللصق» Collage، لوحة «أرلكان» (1912).

المرحلة السادسة الواقعية الجديدة (1918-1973):
استمر التكعيبيون يصورون لوحاتهم، ويقدمون الرؤى المستقلة الخاصة بكل فنان، ومن أهمهم خوان غري[ر] وفرناند ليجيه وغيرهما، لكن بيكاسو عاد إلى الواقع ليصوره بأسلوب جديد، إذ يمكن القول إنها مرحلة «الواقعية الجديدة»، وفيها صور مئات اللوحات التي تمثل المفهوم الاتباعي الحديث الخاص ببيكاسو، وتأثر في إحدى المراحل بالفنانين السرياليين[ر]، لكنه لم يعرض معهم، ولم يكن مؤمناً بأن الفن هو التعبير المباشر اللاواعي، بل كان يؤكد أهمية التحوير والتجديد بوعي ومضمون إنساني، حتى قدم التجارب التي تملك الرؤية الشخصية، المتجددة، التي لا تتوقف عند شكل ما إلاّ لتبدله، مستفيداً من أشكال التعبير الفنية المتنوعة، وقد حفر عدة لوحات على المعدن والحجر، ومارس (الخزف) بأسلوبه الخاص به. ومن أهم لوحات المرحلة الأخيرة لوحة «الغورنيكا» الشهيرة التي صورها عام (1937) وكانت في متحف الفن الحديث في نيويورك ثم نقلت إلى إسبانية، على أثر عدوان النازيين على قرية الغورنيكا في إسبانية، واللوحة ضخمة بقياس 7.80 × 3.50م، وقد عدت من اللوحات التي تدين (الفاشية)، وتمجد نضال الإنسان من أجل الحياة والسلام، وقد أعاد بيكاسو صوغ لوحة الغورنيكا بتقنيات متعددة وقياسات مختلفة.

تمثل اللوحة «الحصان الجريح» في الوسط وفوق رأسه شمس هي العين البشرية التي تراقب الأحداث، وتحت قدمي الحصان سقط أحد المحاربين وفي يده سيف مبتور ويده الأخرى تستصرخ، وثور في أقصى اليسار يعبر عن القوة الفاشية والظلام، والحصان رمز يعبر عن البشر، الذين يعانون، وإلى اليسار من اللوحة امرأة تحمل ابنها القتيل وتصرخ يائسة، أما على اليمين فتوجد ثلاث نساء، الأولى تصرخ وهي تحترق بالنيران، والثانية تفر مذهولة، والثالثة لا يرى إلا رأسها، وقد امتدت يدها لتحمل مصباحاً كهربائياً.

من الواضح أن بيكاسو أراد أن يصور المأساة التي وقعت والتي تبعثر فيها نظام الحياة في القرية نتيجة القصف الجوي النازي، وجمع فيها بين المضمون الإنساني، والأمل بالحياة والمستقبل. وقد أخذ العناصر المبعثرة من الواقع والخيال والأساطير وجمعها في تأليف واحد متماسك.

تتوزع لوحات بيكاسو في متاحف العالم كمتحف الفن الحديث ومتحف بيكاسو في باريس، ومتحف المتروبوليتان ومتحف الفن الحديث في نيويورك، والمتحف الوطني في واشنطن، ومعهد الفن في شيكاغو، ومتحف الإرميتاج في بطرسبورغ، وغيرها.

عمل بيكاسو في النحت أعمالاً رافقت أعماله في التصوير وعبّرت عن معتقداته الفنية وابتكاراته، واستعمل فيها الطين والجص والمواد المستهلكة من سقط الخشب والحديد، وقد لوّن بعض المنحوتات بالدهان. من تلك الأعمال: «تحولات» من الجص (1928 متحف بيكاسو في باريس)، و«رأس ثور» شكّله من مقود دراجة ومقعدها (1943 متحف بيكاسو في باريس)، و«راع يحمل خروفاً» من البرونز (1944 متحف فيلادلفية)، و«عنزة» من البرونز (1950 متحف الفن الحديث في نيويورك).

تنوع إنتاج بيكاسو الفني تبعاً لابتكاراته الفكرية ومعاناته الإنسانية، ووضع المختصون بحوثاً ومؤلفات كثيرة لسبر غور تلك الأعمال التي تعد في أهم منجزات القرن العشرين الفنية، وتثبت قول صاحبها المأثور: «أنا لا أبحث بل أجد».

أعماله اللاحقة:
وسّعَ بيكاسو، بعد الحرب العالمية الأولى، استكشافاته في الشكل مُشَددا بصورة خاصة على صُور متألقة الألوان شبيهة بالأحلام. ومن 1918م إلى 1924م، كان يرسم بأسلوب كلاسيكيّ وبأشكال ضخمة فخمة، وفي العشرينيات والثلاثينيات، صوَّر بيكاسو أشكالا كأنها من الظاهر الباطن؛ وتظهر الجمادات في هذه الأعمال نابضة بحياة من ذاتها، فقد رَسَم لوحته گرنيكا (1937) احتجاجًا على قصف بلدة گرنيكا خلال الحرب الأهلية الأسبانية (1936-1939م). وكانت اللوحةُ محاولةً من بيكاسو لإعلان قرار عام، مستخدمًا رموزه الخاصة للغضب واليأس. والصورة تعبيرٌ قويٌ عن الأزمة والكارثة بعيدًا عن التحكم الفرديّ.

وفي 1944، انضم بيكاسو للحزب الشيوعيّ لأنه أحَسَّ أن الشيوعيين كانوا أكثر فَعالية في قتال النازيّين. واتُّهم فن بيكاسو رسميّا في معظم الدول الشيوعية بأنه فنٌّ ساقطٌ غير مقبول.

وبعد 1945، وَلَّدَ رسمُ بيكاسو ونحْتُه وخزَفيَّاته إحساسًا أكثر استرخاءً ولُطفا، وظهر كأنما يصنع السلام بالعواطف التي طالما عذَّبَتْه في الماضي. ويشعر بعضُ النقاد أنّ هذا النهج الجديد خلّدَ أحسن أيام فَنِّه. ويشعر الآخرون أن هذا مثل انطلاقة جديدة في مغامرات بيكاسو المرئية والذِّهنية في الفن.

في مايو 2010 بيعت في مزاد كريستي في نيويورك لوحة رسمها الفنان بيكاسو عام 1932 بمبلغ 106 مليون دولار (70 مليون يورو). وهو أعلى مبلغ يدفع في عمل فني. واسم اللوحة (العارية والأوراق الخضر والتمثال النصفي)، وتظهر فيها صديقة الفنان.

وفاته:
الثامن من أبريل 1973..!!