فى مثل هذا اليوم 1 مايو1956م..
جوناس إدوارد سالك (28 أكتوبر 1914 - 23 يونيو 1995 في لاهويا، كاليفورنيا) عالم أمريكي، عمل في مجال أبحاث الطب الوقائي. نال شهرة واسعة بعد إنتاجه لقاحًا صار أقوى سلاح في مكافحة شلل الأطفال. قدم سالك بالإضافة لعمله في مكافحة شلل الأطفال إضافة مهمة أخرى أيضًا تختص بفهم مرض الإنفلونزا. وهي أن كلا المرضين ـ شلل الأطفال والإنفلونزا ـ تسببهما فيروسات.

ولد سالك بمدينة نيويورك وهو الأكبر بين ثلاثة أبناء لعامل مهاجر يهودي روسي فقير يعمل في صناعة الثياب. وقد تمكن من سداد نفقات دراسته بالعمل في أوقات ما بعد الدراسة وبالحصول على المنح الدراسية. وتخرج في كلية الطب بجامعة نيويورك عام 1939م، وهناك أجرى أبحاثا على الفيروسات بمعمل توماس فرانسيس. في الكلية التقى زوجته المقبلة ، دونا يندساي ، تزوج من 9 يونيو ، 1939. لهم ثلاثة اطفال : بيتر ، دارل ، وجوناثان.

وفي عام 1942م انتقل إلى جامعة مشيجن في منحة لمواصلة البحث العلمي، وتدرج إلى أن بلغ درجة أستاذ مساعد في علم الوبائيات (علم دراسة الأوبئة والسيطرة عليها). كان توماس فرانسيس، الأصغر قد صار رئيسًا لشعبة الوبائيات بمدرسة مشيگن للصحة العامة. وعمل سالك مع فرانسيس لإنتاج لقاحات الإنفلونزا. وفيما بعد أشرف فرانسيس على تقييم الاختبارات الجامعية للقاح سالك لشلل الأطفال. ولقد طور ألبرت سابين، فيما بعد لقاحًا فعالاً لشلل الأطفال يتم تناوله بالفم. عمل سالك بالتدريس بجامعة بتسبيرج منذ عام 1947م إلى عام 1964م. وتأسس معهد سالك للدراسات البيولوجية عام 1963م بمدينة لاجولا بولاية كاليفورنيا، ومنذ إنشاء المعهد ظل سالك مديرًا له.

كانت قد تجمعت مواد هائلة حول المناعة منذ العهد الذهبي لعلم البكتيريا، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكان على سالك أن يمحص تلك المعلومات ويطبق نتائجها في استخلاص لقاحه لشلل الأطفال. ولقد وجد أنه من الضروري إضعاف الفيروس بالفورمالين دون أن يعني ذلك إنهاء قدرته في استدعاء الجسد لإنتاج أجسام مضادة. وبما أن لكل عضو مجهري أجسامه المضادة، فإن لقاح سالك احتوى على الأنواع الثلاثة لفيروس شلل الأطفال التي كانت معروفة في زمنه.

شلل الأطفال:
وكان نصيب الولايات المتحدة وحدها عام 1916، 27,000 طفل مصاب شلل الأطفال، وكانت بداية الاهتمام على شكل حملات منظمة لمحاربة هذا المرض اللعين مع عيد ميلاد روزفلت 30 يناير 1938، وهو أشهر مريض بهذا المرض في العالم، وإستطاعت الحملات في أول عام تجميع 1.8 مليون دولار، وظلت محاولات علاج شلل الأطفال فاشلة حتى ظهر العالمان اليهوديان يوناس سولك وبعده ألبرت سابين ونجحا في إختراع لقاح ضد شلل الأطفال، وهو واحد من أعظم الإكتشافات الطبية في تاريخ الطب.

وجد وظيفة في معامل أبحاث الجيش الأمريكي، وكانت البداية أبحاثاً على فيروس الإنفلونزا، أما الباحث سابين فقد كان لقبه اليهودى وهو سابرشتين حاجزاً أمام مستقبله وخروج أبحاثه إلى النور، وكان سابين لايستطيع دخول عتبة أى كلية طب بسبب ديانته، ولذلك قرر تغيير هذا اللقب المعوق وإستعار لقب طبيبة شهيرة هى فلورانس سابين، وبذلك أفلت بأبحاثه وخرجت إلى النور، ولم ينعكس هذا الإضطهاد والظلم والتمييز على توجه سولك أو سابين الإنسانى.

حاول سولك في أواخر الأربعينات تطبيق أبحاثه على القرود، وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت، وفشل في أول تجاربه 1954 عندما حقن في البداية 137 طفلاً بلقاحه، وإرتفع الرقم إلى 2 مليون طفل تقريباً، لكن 260 أصيبوا بعد لقاحه التجريبى، ومن بينهم توفى إحدى عشر مصاباً، وظل سولك يطور من حقنة المصل حتى أعلن إكتشافه العظيم على العالم عام 1955، وبعدها طور سابين الفكرة وجعل الفيروس مضعفاً وليس ميتاً وعلى شكل نقط في الفم وليس حقناً، وخرج إكتشافه إلى النور عام 1957، وإقتنع الأمريكان وقتها أن العلم لادين له، وأن هذين اليهوديين قد أنقذا أطفال أمريكا ومستقبلها.

لقاح سالك:
لقاح شلل الأطفال:

في عام 1953م أعلن سالك عن اكتشافه للقاح تحت التجريب. وكانت الفيروسات التي احتوى عليها اللقاح قد تم قتلها بالفورملدهيد. كان سالك وزوجته وثلاثة من أبنائه من بين أوائل من تطعموا باللقاح. اتضح أن اللقاح لاخطر منه، ولقد برهن بتطعيم نفسه وأولاده وزوجته على جدية هذا اللقاح ودوره في سلامة الإنسان.

وتمت تجربة اللقاح فيما بعد في مرحلة التجريب الجماعي، على 1,830,000 من طلبة المدارس في عام 1954م، ثم أعلن عن سلامة اللقاح وقدرته الفعالة في أبريل 1955م. تلقى سالك أشكالاً عديدة من التكريم بما في ذلك إشادة من الرئيس دوايت أيزنهاور والميدالية الذهبية للكونجرس على إنجازه الكبير في حقل الطب. رفض سالك كل الجوائز النقدية ورجع إلى معمله ليعمل على تحسين اللقاح. ولقد منح سالك عام 1977م ميدالية الرئيس للحرية.!!