كتبت – أماني موسى
تواجه القارة الأوروبية جائحة كورونا بأعلى خسائر بشرية ومادية، وذلك رغم التطور الكبير الذي تتمتع به عدد من البلدان الأوروبية، ويبقى التساؤل بعد نهاية أزمة جائحة كورونا ستسأل أوروبا أولا وقبل كل شيء لماذا كان نصيبها من عدد الإصابات والوفيات؟، وكذا بعد الكارثة الإنسانية والاقتصادية التي أصابت كلاً من إيطاليا وأسبانيا دون تلقي أي دعم من قبل الإتحاد الأوروبي، هل سيبقى ذلك الكيان أم سيتم تفكيكه وتتوالى الدول المنضمة له، لتحذو حذو بريطانيا في الانفصال؟
 
من جانبه قال د. أحمد المشتت، الطبيب الجراح بالمستشفى الملكي بلندن، مازل الوقت مبكرًا لتخفيف إجراءات الحظر في بريطانيا، رغم أن أعدد الإصابات والوفيات في انخفاض ملحوظ خلال اليومين الماضيين، لكن يجب أن نرى وتيرة مستمرة لهذا الانخفاض.
 
وأضاف في لقاءه مع قناة سكاي نيوز عربية، بريطانيا عبرت مرحلة الذروة منذ أسبوعين، لكن مازالت لم تصل إلى المنحدر، ما يعني أنه يجب الاستمرار بتطبيق إجراءات الحظر والبقاء بالمنزل والتباعد الاجتماعي وعدم المخالطة.
 
وشدد، من المبكر جدًا تخفيف هذه الإجراءات، خوفًا من موجة ثانية من الإصابات تكون أشد ضراوة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من قوة النظام الصحي ووجود قدرة على استيعاب المزيد من المرضى ووجود وفرة من الأسرّة بالمستشفيات، ولن نر مشاهد رعب كالتي حدثت بإيطاليا، لكن يجب أن ننظر إلى تخفيض ومهم وكبير في عدد الإصابات والوفيات قبل أن نبدأ في تخفيف الإجراءات.
 
وقال د. حسني عبيدي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جينيف، أن سويسرا بدأت بالفعل المرحلة الأولى من تخفيف إجراءات العزل، وتواجه الحكومة السويسرية ضغوطات كبيرة من قبل الكونتونات  التي تشكل الكونفديرالية السويسرية، والتي لم تعرف إلا حالات إصابة قليلة جدًا من الفيروس، على عكس مدينة لوزان أو جينيف التي شهدت أرقام كبيرة من الإصابات، والضغط الثاني يأتي من بعض الأحزاب السياسية خاصة أحزاب اليمين التي غابت تمامًا عن المشهد السياسي.
 
وأضاف، أن الكثير من الآراء الآن باتت تتجه إلى اعتناق فكرة أن الحفاظ على منظومة صحية يحتاج كذلك إلى منظومة اقتصادية قوية، وسويسرا الآن وصلت إلى معدل تاريخي في نسبة البطالة تخطت النصف مليون، وهذه الضغوطات أدت بالحكومة السويسرية إلى تخفيف إجراءات الحظر تدريجيًا لمدة أسبوعين، إذا نجحت التجربة ستستمر في التخفيف، وإذا فشلت يتم العودة إلى الإجراءات السابقة من حيث التشديد، وهذا بالتزامن مع عمل العلماء والأجهزة البحثية إلى التوصل إلى علاج أو لقاح للفيروس.